26 مارس 2019

مجالي المتميز ! (1)




هل تعلم ما هي امنياتي فى الحياة ؟ ماهو الهدف الذى اسعي اليه دائما ؟
 احداها ان اكون متميزاً فى مجالي
الذي حتي الان لم استقر فيه علي شئ  محدد استطيع ان اقول
انى اريده بكل كياني
وذلك لانني طوال عمري لم يكن لي الاختيار
 كنت اريد ان اكون مهندساً ولكن مجموع الثانوية العامة
لم يكن رقماً ثنائياً جيداً
 وحتي حينما فكرت فى الذهاب لمعهد الفني الصناعي ثم الهندسة بعد ذلك
كانت الاعتراضات كثيرة ، لم يكن يثق بى احد ان بمقدوري الوصول لهذا الهدف
جلست وبكيت كثيراً علي قارعة الطريق  كان اول متفرق طرق اشعر به فى حياتي
عندما كنت تخطط لشئ ثم تجد فى طريق اخر تماما ،  فقلت حسناً
اريد الحقوق او التربية او الاداب  ولكن اجبرني والدي علي كتابة التجارة كأولي الرغبات ،  لم اكن
اريدها حقاً لاني لست بارعاً فى الحسابات عموماً ، ليست لدي الموهبة فى التعامل مع الارقام
كما اتعامل مع الحروف والنصوص الادبية ، ولأني اعلم ان حظي سئ جاء التنسيق بالطبع كلية التجارة
والمفاجأة ايضاً انها  في اقليمي لست مضطراً للذهاب للاسكندرية او القاهرة ، سأكمل هنا فى قوقعتي
!
وذلك لم يكن جيداً بالمناسبة فيما بعد ،  بعد مضي اعوام فهمت لماذا اجبرني والدي علي ذلك

فى الجامعة خلال العام الاول مثل كل عام فى اى مرحلة دراسية جديدة يصير التيه اعلاناً علي وجهي
من اين ابدأ ؟ ما كل هذه التعاريف والمصطلحات ؟ ثم لماذا عندما نتعامل مع الارقام نتعامل فرضياً
وكأننا نعيش داخل عالم كرتوني حيث يملك  الرجل مبلغ كبير من المال ويقوم بشراء ادوات مكتبية
ولوازم  ما معني لوازم ؟
ويقوم بفتح شركة منسوجات ، ماذا ؟! هل ما زلت فى الاعداية ؟!  ، ناهيك عن اسماء تلك الشركات
التى تفصل العقل اساسا عن الواقع قبل البدء فى فهم حل هذا اللغز ! ، بدا الامر فعلاً هكذا
عندما قالت دكتورة مادة المحاسبة " تعرفوا يا ولاد اللى بتدرسوه هنا ملوش اى علاقة بالعمل بعد التخرج "
نعم ؟ لماذا اذاً نحن هنا ؟!

الا اننى حاولت بكل جهدي النجاح  ولكن لم يكن كما المتوقع ، اينعم  نجحت ولكن الغريب ان هناك
مادة وحيدة  احببتها كثيراً وشعرت اننى قد  ذاكرتها جيدا وحللت اختبارها بثقة كبيرة  وبالمناسبة
كانت تدعي " الرياضة البحتة " وكنت اعشقها بكل صراحة  كانت المادة الوحيدة التي رسبت فيها
فى النصف الاول من العام ، ماذا يحدث ؟ ! ، علمت فيما بعد لماذا وذلك حينما ظهر علي الموقع
نتائج الامتحانات ، ذلك الموقع  الذي كان ضرورياً جداُ عندما تفتحه ان يكون بجانبك  مرحاض
من شدة تقلب المعدة ! ، بالطبع مع ظهور سوبر مان وسبايدر مان فى جروب الدفعة ليأكدوا لنا ان
الموقع سيعمل خلال دقايق معدودة وانهم مشرفين شخصياً علي هذا المهمة الخطيرة ،  المهم ما علينا ،
تذكرت اول محاضرة فى النصف الثاني من العام مع تلك الدكتورة  عندما قالت ان كل ما قام بالتعليق
رسب فى المادة  وهنا كنت ابدو كــ من وقف يتذكر والعرق يملئ جبينه  ويتحسس جيوب بنطاله
عند عودته للمنزل " هل مفتاح الشقة معي ان نسيته فى الداخل ؟َ " ؟!
وظللت اردد " اخشي ان ما افكر فيه هو  ....  " ، خمن ماذا ؟ صحيح طبعاً ،  سبب بسيط وتافه جدا !
دكتورة المادة لم تكن تحب التعليقات ، لشهرتها بإمتحاناتها الصعبة والمريعة التي تجعل الطلاب يكتبون
فى المسودات تعليقات تدعوا للسخرية ، بينما انا من شدة اعجابي وغبائي ايضاً ولانني لحم طري لم اكن اعلم
ان شيئاً كهذا يمكنه الحدوث وكنت قد كتبت فى المسودة بصدق  " شكراً علي هذا الامتحان "
تخيل  ؟!  بعدما شعرت انني سأكون الاول علي الدفعة فى هذه المادة  والتي احببتها مع دكتورة كهذه
حدث ما حدث ،  ولكن يبدو ان دكتورة المادة كان لديها مبدأ صارم فى مسأله التعليقات
لانها لو كانت نظرت لحلولي فى الامتحان  لقالت انه صادق او انه يستحق النجاح فعلاً ، ولكن حتي
وان حدث من سيصدق مثل هذا السذاجة ، ناهيك انها قد ظنت  انه تعاطفاً مع الزملاء
و كان هذا اول مطب !

باقي العام رسبت فى مادة اخري فى المحاسبة ، كان متوقع ! ، والتقديرات فى باقي المواد كانت بين جيد
وكثيراً منها مقبول  وطبعاً لا تعليق تكتبه او تقوله حتي لنفسك ، وخرجت من العام الاول

كمن خرج لاهثاُ من قسم شرطة بعد برائته ولكن قفاه ناله كثير من الاحسان .

قسمات وجهك

  أحبك وكم احب قسمات وجهك ، تشعرني بان شيئاً داخلي قد فر ، وقد ملكتيه انتِ   شيء يدعي القلب لم أعبئ اين ذهب بل بالأحرى اين استقر ، هناك   ...