13 أكتوبر 2013

وحيــــد (2)



هناك دائما مشكله نحن الاسماك فى التعامل مع الصيد ، فى كل مرة نحذر فيها انفسنا منها
ولكن ما نلبث ان نرى الطُعم وتذهب عقولنا منا ونسرع إليه ثم نكتشف فى وقت متأخر بعد ما يفوت الآوان
انه كان فخاً معد خصيصا لنا
كم من الصنّارات والشباك قضت على بحيرات بأكملها عبر العالم
وما يحتويها من عائلات واصدقاء وفصائل بأكملها ، نصير بلا اهل ولا عزوه لمجرد رغبة بشرية فى الاستمتاع
نذكر كل هذا الكلام ثم ننسى مجدداً ليأتى اليوم الثانى بنفس الحدث

ولكن الاحظ ان فصل الصيف دون غيره من الفصول هو ما يحدث ذلك فيه بكثره شديدة
وكأنه هجوم عسكرى بينما فى الشتاء نشعر ببعض الامان
نفرح حينما نعلم ان هؤلاء البشر غير قادرون على تحمل قطرات المطر والعواصف والامواج والمجئ إلينا
انهم يخافون من الماء الا قليل منهم يأتى حاملاً على ظهره اسطوانات عجيبة !!
ويغوصون معنا فى القاع وكإنهم فى نزهه لم يسبق لها مثيل
اتعجب من تلك المخاطرة الرهيبة وكيف استطاعوا ان يأتوا الى هنا بهذه البساطة ؟!
الا ان أمراً آخر غريباً هو ما يحدث،  عندما يقتربون منا ارى البعض يلهو ويداعب ذيولنا واجسادنا
والآخر يلتقط صوراً بكاميرا حديثة  استطاعت ان تقوم بالتصوير تحت الماء ، يبدو ان امور المعاكسة بينهم هناك
امراً فطرياً بالنسبة اليهم حتى مع اى كائن آخر !!!

معلوماتنا وخبراتنا يتطلبون الحذر فى ذلك التوقيت والهروب سريعاً حتى لا تتعرض للاصطياد
وهنا سيكون بدون طعُم وكما تعلم القانون لا يحمى المغفلين !!
ولكنهم يرحلون دون ان يأخذوا احداً منا ، توهمت انهم ملائكة ولا اكد اصدق انهم من الجنس البشرى
هؤلاء الذين يستمتعون بأكلنا ويضعوننا فى الاطباق والمعلبات بل ويصنعون الاعلانات بأشكالنا وكأنهم يعلمون
انهم سوف يحصلون على المزيد منا مجدداً !

بعد ذلك عندما تصعد هناك لذلك العالم الملئ بالهواء يتحدد مستقبلك الى طريقين
إما ان يتركوك لتموت مخنوقاً من الهواء او فى بطون احدهم والطريق الاخر ان كنت سعيد الحظ قليلاً
ستعيش فى دورق صغير او كبير ، وحدك او تجد معك رفقه فى رحلة اللاعودة ويتم تغير الماء كل فترة
اشبه بحالة من حالات السجن الذى يوضع فيه البشر ، يحددون إقامتك وحياتك بسهوله لتصبح معرضاَ
للموت فى اى لحظة اهمال او انزلاق الدورق على الارض
يخرجون علينا تلك العقد التى تملئهم ويعاملوننا كــ كائن لا يستحق ان يحيى فى بيئته الشخصية
يظنون أنهم هنا يصنعون حياة افضل مما كانت هناك

كان ذلك هو اعتقادى عن البشر حتى جاءت اللحظة التى حملنى فيها شخص ما فى صندوق وادخلنى معه بيتاً آخر
ثم غادر بعد ذلك دون ان ادرى اين انا ولماذا جئت لهذا المكان ..
بعدها علمت انه تقليد ما يسمى بــ" الاهداء" يرسلونه لبعضهم كرمز للمحبة والودّ بينهم
هكذا فى يوم وليله اصبحت رسالة محبة وسلام ..




هناك تعليقان (2):

  1. هي حلوه ,فيها قدرة علي التخيل..بس مش عارفة ليه وانا بقراها كان بيجي في بالي عنوان "أنا سمكة"" :D

    ردحذف
    الردود
    1. هههههه ماهى اصلا القصه عباره عن سمكه بتحكى عن تجربه ..


      وميرسى ربنا يخليكى يارب .. شرفتنيا ياهدى :) :)

      حذف

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...