2 أكتوبر 2013

مرضى العزيز


سأموت يوماً من القلق ومن ذلك التوتر الذى اصبح صفة مميزة او جين وراثى
يبدأ اليوم ويبدأ معه ماكينة القلق فى العمل
من اى شئ قد يحدث اليوم من الممكن ان يضيف الى قائمة الصدمات جديداً
او يحدث ان الذكريات تطفوا على السطح بشدة نتيجة حدوث امر ما دعى الى استعادتها مرة اخرى
طوال عمرى فى قلق .. لا اتذكر حتى يوماً اننى نجيت منه او عشت لحظات بعينها بكامل الامان داخلى
دائماً اشرع فى قلب الموازين على رأسى ، واتوقع ما هو اسوأ على طول الخط
ذلك يجعلنى ان لم يحدث ما اخشاه على الاقل يكون تفادياً له
يحفظنى من تلك المفاجأت التى ادت الى مصرعى فى الماضى حيث لا اود ان اقُتَل من جديد
لا اود ان احيى تلك الحقبة من الزمن مرة اخرى على نفس الوتر من الاحداث باسماء مختلفة
او نفس الحالات النفسية تحت زمان ومكان مختلف

ربما لم اعى لنفسى الا بعد ذلك حينما ضاعت الايام وجلبت لى ذلك المرض اللعين
الذى يجعلنى فى كل فرحة اترقب بشدة حدوث شئ ما يعكر صفوها
صرت متأكداً ان ثمه ما سيحدث سيقلب الامور على عاقبيها وان لم يحدث الان فبعد ذلك
لا يسعنى الا الاستعداد طوال الوقت لتلقى مفاجأت كتلك ، وان لا ابالى بشئ
ذلك الامر الذى لا يجعلنى ابداً متذوقاً لشئ يفرح بشكل كامل
وايضاً يجعلنى استرجع ذلك الشريط المدفون فى الاعماق بتفاصيله كلها

ربما لا يوجد فى حياتى جديد اضع من اجله خطاً فاصلاً بينى وبين الماضى
وان انتشل كل تلك العقد التى تسببت فى غلق نوافذ الحياة بالنسبة لى
والتى تجعلنى دائما مثل الاخرس فى محاوله للكلام او الاطرش فى محاولة السمع
اسباب الفرحة تفعل بى رداً عكسياً ، اذ انها تجعلنى اتألم دون سبب وجيه
دون ان يكون ذلك سبب مباشر سوى افتقادى لذلك النوع من الفرحة
التى تملئ عينيك ويغرق فيها وجدانك الى حد عدم رؤيتك لأى امر حزين

اننى اشفق على نفسى كثيراً ، اشفق عليها اثناء محاولاتى المستميتة لاعيش يوماً بلا صراع
مثل كل البشر ، مثل كل الاحياء على ظهر الارض
تصعب علىّ نفسى كثيراً عندما اجاهد فى ايجاد تبرير للفرحة او مقاومة للحزن
اجد نفسى بلا وعى اندفع الى الصمت والانطواء وانزوى بعيداً عن كل شئ
اتصطنع ذلك الوجة ، ذلك القناع المرسوم بالابتسامة لكى لا يرانى احد
ابادر بالضحك ، بالجنون، بالايحاء اننى دائما وابداً على ما يرام
ليس بى شئ ابداً ، وان حدث فسرعان ما استعيد رشدى بعدها مجدداً
نصف طاقتى تهدر فى محاولة الكف عن الحزن الذى يأتى لى تلقائياً
والنصف الاخر اتابع به الحياة فى تحدى
ولكن بداخل ذلك التحدى والاصرار والغموض شرخ لا يمكن ان يلتئم ابداً
بدأت اصدق ان الناس سيجدونى ذات يوم مقتولاً بالقلق ...


هناك تعليقان (2):

  1. صباح الخير يا على

    اولا انا اطمنت على نفسى مش انا بس اللى كدا الحمد لله فى كائنات زى :)
    ثانيا مش هقعد اقولك الكلام الفكسان بتاع لالالالا ازاى حاول كذا واعمل كذا ولازم كذا لان ببساطة مابيوصلش للحاله دى إلا اللى شاف فى الدنيا مايكفيه فبيكون دا رد فعل طبيعى اتوماتك بيحصل للانسان ومن الانسان والكم اللى شافه الانسان علشان يوصل للمرحله دى مالوش علاقة بالسن او بقالك اد ايه فى الدنيا .. للاسف الوضع دا افقدنى الاحساس بمتعة الفرح لما يجى بفضل مترقبة فى حذر وتوتر ياترى هيحصل ايه وبحط الف سيناريوا نوع من انوع تفادى الصدمة اللى بغباوتى لما بتحصل بتصدم بردو !!!!!!!!!!!!!! :)

    يلا صباحك زى الفل يارب وجميل اوى البوست طبعا ربنا يريح بالك وباللنا اجمعين ويرزقك احساس الامن والطمئنينة

    ردحذف
    الردود
    1. انا بقه اللى مش عارف ارد عليكى واقول ايه
      كويس انى مش لوحدى اللى كده ونفس الوقت مش كويس ان فيكى كدا

      ربنا يستر ويسلم ..

      صباحك انتى اللى زى الفل وميرسى بجد ع تعليقك.. ريحنى كتير بجد شكراً جزيلاً وغزيراً ..:) :)
      ويارب يريح بالك وبالنا جميعا .. اللهم آمين

      حذف

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...