قال لى احد بعد ما سمع خبر التخرج " كم هو عمرك الان " وعندما اخبرته قال متحسراً اننى تأخرت كثيراً
وانه لحظة تخرجه كان اقل فى العمر منى بثلاث سنوات ! ظننت وقتها انى اخطئت فى ضرب الرقم والاتصال به
ولكنى فضّلت الاستمرار ، بعدما ظهرت نيته السليمة وطيبته فى الكلام ، لم يكن يقصد بإن يجعلنى اشعر بتلك العادة
الوقحة التى تلازمنى دوماً وهى التأخر
التأخر الى ان اشعر بأن فى تلك المرحلة قد تجاوزها اشخاص من نفس عمرى سابقاٌ ، بينما الان مازلت ابدء
اولى خطواتى بها !!
ليس هناك داعى لشرح كل الظروف التى مررت بها لاصل بعد خمس او ست سنوات الى لحظة التخرج
وفك الاسر الدراسى لدراسة مجال لم اكن احبه او اعتبر نفسى من ابناءه ، كل ما كان يهمنى هو ان انتهى
وتتنهى معى قصة العذاب والتوتر والقلق الدائم والمتواصل .. والان بعد ان تحقق ذلك الحلم ..
اجد امامى حائط صد جديد من نوعه تماما !!
الحياة مرمطة وعنوانها الشقاء ، لا مشكله لى مع هذا الشعار .. المشكله كانت ولازالت فى الطريق نفسه
الذى سأجد نفسى فيه والذى سيجعل لحياتى معنى وهدف .. اليك ان تتصور الى الان لم اجد هذا الهدف !
ولكن على امل ان اجده ، فضلاً عن ايجاد عمل لاقوم بتحمل مسؤلية نفسى اقتصادياً دون اللجوء كما كان للبيت
هذا هدف مبدئى ، مازال حلم بناء الذات وتحقيق الطموحات وتكوين نفسى الذى لا اعلم كم سيأخذ من العمر
مستقبلاً حتى اتمكن من الاستقرار
حالياً قد لا اعرف ماهى خطوتى التالية ، وحتى انى لم القى الاحتفال الذى كنت اتمناه من بعض الناس
سبب لى ذلك بعضاً من الاحباط ،ولكن لننظر الى الكوب الملئ ونقل ان اشخاص اخرين فرحوا لى من قلوبهم
اعترف .. ليس لدى الجرأة الكافية على غزو الحياة ، فكرة الوظيفة التى لا تتطلب ان تكون ظاهراً للناس هى الافضل
ولكن سأتعلم ، يجب ان ينكسر هذا الحاجز يوماً ، والا سيضيع سنوات من عمرى اخرى لاننى لم اسعى لقنص فرصة ما
كانت ستأتى لو كنت تحليت ببعض الشجاعة ، ولكنى الان فى مرحلة قبل كل ذلك
اريد ان اعيد الحسابات ، وارتب اولويات ، ماكان فى الماضى مهماً صار الان ليس له قيمة ، وما كنت لا ارى اهميته
صار الان نصب عينى ، اتمنى من الله ان يساعدنى على ذلك ، ان احمل بين ضلوعى راحة وسكينة وتوازن وامل ...