24 مارس 2022

ذو وجه ظالم

 

ذهب امير الي عمله مبتسماً علي غير العادة ، اكتشف ان الجميع ينظرون له بدهشة مع ابتسامه تدل وكأنهم قد اكتشفوا للتو
 شيئاً كان غافلاً عنهم   تفاجئ الجميع ان  امير له ابتسامه ايضاً مثل الجميع ، وكلما قابل احد من الموظفين سأله نفس السؤال
  " يعطيك العافيه يا امير ايش فيه "  فيرد امير بتلقائيته المعهدوة " لا عادي مفيش حاجه "
فيقوم يهز رأسه مع عدم اقتناع ويمضي الي سبيله وتحادثه نفسه بأن لابد وان هناك شئ يخفيه امير
بينما الحقيقة انه لا يوجد شئ غير انه البارحة ذهب امير الي طبيب الاسنان لغرض تنظيف اسنانه التي صارت مقلب قمامة
من كثرة عدم اهتمامه بها ، وبعد رفع الكوريك والحفر والتنقيب عميقاً  ثم تسوية الارض وبعضاً من الاسمنت والحديد المسلح
 والكثير من العرق استطاع الطبيب ان يزيل جزء لا بأس به من التسوس وصارت اسنانه الي حد ما تبدو نظيفة
مما شجع اميرعلي ان يبتسم امام الجميعليرهم جمال اسنانه !
امير دون قصد منه فهو يبدو وكأنه  متجهم الوجه دائماً  ، يظن ان من يراه انه دائماً سئ المزاج من غير حتي ان يضطر
 ان يتبادل معه اطراف الحديث ، وامير يظن ان ذلك هو العادي ،  ليس العادي ان يبدو كذلك بل هو لا يدري من الاساس
  انه يبدو كذلك ، هو شخص بسيط للغاية  ، عندما لا يكون هناك ما يدعوا للفرح او للابتسام فلا يفعل ذلك 
 بمعني انه ليس متعكر المزاج ، ولكنه ليس مسروراً للغاية ايضاً ليبتسم مثل الابله في كل الاوقات
انما فقط ذو وجه ظالم  ،  يجعل الناس يروه  عكس ما يشعر به ، ولكي يري الناس انه عادي لابد من ان يبتسم
ولكي يراه الناس فرحاً
لابد ان يضحك بينما عندما يكون عادياً  يفعل شئ ما او متجه لمكان ما او  يكون في حالة سكون طبيعي 
يبدو وجهه  كالغاضب والمتجهم
 لذلك قرر بأن  اذا قابل اي شخص فأول شئ سيفعله انه يبتسم  وبداخله يقول
  فلتنظروا الي ابتسامتي ايها البلهاء يا سيئي الظن ! 











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قسمات وجهك

  أحبك وكم احب قسمات وجهك ، تشعرني بان شيئاً داخلي قد فر ، وقد ملكتيه انتِ   شيء يدعي القلب لم أعبئ اين ذهب بل بالأحرى اين استقر ، هناك   ...