30 أكتوبر 2013

الذكرى الثالثة والعشرين ..



حدث لا يتكرر الا  مرة واحدة كل عام ، صادف الاربعاء الموافق الثلاثين من اكتوبر من عام 2013
_وتقريبا_ الاثنين الثلاثين من اكتوبر من عام 1990 ، ثلاثة وعشرون عاماً بالتمام والكمال
هذه هى الفترة التى عشتها هنا على سطح الارض وبالتحديد  داخل دولة يسمونها " مصر "
انطق باللغة العامية المصرية واكتب بالفصحى غالباً
 تداولت سنوات عمرى بين الاسرة والبيت والعائلة الكريمة
ثم مروراً بالمدرسة الابتدائية والاعدادية والثانوية ثم الجامعة
 التى ارجو من الله ان تكون تلك السنه هى الاخيرة بها

خبرتى فى الحياة لا تتعدى سوى شاب من ملايين الشباب ، سقف معرفتى مازال يحتاج للكثير من الوقت
حتى يكتمل فى العديد من المجالات ، لم احيى حروباً ولم امسك سلاح ، مازلت بالطابع المدنى
ولعل السنه القادمة خى من تلمس اناملى جسد السلاح _ان كان مكتوباً _ وان لم يكن فرحمه من الله

مررت بالعديد من الانكسارات والنكبات على الصعيد النفسى ولكن مازلت حياً
أمارس مهنة الامل فى الله ان يكون الغد  افضل من الامس ، قدماى تمشى على حافة اليأس احياناً
ولكنها ثابتة رغم كل شئ ، يكفى اننى وصلت لهذا اليوم ولم افقد شيئاً لا يمكن التعويض عنه
او ظلمت احداً لا يمكنه مسامحتى او قطعت وعداً لم افى به ..

صحيح لا اهتم بنفسى كثيراً ولكن احاول ، وسأظل احاول حتى اشعر اننى راضياً عن نفسى
ولا تقم بخلط الرضا عن الحال برضاك عن نفسك ، هذة نقرة وتلك اخرى !
منذ فترة توقفت عن الشكوى ، هذا رائع .. لعل المحطة التالية هى قيامى بتحويل الشكوى الى حل نهائى
لكل ما يتعب ولاشعر ببعض من الاستقرار ...

مشكلتى الصغيرة التى تنغص حياتى هى سؤال موجود دائما دون اجابة شافيه عنه
ما جدوى وجودى فى الحياة ؟! ، ليس لهذا علاقة بان كل انسان خلقة الله لحكمة يعلمها
انا مؤمن واعرف ذلك جيداً ، انما اريد معرفة التفاصيل الصغيرة التى تفسر الحكمة ذاتها
وللأسف لم اتلقى مثل الملايين امثالى تعليماً يمكنه الوصول  لحل لتلك المعضلة
فنحن فى مجتمع اعلى طموحة تأمين نفسه من مخاطر الحياة كالبطالة والفقر ... الخ
فكيف نصل لما هو ابعد من هذا ..؟
 واى عاقل سيترك كل تلك المشكلات ويفكر فى سؤال وجوده من عدمه ، وهذه هى مشكلتى
لست بعاقل ، او قل طريقة التفكير هى من تبدو غريبة
كلما قلت التحديات وانحصرت الطموحات اصبحت مخنوقاً ، قد يرى الجميع مسأله عدم فعل انجاز ليست مشكلة
ولكنها بالنسبة لى مأزق حقيقى ، لا اريد ان اكتب عن ذكرى ميلادى العام القادم بدون ذكر حدث يجعلنى
اشعر بالفخر  امام نفسى على الاقل ..

كشف الحساب لا يرحم ، دعك من قيام الاخريين بواجب التهنئة وبقاءك مائة عام اخرى
هم يعلمون وانا اعلم اننى قد لا  اتمكن من اللحاق بنصفهم ، يكفى عامين او ثلاثة ولكن ما افعله
يخلد لما هو ابعد من قرن من الزمان ...... هذا هو الهدف

تمكنت بعد ثلاثة وعشرين عاماً من الحصول على الجنسية المصرية ، ليست الاوراق الرسمية !
انا مصرى اب عن جد ، اقصد الطباع وطريقة التفكير والمعيشة والثقافة والروح نفسها
من الحلم والطموح لابعد الحدود الى الواقعية البحته
 والنظر الى ما تحت قدميك بدلاً  من النظر لبعيد ، هناك محطات توقفت فيها ارادياً او بدون ارادة
لاعيد النظر فى اسلوب كيف اقضى حياتى ، اعنى التحول من الشخصية المثالية لتلك التى تحمل عيوب ومميزات
وان كانت العيوب هى الظاهرة غالباً....

اكتسبت علاقات جديدة وفقدت مثلها رغم انطوائيتى
ومازلت اقوم بالتركيز على الطابع الذى اتركه فى كل انسان اتعرف عليه ، والذكرى الجيدة التى لا تجعلنى
شخصاً منبوذاً او غير مرغوب فيه ، حتى تلك العلاقات التى تم كتابة النهاية لها !

مازلت احوى على الكثير من الصراعات وان قلت فى الفترة الاخيرة ليقينى انه لا يصيبنا الا ماكتب الله لنا
لذلك لا داعى لفرض حالة الطوارئ التى اعيش فيها دائماً
 لبعض الوقت ولو هذا العام فقط اريد ان اعيش فى ســـــــــــــــــــــلام

اعتذر ان اخطأت او لم اكن ذلك الشخص الذى تمناه الاخريين ، من يريدنى عليه ان يقبل كل شئ
هذا شرط لا تراجــــــــــــــــــــــع فيه ....

منذ ثلاثه وعشرون عاماً كنت قطعة من اللحم صامته اعتقد الكثير انها لن تعيش ..
وحين جاء الفجر كانت الصرخه الاولى ..

منذ ثلاثة وعشرون عاماً مضت وانا افكر فى امر واحد لماذا صرخت ولم اظل صامتاً ؟!!

هناك 6 تعليقات:

  1. التدوينة دي خليتني أقتنع قناعة تامة أن هذه الحوليات هي حوليات إنسان مش طبيعي لسبب بسيط ( في الزمن اللي احنا فيه صارت هذه المثالية هي التركيبة الطبيعية للإنسان الغير طبيعي )
    عذراً .. لم أقصد الإهانة إنما قصدت أنك هنا تجلس على مرتفع عالي لا يرى غالب الناس الجلوس عليه أمرا طبيعيا
    تحياتي لضميرك اليقظ وإحساسك الراقي وكل عام وأنت بألف خير .. كل عام وأنت إلى الله أقرب
    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. اسعدنى جداً تعليق حضرتك .. مش عارف ارد اقول ايه غير ربنا يخليكى ..شرفنى مرورك
      شرفنى لمسات حروفك لكتابة التعليق الجميل دا ..


      شكراً جزيلاً يا فندم.. دا بعض ما عندكم .. :) :) :)

      حذف
  2. كل سنة وانت طيب
    وهتفضل الافكار دي جواك كتير
    المهو تقدر تحدد موقفك من كل شيء بحياتك وتفكيرك

    ردحذف
    الردود
    1. وانتى طيبة يارحاب .. ربنا يخليكى يارب

      بإذن الله اقدر .. ربنا يسهل .. ربنا يهدينى واكون فى شوية سلام

      نورتى .. تسلمى يارب :)

      حذف
  3. كلما قلت التحديات وانحصرت الطموحات اصبحت مخنوقاً ، قد يرى الجميع مسأله عدم فعل انجاز ليست مشكلة
    ولكنها بالنسبة لى مأزق حقيقى ، لا اريد ان اكتب عن ذكرى ميلادى العام القادم بدون ذكر حدث يجعلنى
    اشعر بالفخر امام نفسى على الاقل ..(Y)...وكل سنة وانت طيب ..وكل سنة وانت أقرب لهدفك ..وكل سنة وأنت بضمير حي كما قالت استاذة فاطمة ..استمتعت بالتدوينة دي جدا لانها شملت علي افكار كتير بدور في عقلي أغلب الوقت ..أنا ايه هدفي في الحياة؟ وكل يوم بقرب منه ولا ببعد عنه ؟
    ولا أنا عايشة مع العايشين وخلاص !

    ردحذف
    الردود
    1. مجرد خطوط عريضة .. انا فعلا يمكن معرفش هدفى ايه ولا المفروض اعمل ايه

      اشكرك على ذوقك الجميل .. ربنا يخليكى ، ويارب تقدرى توصلى لاجابة ع سؤالك بإذن الله

      منورة الدنيا ياهدى :) :) .. وانتى طيبه وبخير دايما يارب :)

      حذف

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...