29 أكتوبر 2013

صــــرنا كبار


صرنا كبار  على كل شئ ولم اعد التفريق بين ما يجب وبين ما باستطاعتى فعله 
اختطلت الكثير من الامور بداخلى لحد الخوف .. 
صار كالادمان .. يجب ان نخاف من القادم ، نشعر بالحسد على اطفالنا ومن كنا فى مثل اعمارهم فى راحة بال ذات يوم
نتمنى ان تخرج اوراحنا وتدخل فى جسد احد منهم ، ليكون لنا الفرصه التى نفعل فيها كل ما يحلو لنا
ونتخلص من التوتر ونبدد الخوف ونتحدى كل شئ معتمدين على صغر السن الذى لا يطالب فيه المرء بتقديم شئ

حينما اجلس مع احمد او ندى اشعر بهذا الموضوع ..
الزمن الذى تغير واصبح يعطى لهم مساحة من رؤية الحياة والتعرف عليها غير ما كنا نراها
اذكياء هؤلاء الاطفال اكثر منا نحن .. لديهم حس بديهى يعلمون ان كنت تكذب فى بعض الاحيان او لا
تقول الصدق ام تريد ان تسكتهم فقط ...؟!

ذات مره حينما ذكرت سيرة "الوحش" بالخارج كان احمد يخاف ويشعر بالرهبه
وكان يطالبنى ان اخرج لاقضى عليه ، واحيانا كنا نستمر بعمل هذا المسلسل يومياً حتى ينام
ثم فجأة وقد اصابه الملل من كثرة عرض هذا المسلسل قرر الخروج ..
صاحبته فى مره اثناء الشراء لما يريد شراءه بعد موافقه والدته (اختى )..

المفاجأة انه قام بالجرى سريعاً متحدياً ذلك الوحش فى علانية واخذ يصرخ ليعلن عن وجوده
حيث بالنسبة له عباره عن شئ ضخم يطلق اشياء غريبة منه كما نرى فى التليفزيون
ولكنه فوجئ بوحش من نوع اخر ، نوع قد اخاف منه انا شخصياً وهو " الكلب " ...
حينما سمع النباح اتجه لى مباشرة وامسك بى بشده ، ضحكت من المشهد وربتّ على راسة بأن يطمئن..

مشاهد كثيرة اخرى كانت تدل على ان الاطفال اصبحوا اكثر  نضجاً عما كنا عليه ونحن صغار
شخصياً لا استبعد ان يقوم ابنى فى سن الرابعه بدعوتى للتعرف على اصدقائه فى دوله كولالمبور !!
او سأجد قرصاً مدمجاً عليه احدث البرامج حينما يخرج للحياة من رحم والدته !!

الان صرنا نترحم على كل تلك الاوقات التى كنا فيها نلهو ونتلذذ بفعل ما يضيق آبائنا وامهاتنا
لعلى الان اتفهم لماذا يقوم احمد بعدم الانصياع للكلام فى اوقات مبدياً ضحكه طفوليه تنم عن شقاوة كبيرة

تستدعى فى بعض الاحيان شد اذنية او تهديده بغلق البرنامج الكرتونى او عدم اصطحابة لمشوار معى ...



هناك 4 تعليقات:

  1. لقد كبرنا إلى درجة أننا نسينا أنا كنا ذات صغارا

    سلامي إلى أحمد ربنا يحميه ويحفظه يارب من كل شر

    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. الله يسلم حضرتك ..ربنا يخليكى يارب .. نورتى يا فندم :)

      حذف
  2. حتي الطفولة والبراءة اصبحت مختلفة
    عندما اقارن نفسي زمان واطفال اليوم اشعر كأنني كنت ملاكا
    اليوم اقف مع طالباتي وطللابي لا اظهر من بينهم بسبب قصر قامتي أتعامل معهم بصداقة وليس برهبة مثلما كنا نتعامل مع مدرسينا
    أشعر انهم يعرفون كل شيء عرفته مصادفة ايام الثانوي والجامعة ....
    معلوماتهم اغزر من معلوماتي حينها
    احيانا كثيرة احسدهم علي التكنولوجيا التي اتاحت لهم معرفة وثقافة كثيرا كنت اعاني للحصول عليها

    ردحذف
    الردود
    1. ماهو تقريبا معظم طلبه الجيل دا كده ..
      كبير بحكم المعرفة اللى اتيحت ليه على طبق من فضة
      بس قطاع كبير بيستخدمه بشكل سئ ، ومبقاش رهبة العلم حاجز بالنسبالهم ..


      نورتى يارحاب :)

      حذف

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...