يوماً ما كنت اسلامياً

تعارضت الاراء حول مغزى هذة الرواية بين من جذبته الحلقات الاولى منه
وبعد ذلك رأى فى الباقى سرداً ليس له اهمية وبين انتباهه فقط للحلقة قبل الاخيرة
التى بعنوان" ماذا حدث للاسلامين " ..
الشاب احمد ابو خليل كما تقول روايته اسلامى بحت على الطريقة التى تجعلك تدرك
انه مميزاً بالفطرة وسط الالاف بل الملايين من الشباب مثله
صحيح ان فى بعض الحلقات لم آرى جذباً شديداً ولولا اصرارى على انتهاء قرائته لما اكملته
ولكنى كنت احب ان ارى ماهى النهاية الواقعية لشاب لم يرى وطنه حسبما قال فى مجرد الوان للعلم
او كلمات للنشيد وكيف انها تختلف عن بقية الدول الا لما نردده نحن من عبارات وهمية
بل رآه فى كل بلاد العالم التى تتوحد حول الدين الاسلامى والعبودية لله دون شريك له
والايمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم
رآيت فى مضمون كلماته وتصوراته كم نحن مفتقدون بالفعل لذلك العالم الذى كان من المفترض ان يوجد
او على الاقل كان على عاتق الاسلامين امثاله تحقيقه على ارض الواقع
ربما الاخوان او السلف من كانوا اكثر هماً بالدعوة عن غيرهم
وكم انهم مخطئون فى اساليب دعوتهم وكيفية نشرها بطريقة تخلط المجتمع
وتحببه اكثر فى نشر الدين والالتزام بتعاليمه عن المحاولة للسيطرة على السلطة او الانشغال بالسياسة
الا انه ركّز على جانب مهم جداً اشاد به وهو الروابط الاجتماعية التى يراها الشئ الايجابى
 ربما الوحيد فى تجربة الاخوان المسلمين
والتى كانت اهدافة مركّزة عليها اثناء مراهقته لعله يشرب من نهر الاسلام اكثر ويبتعد عن الاغواء
 الذى اصاب غالبية من فى مثل عمره

حاول ان يستقل بمفهوم الاسلام الصحيح الذى لا ينفرّ من رآه على انهم طبقة من البشر
 يعتنقون وجهة خاصة غامضة ومنعزلة مثل الكثير من يرى الاخوان
او يكون متشدداً فى امور يعتبرها البعض بسيطة والتدقيق فيها والاعراض عن القضايا الكبرى عالمياً مثل السلف
حاول ان يعلن عن وجود نموذج اسلامى يعيش الحياة مثل اى مواطن واى انسان على وجه الارض
يشعر بالحب ويشعر بالحرية ويشعر بأن طريقة ملئ بالمهمات والرسائل التى خلق من اجلها فى الدنيا

حاول ان يظهر معنى الالتزام على انه ليس تذمت او انغاص لحياة الانسان العادية
حاول ان يظهر ان الحياة بالاسلام لها كيان اكبر بكثير من مجرد البحث عن متاع دنيا محدود
والذى بالنسبة للغالبية العظمى يعتبر طموحاً وهدف  ..
ذلك على الاقل ما شعرت به من استرساله كثيراً فى تفاصيل حياته منذ طفولته الى ان وصل لمرحلة الشباب

ولكن.. شعرت به من كلماته بحالات كثيرة من الصدمة عن ما نتج على ارض الواقع
وعن تبدد حلمه مثل اى شئ يغوص فى قاع المحيط خصوصاً فى الحلقة السابق ذكرها عن الاسلامين
حقاً رواية ممتعه قد تجعلنى يوماً ذا روح وهمه عالية وان احقق لنفسى على الاقل ذلك المنهج
الذى طالما اردت ان يطبق وهو منهج الاسلام الصافى الحقيقى البعيد عن التيارات والاحزاب والمصالح
الاسلام الذى يجعلك لا تشعر مطلقاً بانك محض اتهام من الاخريين بسبب ميولك الشخصية
بل يزداد من حولك املاً فى تحقيقة بعدما يرونك نموذجاً حقيقياً لمعنى انك تكون ... اسلامياً ..