11 أكتوبر 2013

بعد المائة بثلاثة



السلام عليكم ورحمة الله
اهلا وسهلا بكم فى برنامجكم المعتاد فى هذا التوقيت
مع حلقة جديدة من ... " السذاجة الكتابية "

لا تندهش او تتعجب بإمكانك القراءة وباإمكانك الاعراض ، كيفما تشاء فافعل
من الممكن ان تشعر بحكمة من وراء ما اكتب ومن المحتمل الا تجد فيه شئ يستحق القراءه
الامر كله حسب تقيمك النفسى واتجاهك الفكرى وعىل حسب ما تريد ان ترى


"فى الطريق الى المدرسة "
جاءت اللحظة المناسبة لكى يعبر فيها عما بادخله
كان اليوم الاخير له ، فوجد فرصه فى اعلان تمرده لكى يمضى مستريح البال
ولا تطارده تلك الافات مرة اخرى اثناء قيامة بعمل اى شئ
كيف لا ..؟ وهو لم ينطق بكلمة واحده لها منذ ان دخلا سوياً فصل واحد
وللحظ السعيد او التعيس كانت فى الزاوية الجانبية لها من الفصل
الامر بسيط للغاية بإمكانه ان يكتب فى ورقة بمنتهى البراءه ما يريد قوله
ويرسلها لها فى غاية السهولة ، ولكنه يشعر ان الفراغ الذى بينه وبينها ليس هواء قط
بل جبال من الخجل والخوف والحياء والجبن فى آن واحد

حاول اثناء رحلتهم المعتادة كل عام فى مطلع العام ان يخبرها ولكنه لا يجد فرصه مناسبة ابداً
فهى دائما مع صديقاتها ، تجلس بجوارهم ، تضحك وتلهو معهم ، تأكل وتشرب وتتحاكى وتتسامر
لا يوجد وقت ولا مكان مناسب الا اذا قرر ان يمتلك الجرأه ويأتى اليها طالب محادثاتها على انفراد
ولكنه خائف ، لم يعتاد تلك الامور من المواجهه ، طوال عمره يجلس وحده بعيداً
من هو لكى تفكر فيه من الاساس وامامها من الصبية ماهو اشجع منه بمراحل
هناك من يعرف كيف يطلق النكات ويضحكهن
هناك من يساعدهن فى عمل اى شئ بل ويأتى لهن بما يريدون دون مجهود منه

ولكن اليوم انتهت الامتحانات واحتمال الا يراها بعد ذلك
سوف يتنقل للمرحله الثانوية وهناك فصل بين مدرسة البنين ومدرسة البنات
فكّر قليلاً ، تجنب الجميع لعدة ايام واخد يراقب طريقها الى البيت
ظهر له بعض التوفيق فى مجئ والد صديقتها ليصطحبها للسفر بعيداً
والفتيات الاخرى كانوا يلتقطون الصور احتفالاً بنهاية العام
وجدها لبضع دقائق وحيدة تبكى ، ظل ينظر لها حتى ارادت وجهها ناحيته
فاسرع فى الاختباء ولكنها شعرت به فظلت كماهى تنظر
وهو يتلصصها بنصف عين الى ان وجد انه لا مفر من الظهور امامها
وفى مشهد يجمع بين الاحراج واليأس قرر ان يعيطها ورقة كانت مكتوبة منذ عامين
دون ان ينبس بكلمه واحدة اخذ بعضه ومشى طويلاً بينما تقف هى حائرة لا تعرف ماذا يحدث
ارادت ان تفتح الورقة ولكنها رآت زميلاتها يقتربون منها فقامت بإخفائها سريعاً
وعندما وصلت الى البيت وجدت كلمات مكتوبه بتاريخ يرجع الى عامين مضوا
تقريبا هو نفس التوقيت التى قررت هى الاخرى ان تكتب فيه رساله ما
قد خبأتها فى حقيبته اثناء الفسحة المدرسية وظنت ان الجواب الذى جائها منه فى الطريق
هو كشفه لما فعلت ولكنه خالف التوقعات تماماً ...
بعد مضى شهور الاجازة تقابلا فى نفس تلك المدرسة مرة اخرى
حيث قرر كل منهما فى الصباح ان يمر على مدرسته القديمة وهو فى طريقه الى المدرسة التى صار بها الان ...


هناك تعليقان (2):

  1. السذاجة الكتابية دي واضح إنها هتعمل معاك أحلى شغل!
    ..
    جميلة القصة :)

    ردحذف
    الردود
    1. البركه فيك بقه يا معلم :)

      نورت يا ابو حميد ربنا يخليك :)

      حذف

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...