3 أكتوبر 2013

الهِــــــــرة


يبدو ان هناك بعض الامور التى تأخذها من والدك دون دراية منك
او غير انها يمكن اعتبارها جينات وراثية انتقلت اليك
والغريب ان تشعر انك الوحيد الذى انتقلت اليه تلك العدوى من بين جميع الاخوة
عندما تراهم يرق قلبك وتمد يدك فى سلام لتربت عليهم وتجعلهم مطمئنين
وقد تصل درجة الاحتواء احياناً الى ضمّهم بشدة تجعل اظافرهم تُعَلٍم عليك
منذ زمن بعيد كان السيد الوالد لدية العديد من الحكايات حولهم

اتكلم عن حيوان الهر .. (القطط يعنى ) .
اشكالهم الاليفه وتصرفاتهم البالغة فى الرقة احياناً خصوصاً الصوت يثيرون فى بعض الاحيان
الشفقة عليهم مما يجعلك تبحث عن حل لهم فى ماء او طعام فهم غالباً لا يطلبون غير ذلك
ولكن المشكلة هى انهم لا يستوعبون احياناً انك تريد مساعدتهم
هناك شئ فطرى لديهم يشعر بالخوف كلما اقترب منهم آدمى ولا اعرف لماذا
هل تم تعليمهم فى مدارس خاصة تصّور جنس البشر على انهم وحوش مثلا ؟!
ان وجدوا ان البشر يأنسون بوجود الكلاب عدوهم اللدود اكثر منهم ؟!
ثم اياك وان تضع يدك على اى منهم كان صغيراً ، فسيظهر لك قط من حيث لا تعلم
متحدياً اياك فى غضب وصوت تفهم منه بإحساسك يقول " ابعد احسنلك وماتقربش هنا تانى "
وان لم تفهم تلك الرسالة ستقوم بتلميع اظافرها جيداً وابرازهم ثم الانقضاض المفاجئ عليك

 ولكن العجيب ما حدث يوماً ما
فى منتصف الشتاء تقريباً رأينا انا ووالدى قطة تقترب من البيت دون خوف
دون ان يبدوا عليها ان قد تلقت دروساً من الحذر من البشر اطلاقاً
لا نعرف من اين اتت .. لم نفكر فى ذلك
جاء لها والدى ببعض من الطعام والماء فى طبق صغير بينما قمت بالاعتناء بها
ثم فى اقصى المكان به بعض من الدفء وتركناها وسط ذهول من تصرفها ذلك
كل القطط هنا لو تنفست ستجدها مهرولة الا انها لم تفعل ذلك ابداً

مع الوقت اصبحت جزء من البيت وفرد من الاسرة يلزم لها مسؤلية منّا
نلعب معها .. احياناً تسير معى مشوار وسط البلدة
فى مرة وجدتها نائمة بجانبى ولا اعرف لماذا اختارت جانبى عن البيت كله
وجدت نفسى اتحرك بهدوء وحذر حتى لا تصحو  فتلك الكائنات شديدة الاحساس بما حولها
 وعندما كانت تفتح عيناها اقوم بمسح رأسها فى هدوء لكى تطمئن وتغفو مجدداً ..
وهكذا حتى ذات يوم لم نجدها وخرجنا للبحث عنها فهى كانت تذهب ثم تعود مرة اخرى
الا ان هذه المرة لم تعد ....

حزنت على فقدانها بشدة ، فقد حظت بمكانة خاصة عن بقية حيوانات الارض
كنت اتحمل خرابيشها على ذراعى حينما كنت امزح منها
وحينما اصيبت ذات ليله من قطط اخرى متوحشة لا تعرف الالفة
كنت اجفف دمائها واماكن اصابتها وهى تتألم وتضربنى وتخربش وتستمر فى ذلك
الا اننى اعلم ان ذلك صعب عليها فكنت اعذر تصرفها ذلك

لا آبة حتى لو جعلت من ذراعى وسادة تلعب بها وتقطعها ولكن اريد ان  تعود  فقط
امنيتى ذات يوم ان اصحو واجدها امامى
من المؤكد انها لو مازالت على قيد الحياة ان يكون لها صغاراً الان ..
كم اتمنى ان تخبر زوجها القط بزيارة لنا مع الاولاد ليوم واحد فقط وبعدها تعود !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...