14 أبريل 2019

الحقيقة !


الحقيقة هى ما يوجد فى قاع نفسك فى يومك عندما ينتهي وتنفرد بنفسك  مثل كوب من الشاي عندما تنتهي من شرب اخر قطرة منه وتتبقي البقايا اصل الحكاية ، عندما تبدأ بالخروج فى الصباح تجبرك الناس والحياة ان تضطر لتركيب الوجة الاخر ، الوجه الهادئ احياناً ، المنهمك احياناً اخري ، تأتيك الحقيقه خلالها كومضات تحاول ان تستفيق منها وتتجنبها بعيداً ، تسمع من احدهم نصائح للحياة وكيف هي مجريات الامور من حولك والصياح والمزاح ، تقابل المتهجم دائماً وتقابل من كان يبهجك رؤيته ، تشعر بأنك علقت فى طاحونة لا تريد ان تتوقف ، والومضات تزيد ، تختلي بنفسك قليلاً ثم يجبرك العمل ان تكمل ، تكمل وسط آهاتك ، تكمل وسط دموعك الذي لا تري شيئاً من عينيك  خلالها ، تخبئها وتصمت حتي لا يسمعك الناس ، تسحب منديلاً لتقوم بمسح الدموع ولا تنتهي ، تذهب الي اقرب حوض مياة لتغسل وجهك حتي لايري احد اثار البكاء ، تكمل وصوتك قد لا يسمعه من امامك ، تنتهي من عملك معه سريعاً كي لا تجعله يسألك ماذا بك ؟

تحاول وتحاول ، تفكر كثيراً ، تستدعي كل التبريرات ، لا تنام ولا تأكل وتسهر كثيراً فى العمل  وتفعل كل شئ حتى لا تعود وتنفرد بنفسك ،تتمني لو كانت طاحونة العمل ليس لها وقت وتعمل علي مدار الساعات ثم تنفي عقلك وتستمع الي كلام الاخريين ، من الممكن ان تكون هناك حكمة ما لم تسمعها بعد و يواسيك ربما احد هنا او هناك ، يري فيك الانكسار ويقول لك كلمات ويدعو لك وتقابله بابتسامه تحاول ان تخرجها بجدية كي لا يشعر بأنها زيف او خرجت من قلب متهلهل لم يعد يقوي علي الابتسام ، تشرد بذهنك فى كل موقف وتشعر انك دائما تاهه فى عالم ليس لك وفى كل كلمة سمعتها من قبل ، ذكريات فى كل مكان تذهب اليه ، وكل شخص تعامله ، تحب كثيراً الانعزال عن العالم ولا تستطيع ، لا تتركك الناس لانهم يريدون منك العمل ، وحين يضيق بهم الحال يوجهون لك اللوم علي بقاءك هكذا وانت تأبي ان تتكلم ، تكتم كل اهآتك وحدك لانه لم يعد هناك احد ، تتمني ان ينتهي كل شئ ولا ينتهي ، تتمني لو كنت ضحيه شئ ما حدث سابقاً وانقذك الله منها ، وتري ان كل يوم يمضي ماهو الا رقم يضاف الي ارقام قبله ، تحدثك عائلتك عن المستقبل ، عن عودتك وتقول لهم لا اريد ان اتحدث فى هذا الموضوع انا لا اعرف شئ ، يضغطون عليك بإجابه واضحه ،  تقول بخير  واعذروني قليلاً فربما اصابني التعب من  اجهاد فى العمل وسأكون بخير ولا يدرون انك تتهرب من الاجابة لانك دائما جبان او ربما تقول لنفسك دفاعاً انك لا تريد ان تؤذي مشاعر احد ، الاجابة الواضحة التي بداخلك انك لم تعد تريد اى شئ الا شئ واحد ربما لن يتحقق ابداً ، تريد ان تصرخ فى وجوههم وتتمسك بقرارك ولكن لا تقولها الان  ،لا داعي  ، تخبرك روحك ان الكلمات لم تعد محط اهتمام ،  سيعلمون مع الوقت ويدركون ان ذلك الشئ مهما قالت الناس عنه فلن يزيحه قلبي ابداً لانه ببساطة ليس قراراً بل هو نابع من صميم الروح ، سيقولها الوقت بدلا مني وعندما يعلمون فلن اعير احد اهتماماُ لانهم لم يعيروا بما اريد بالمقابل .

ثم بعد ذلك يدق قلبك بشدة ، تشعر بأن هناك شئ  تتمني لو كنت تستطيع ان تطمس دموعك فقط لاجل الا يبكي هو ، وان تستطيع ان تربت علي يديه وتسانده وتنظر له نظره فى عينيه ، نظرة مفادها اني بجانبك مهما حدث ، وان روحي تلك التى صارت بلا حياة سأهبها اليه بلا تفكير وان تزيح الجراح جانباً وتدعو له ، ولكن لا تستطيع فعل شئ غير الدعاء  ، بالرغم من انه  تنازل عنك لاجل حياته وبالرغم من تصور انه يعيش حياته الان كما يريد ومع من يريد وانك ما كنت الا سرطاناً تخلص منه وتشعر بعدها انك تريد ان تغمض عينيك للأبد بعد ان تتسآل  هل كان يعلم انه حياتي ام لا ، وان كان يعلم هل يدري ايضاً ان روحي اتخذت قراراً تلقائياً  بألا حياة بعده ، ربما !
هل يا تري يعلم اننى احلم به كثيراً وان لو عرضت الدنيا امامي فلن اختار شيئاً لانني اخترت سابقاً وكان هو اختياري الاوحد ، هل كان يعلم انه العوض الذي انتظرته طويلاً ، الامر اشبه بحدوث مصائب فى حياتك وتصبر كثيراً حتي يعوضك الله عنها ، وعندما يأتي يقوم بسرقة بقية الحياة منك فلا تعد تعير الحياة نفسها أية اهتمام ، فاي شئ بعد ذلك لن يعوضك ابداً خاصة عندما تشعر بان ما فاتك من الحياة اكثر مما سيأتي !

ثم تتفرد بنفسك عندما يظلم كل شئ وتري الحقيقة  .. انك منفي فى بلد غريب مع اناس غريبة ، لا يهتم احد بما صابك ولن يهتم ، لانك جئت لسبب واحد ، لن يهتم احد اذا مرضت بل يتسآلون متي ستعود لتكمل العمل ، واذا طال الانتظار سيكون عليك البدء بالتفكير بأنه يمكن الاستغناء عنك ، ولم لا ، فلست اعز عليهم ممن قام بها بالفعل وهم ليسوا اعز عليّ ممن استغني

 الحقيقة انك عاجز ، وتعلم ذلك ،كل المشكلة انك فعلاً عاجز فلا تضع اللوم علي ما فاتك وحدك ، اذا كنت تريد الحق فانت من يستحق العذاب والالم وحدك ! ،  تشعر بداخل قرارك نفسك بأنك عدت ذلك الطفل الصغير الذي لا يعرف شئ ، كيف تتحدي وتصمم ،  نسيت كل السنوات التى بنيت حياتك عليها ، نسيت انك تمنيت ان تخترق الحياة والحواجز ، وتتحدي العالم اجمع ، وتثبت بانك اهل لذلك ومهما كانت الصعوبات فلن يوقفك شئ ولكنك لم تكن تدري ان هناك قطار قرر احدهم ان يتركه فى طريقك وان لم تمت بعد فــ علي الاقل لن تعيش كما كنت سابقاً . 


الحقيقة ..  انك لا تري حتي الرجوع الي بلادك امر جيد ولا تريد و بخلاف العجز وقلة الحيلة والخوف والالم والشعور بالانكسار الذى لم تعد تري نفسك بعده مثل الزجاج المحطم علي الارض واللبن المسكوب يتبقي فقط  انك لا شئ  ، مجرد انسان يعمل ، لا يعرف كيف يستمع بحياته ربما لانه يري الحياة شئ مؤقت وما كان يشعر معه بأن الحياة جعل منه وقت وانفضي وستنقضي اعوامه  ويموت ، لن يضيف للحياة  مثله مثل اغلب الناس ، مثله مثل من عاش ومات قبله ، اين هم الان ؟ هل حقاً كنت تشعر بانك هناك ما يميزك فى شئ ؟! ، او علي الاقل تستطيع فعل شئ ؟! ، ربما وان كنت  تستطيع فالسقوط المدوي  لا ي شئ لا يخلف الا رماداً ، فتاتاً ،  يسير عليه بعد ذلك الناس ويتناسوا ، هذه هي الحقيقة ، بعد الكلام عن الامل والحياة والمستقبل لن تري فى قاع يومك غير ذلك .

10 أبريل 2019

لن يعد مهماً




هناك شعور بداخلي دائما يسعي دايما ان يحرق كل شئ فى داخلي ، كل ما كنت اخاف منه يوماً ، صار الصراع الان ليس علي مما اخاف ولكن مالذي تبقي لم اتجاوز الخوف منه بعد ؟! ، من يري الصورة من الخارج يصيح بأن ذلك يدعي تهور وانك تضيّع نفسك للابد ، اصيح به بالمقابل انني علي استعداد ان اصعد لاعلي مرتفع فى العالم وانظر للاسفل بدون خوف وابتسم ! ، ينظر اليّ بذهول ويتسأل ماذا اصابك ؟!  كان الرد بإبتسامة جانبية تعبر اكثر من الكلام ، ابتسامة تعني بأنه  لم يعد هناك  شيئاً مهماً ..
نتج عن هذا الكثير من المعارك فى العمل بيني وبين الجميع ، وكلمات من هنا ومن هناك مفادها بأن  تغير كبيراً قد حدث لا يعلمون  ماهو ، فقط لم يعد كما كان ،  ولكن فى اخر اللحظات لم ارد ان ينتهي كل شئ بيني وبين الناس ، اى نعم لم اعد مهتم واذهب للعمل كل صباح وانا معبأ بذخيرة مدفع يقضي علي كل من امامه ، واتحامل كثيراً علي اعصابي لدرجة الشعور بإن اعضاء جسدك لم تعد تطيق فكرة وجودها بجانب بعضها البعض  فى محاولة انجاز شئ ويصبح وقت الفراغ بعد الانتهاء منه  كالجحيم  ولكن .. حتي وان حدث  ؟ ما الذي يدعو للاهتمام ؟!
 لم اعد خائفاً من الموت ذاته ، بل علي استعداد دائماً ان تأتي اللحظة التى تفارق فيها روحي الحياة ، ذلك ليس يأساً او احباط ولكنه اصبح منهجاً واسلوب حياة ولست نادم عليه وليس بيدي شئ افعله لتجنبه، اسير فى الطرقات دون وعي لما هو قادم ، اقترب من النيران والاشياء الحادة دون وعي لما قد يحدث لو اقترب اكثر ، بل واتسأل بسخريه ولمعان فى العين من فكره صرح سؤال مالذي فعلاُ قد يحدث ؟!
افعل ما يجب فعله دون ادراك ما يفترض ان يفعله انسان عاقل حينما يشعر بالخطر ،  احياناً اشعر انه مجرد رد فعل ولكن حين ينتهي عقلي من التفكير  مضطراً اشعر بأن ذلك سيستمر للابد وان الحلم والهدوء بداخلي ملبد بالغيوم لا اراه بل لا ادري من الاساس انه ربما يكون موجود لانه هو الواقع المجرد دون تزيف ، لا داعي لا شئ غير الواقع لانها ببساطة ... الحقيقة

ادركت ان اشياء كثيرة فى الحياة مداها قصير جداً وانها مفعولها سريع الذوبان ، وما كنت نادم عليه هو اننى لم اكن اري الدنيا كماهي الان فى السابق ، ومع الوقت بدءت لا الوم احداً علي ذلك ، كمن يسير فى صحراء في عز الظهيرة ، متعطش وجائع الي اقصي حد ولكن لا يبالي الا انه يسير فقط لانه مازال يتنفس ومنتظراً ان تنطفئ عيناه فى اى وقت ولن يفكر كثيراً حينئذ فيما اصابه !
تعجر الكلمات عن التعبير وعن الوصف ، اريد فعل الكثير وبالمقابل اجد نفسي عالقاً فى مكاني ، ربما شعوري بالعجز صار عقدة لدي ، مثل امر قضائي اٌطلق ولكن لا تعد هناك سلطة تجيب نفاذه
 وربما تحدي الخوف من كل شئ فى الحياة هى بداية الانفجار ورفض كل شئ ولانني فى مدي الانفجار فصار ذلك لا مهرب منه ، وكل ما كنت اقول له نعم يوماً صارت محله كلمة لا ! 

7 أبريل 2019

عوداً احمدٌ .. ربما !





لا اعرف كيف ابدأ ، ولا اعرف لطريقي نهاية ، كل ما اراه روتين متكرر فى كل شئ ، وكأني لا اكبر ابداً ، وكان كل شئ مكتوب ان يعاد تجربته من جديد بطريقة او باخري ، سواء كنت بين اهلك واحبائك او سواء كنت فى غربة موحشه تقضي علي الاخضر واليابس ، كل ما اراه انى قد وصلت لمرحلة فى حياتي لا استطيع الرجوع بعدها للوراء ، ليتني استطيع ، كنت علي الاقل رجعت بالزمن للوراء عدة سنوات قليلة فقط فى مراحلي الاولي من عشرينيات عمري والذي فى اخرها الان بالمناسبة  ، كنت استطعت ان انقذ مما يمكن انقاذه والذي يؤلمني الان بمسافة لا اري حدوداً لها .
توقفت عن الكتابة ردحاً من الزمن ليس بقليل علي شخص كانت الكتابة هى الحياة الاخري التي يعيشها ، بدءت وانا مراهق ، اشياء بسيطة علي ورق ولكنها كانت بمثابة الحلم الذي سينفطر قلبي بتحقيقه  ، لم تكن جيدة  بمنظوري قرائتي لها الان ولكن كانت توحي بولادة كاتب واعد ، سيغير عالم الكتابة والقراءة ! ، سوف يصبح مثل من يقرأ لهم ، شهرة وقدوة وحظ فى قلوب الناس والتاريخ الادبي ، اتذكر الرواية الاولي التي اعجبت بها ، كان اسمها " فريتيجو " كان البطل  يشبه لحد ما شخصيتي ، كانت من الروايات التي كان بمثابة الحلم الذي اسعي لكتابة رواية مثلها جعلت من شخص مثلي يقراؤها عدة مرات بل ويشتريها ورقياً بالرغم من حفظه لها سابقاً .
اشعر الان ان عودتي للكتابة ربما تفتح طريقاً لي لاري النور واشم رائحة الحياة ومعانيها واستشعرها في قلبي مرة اخري ، قلبي المسكين الذي بدأ يقتنع كلياً بعدم جدواه الا ليضخ الدماء فى العروق فقط ، ولكن فى نفس الوقت اشعر بأن الامر لن يغير شئ ،مجرد هراء يكتَب ومحاولة بائسة لزج الالم فى الكلمات والتخلص منه ، ولكنى لست محترفاً او حتي مبتدئاً ، وطريقي ربما يكون اطول من طول خط الاستواء ! ، واعمق من اخر نقطة فى المحيط ، سأموت ويأتي اجيال بعدي ولن يتعرف عليّ احد ، ربما شعوري هذ  قد يكون حالة مؤقتة وربما الاكثر احتمالا ان يستمر للأبد
مثلما قلت لا اعرف كيف ابدأ ، ولا اتكلم عن ماذا ؟ دعوني اتحدث قليلاً عن  مشاعري ، عما يحدث داخلي ، عن الحياة حولي  ،  عن شخص ما كان يعد الحياة بالنسبة لي ثم فى يوم وليله اختفي واختفي معه كل شئ ، حتى اننى حتي هذه اللحظة لا يزال عقلي لا يدرك ما الذي حدث ! ، سطور قليلة فقط انتصرت علي مئات السطور الاخري التى كانت تنفي فكرة الابتعاد قبلها بوقت قليل للغاية !، أيعقل ان حياة بأكملها بالرغم انه مازال كل شئ كما عليه ظاهرياً تشعر بأنها انقلبت رأساً علي عقب ، وان كل شئ كنت تراه من منظور السعادة صار الماً وحزناُ وغماً بقدر ما كان مقدار البهجه منه ، كل ليله كنت اتمني ان اذرف الدموع التى ظلت محبوسه من وقتها والتي كنت اعتقد انها ستنهي حالة الذهول وطعم المرارة فى فمي ، وقد حدث فعلاً  ولكن من ذرف الدموع فقط، لم أتمالك نفسي وانفجرت عيناي واعتصر قلبي ، حينها ذهبت للصلاه ، كانت فى الحقيقه صلاة  فائته منذ ايام وكلما اقبل علي صلاتها شيئاً يلهيني و لم ادرك وقتئذ طريقاً غير الصلاة والبكاء ، بكاء كالطفل الصغير الذي فقد امه ، او الاب الذى فقد وليده  ، توضأت وقمت للصلاه وعيناي لا اراي بها موضع السجود ،  لعل الله عندما يراني هكذا يرحمني ويبعث الرحمه فى قلبي وحياتي ، لعل قلبي يصير متماسكاُ بعدها وقد حدث  ولكن بعد ذلك صار  مثل كل يوم ، عادت ريمة لعادتها القديمة ،استيقظ كل يوم لأشعر مجدداً بما كان فى اليوم السابق واليوم السابق بما كان فى اليوم الذي يسبقه وهكذا دواليك  ، تلك الآفة التي لم اعد اعرف لها علاجاُ والتي اخفيتها عن الناس جيمعهم حتي اقرب الناس ، حتى من كان بمثابة روحي التى احيا بها ،  حتي لا يرونني مجنوناً ، لا اعرف ان كان مرضاً ام لا ، كيف سأقول اننى اصحوا كل يوم وكأنني عبارة عن سوفت وير يتم تحميل كل ما فيه عندما يتم ضغط زر التشغيل ، ذلك الامر كان منذ صغري وادركته فى سن المراهقة  ،ربما لاني اعيش  الان فى الصحراء ومكان اشبه بالسجن الكبير ، تبعد عن اقرب منفس عنه طريق طويل  جعلني لا ادرك الفرق جيداً ،  لان كل شئ يظل كما هو كل يوم ، تعرف الفارق اذا كان شيئاً قد تغير ، والذي تغير الان اكبر من كل الاشياء ، انها النفس ، الروح ، الايمان بالذات ، تضاءل و انكسر وربما تحطم ولا ادري كيف ومتي يمكن ان يحيا من جديد ! ، لا تعرف هل اللحظات الحالية هى الحقيقة وكل ما دار سابقاً كان كذباً ؟! ، ويظل بين عيني سؤالاً لا اعرف له جواب ،  لماذا كل شئ متكرر فى مراحل عمري ، ربما لاني انطوائي او روتيني ولكني سافرت وتنقلت لاكثر من مكان وتغير الحال لاكثر من مرة وعاشرت اناساً توسمت فيهم الخير ومثلهم رأيت فيهم شراً مستطيراً ، اين اذاً المشكلة ؟ هل هو عقلي ذاته ؟ !
نعم ربما فعلاً ، ولكت كل ما اعلمه ان كل ما يدور فيه الان هو شئ واحد وهو الا اضع ثقتي فى شئ او احب شيئاً حباً مطلقاً يملك كل قلبي ، لان فى لحظة ما سيؤخذ هذا القلب بأكمله ويرمي فى الجحيم ! ، غير آبه من يرميه كيف سيكون ، او كيف سيكمل صاحب هذا القلب حياته بعد ذلك ، غالباً لن يفكر بهذا الشكل ، ستكون تبريراته اكثر اقناعاً له ، سيري ذلك حدثاُ حتمي الحدوث وسيقول لك انه ايضاً يشعر بذلك وربما اكثر ، بكل بساطة يقضي علي قلبك بقرار رآه هو بمنظوره الذي لا يخطي ويكمل حياته ، وتشعر انت بالضياع ، وفقدان كل شئ حي داخل روحك ، والمصيبة الاكبر انك لن تعرف ماذا تفعل غير انك تتألم بضراوة ! ،ربما تتربي داخلك عقدة من الامر وتتسأل كيف ببساطة تترك احدهم يقرر عنك شئ ؟ واين انا فى كل هذا ؟  وتحتاج معجزة ما تغير كل شئ ، او طوفان يجرف كل شئ ، ربما ذلك سيبعث عن الاطمئنان قليلاً !
كنت اتعجب لماذا بعض الناس يفكرون فى الانتحار ، لماذا تصاب بعض الاشخاص بالاحباط والاكتئاب اللذان لا يستطيع معهما ان يفهم للحياة معني او داعٍ؟ ، بالطبع لن افكر فى ذلك ولن اقوم به حتى ان كانت الحياة عبارة عن بقعة سوداء مظلمة لا يضاء شمعه فيها ، ولكن هذا التعجب قد زالت الغشاوة من عليه وادركت ، ادركت فعلاً ولم تكن اسلحتي معى لكي اقاوم ولا يوجد تكافئ فى ساحة المعركة ، فالشعور بالغربة والوحدة والمنفي هم من فى صفي وبقية العالم علي الضفة الاخري !
اتعلم يا من قد تقرأ  يوماً ما اكتب  عندما قمت بوداع الكتابة لم اكن اتمني اذا قُدر لي العودة اليها ان اكتب شيئاً يوحي بالحزن والكآبه ، او تراني شخصاُ بائساً يصنع النكد فى كل مكان يذهب اليه ،ربما لن تكمل قرائتك بعد تلك السطور ولك الحق ، ولكن  لو كنت رأيتني منذ ايام معدودة فقط كنت رأيت شئ مختلفاً تماما عما تبدو كلماتي  عليه الان ، لعله القدر وهذا لا املك شئ فيه ، انا مجرد انسان لا حول له ولا قوة حتي مع اقرب الاقربين اليه 

 ولكن اليك شئ يبهج قليلاً  ، اننى عدت للكتابة ،  بالطبع لا يبهج اننى عدت من تلك البوابة السوداء ولكن ليست البدايات هي من ينظر لها فى النهاية بل ما تم الوصول اليه فى نهاية المطاف وبالرغم من كون البداية ليست جيدة بما يكفي لسردها والتحدث عنها بنوع من الفخر والابتهاج ولكن يجب ان نذكر الحقيقة كما هي .

الحقيقة يا صديقي القارئ واسمح لي ان ادعوك صديقي لان لا يوجد اصدقاء لي تقريباً ، حتي الصديق ماذا سيكون بيده فعله ، ماذا يفعل انبوب اكجسين فى جسد مات ، وحتي وان كان فالمسافات بعيدة جداً كما كان الحال مع من اختفت روحي معه ، كرهت المسافات وكرهت السفر وكرهت اى شئ يمثله بالرغم اننى فى امس الحاجة الان ان اتحرك وامضي واختفي انا الاخر من كل الناس ومن حياتي ، ولكن اين المفر ؟! ، ليس بيدي شئ كما ذكرت ، ولم يفهم الناس ذلك ، عندما تريد ان تقترب من احد ولكن ليس بإستطاعتك فيلقي اللوم عليك وتشعر بالعجز لانك لا تستطيع ان تحرك الرياح لتأخذك اليه ، او تمتلك اسطولاً من الطائرات النفاثة التى تنقلك فى لمح البصر ، او حتى تذكرة ذهاب  بالطائرة  ، ولكن هو اعطاني اياها لاذهب عن حياته بلا عودة ، كأن المسافات بين القلوب صارت كما هى جغرافياً، انا فى الشرق وانت فى الغرب ومحال ان تجتمع ظلالنا معاً

اتسآل اين كانت تلك المسافات من قبل ؟ اين كانت عندما كانت القلوب مجتمعة فى مكان واحد ، اين ذهب الحب الذي يقرب الاميال ويمحو الحدود ؟ اين ذهبت الكلمات التى تقطر عسلاً يشفي ما فى الصدور من اشتياق ؟ لماذا تحول العسل الي سم يسري فى العروق ؟! ، أٌكل ذلك من اجل المسافات ، تبأ اذاً للمسافات !

تباً لكل من رسم الحدود ، تبأ لكل من فرًق البلاد وجعلها شعوب مختلفة عن بعضها البعض
 يصعب التنقل بينها !


اتدري يا صديقي القارئ ان كل شئ ومازال  صعباً  لوكن كان هناك من يجعله هيناً ، اتعلم ماذا يحدث عندما تذهب السحب والغيوم عن ارض قاحلة ، يصير كل شئ صعب اصعب مرتين ! ، المرة الاولي فى اكتشافه والمرة الثانية فى تذكر كيف كان قبلاً عندما كانت تمطر ، اتدري ؟ ربما كانت سراباً ، سراباً دام سنوات تابعت فيها السحب منذ نشأتها ونموها واكتمالها حتى صارت كل السماء ، حتي صار المطر منها قطرات تسقط فتلمئ الارض خضرة والان تركتك السحب والامطار وصارت قاحلة ، بعد كل هذا الجهد والعناء والعرق فى النهاية الارض بارت 

ولن تستطيع سيول ان تعيدها خضرة مرة اخري ، فقد فات القطار وانتهت الرحلة عند المحطة الاخيرة 
 اسف يا صديقي القارئ لن تجد هنا نهايات سعيدة ، حاولت اقسم اننى حاولت .. اعتذر بشدة


قسمات وجهك

  أحبك وكم احب قسمات وجهك ، تشعرني بان شيئاً داخلي قد فر ، وقد ملكتيه انتِ   شيء يدعي القلب لم أعبئ اين ذهب بل بالأحرى اين استقر ، هناك   ...