29 ديسمبر 2020

دمية

 جلس شريف علي كرسي المكتب غارقاً فى المشكلة التي طرأت للتو ، لقد قدم مديره فى العمل التقيم
الذي كان ينتظره منذ ان وطأت قداماه ارض الشركة ، ظل يحلم بزيادة الراتب الذي سيتطيع من خلاله
 شراء ما كان يحلم به طول سنوات ، كان قد استطاع ان يجمع نصف المبلغ في انتظار 6 اشهر اخري
من الادخار ليتحصل علي المبلغ كاملاً ، كانت الزيادة المقترحه ستمكنه من الدخول فى جميعة بينه
وبين ثلات من اصدقاءه ايام الجامعة ومع سياسة التقشف الذي كان يتبعها منذ عام سيكمل المبلغ اخيراً
علي اتفاق علي ان القبضية الاولي له ثم يقوم بسداد الباقي علي كما كان مخططاً 
 ولكن المدير كان له رأي اخر 

شريف حديث التخرج ، جاء من بلد بعيد ساعياً للعمل ، الظروف فى بلاده صعبة للغاية لكي تعاون شخص
لم يسبق له خبره بمجال العمل ، استطاع ان يعمل من قبل ولكن ذلك  ليس كافياً  وبالرغم من النقلة الكبيرة
التي شعر بها من حصوله علي وظيفه فى تلك الشركة الكبيرة ، الا انه قرر التحدي واثبات نفسه ، ولم يكن
 العمل هو التحدي الفعلي فى الحقيقة بينما كان الصداع المزمن 
قادم من شئ آخر 
 كان عندما تحين لحظة الصباح لابد ان يرفع سماعة الهاتف الي مديره فى العمل الذي يعمل فى مقر الشركة
بمدينة اخري  تاركاً لـ شريف تولي مسؤلية الفرع الذي يعمل 
ويعيش فيه فى نفس الوقت  بعد مغادرة
 الموظف السابق لإجازة .

 كانت تلك اللحظات كل يوم هي اللحظات الصعبة لانها كان بمثابة تقديم تقرير عن كل شئ قد حدث فى العمل
لم يكن له  مشكلة فى ذلك بينما القلق كان صادراً من ردة فعل المدير عليه دائماً ، احيانا بالعصبية الزائدة
 واللوم عليه لعدم اكمال العمل واحياناً بإتهامه بالتقصير في اخباره بكل ما يجري واحياناً بإستخفاف العمل
 الذي يقوم به واستصغار اهميته بالنسبة للشركة ككل 

شريف يقابل ذلك كنوع من التحمل واعتبار ان مديره في العمل مثل الاب الذي ينصح ابنه دائماً وينقده
 نقد لاذع ليقدم افضل ما عنده ، ولكن كان المفترض علي الجانب الاخر عندما يقوم شريف بعمل انجاز
 ان يثني عليه ذلك المدير ولكن ذلك لم يحدث ولو لمره 

وكان ذلك يجعل شريف عندما يطرأ امر ما فى حيره فى امره هل يقوم بإبلاغ ذلك المدير ام لا ، وتراوده افكاره
 بين ان يقوم بالابلاغ فيقابل بسخريه من انه لا يقدر علي العمل واحكام السيطرة ولا يوجد مرونه
 وحسن تصرف وبين اذا قام بحلها دون ابلاغه من ان يقابله ذلك بالتقصير في الابلاغ وترك الامر للمدير
ليقوم بتوجيهه ولكي يظن انه يقوم بسحب البساط من تحت قدميه ويجعل ذلك المدير ايام شريف
لا تمضي فى سلام وبسبب نقص الخبرة دائماً ما كان يظن شريف ان عمله به تقصير وان ذلك المدير
 قدم له معروفاً بإبقاءه فى تلك الوظيفة التي تتطلب شخص اخر علي الاقل لديه خبرة

 لا تقل عن 3 سنوات ، كان ذلك المدير يتبع مع شريف دائماً سياسة العصا والجزرة ، احياناً يعطف عليه
بكلمات انه يقوم بتعليمه ليكون موظفاً بارعاً فى المستقبل ، واحياناً ينقلب عليه ليجعل شريف يشعر
بأن قرار رفده سيصدر فور انهاء المكالمة ، 
ما لم يكن يعلمه شريف ان كل ذلك لم يكن فى عقل ذلك المدير
 من الاساس وانه فقط مجرد موظف الهدف فقط من وجوده هو ان يتواجد  شخص ما بمقر الفرع
يكن عيناً واذناً وذراعاً للمدير  ،
 وعندما جاء موعد تقييم الموظف من قبل مديره والذي كان مقرر
فى حالة كان التقييم ايجابياً 
ان يرفع راتبه كان المدير فى حيص بيص لانه كان قد اخبر الادارة بالفعل
 بأنه يقوم بعمل كل شئ فعلياً وان ذلك الموظف لم يكن سوي شاب عديم الخبرة وفقط يقوم بإتباع اوامره
حتي يعود الموظف الاول  فعلام اذا سيزيد راتبه ! 

هنا ادرك شريف ما كان مختبئاً له عندما عاد الموظف الاول من الاجازه وحكي له شريف عما حدث
فأخبره بان ذلك المدير شخص اناني لا يريد سوي مصلحته الخاصة فقط وان هناك دائماً صداماً بيني وبينه
 وان تلك الاجازة قد طلبها بعد عناء شديد وان فى الغالب ذلك المدير كان يريد اقصائي فكان لابد من تعيين
 شخص اخر بديل فاختارك انت  ولانك مسكين وطيب يا شريف اصبحت دميته ولا تأمل يا عزيزي فى شئ
 حتي ان كتب فى تقييمك انك تصلح لان تكون مديراً للشركة ، لانك لم تقدم شئ 
  انت مجرد تابع للأوامر ولا يوجد عندك رأي مخالف او شخصية ، لن تتقدم ابداً طالما لم تقل لا
فى كل ما يجعلك خائفاً ، طالما رضيت بتلك القيود لا تأمل لأحد ان ينتزعها عنك ، حتي وان غادر يوماً
 فستظل كما انت ولن تبلغ محله سيأتي شخص اخر في مكانه وستصبح كما انت مجرد تابع !   





22 نوفمبر 2020

فاسيلي و ليودميلا

 

اذا كان هناك محاولة للعودة بالزمن سوف أعود الي ليلة السادس والعشرين من أبريل عام ثمانية وستون
تحديداً  مع بداية الوردية الليلية ، لكي نفعل اي شئ مهما كانت خطورته لأ جعل من يعمل في المنطقة الرابعة
من مفاعل تشرنوبل يتوقف عما ينوي القيام به ليلتها
وأظن ان العالم اجمع سيوافق معي علي ذلك و للمرة الاولي حرفيا سيتمنى العالم ان يبذل العلماء أقصي جهد
لتحقيق إمكانية العودة  بالزمن ولا تكون مجرد نظريات وفرضيات تعرض علي الملأ ويتسلم صاحبها جائزة نوبل
هناك سوف نحصل علي شيء أقيم  ، أرواح الالاف من الأبرياء
رجال الإطفاء كانوا  مع أول من ذهب الي حريق المفاعل دون أن يدَرّي احد منهم انه ليس حريق عادي
 ذهبوا من غير فهم ما يدور ،  ذهبوا ليقعوا في الحصار ، حصار لا فكاك منه ، والاسوأ انك لا تدري انه حصاراً
من الأساس  شيء غير مرئي وغير محسوس ، وحش يدعي المواد المشعة التى تمكنت منهم كما يتمكن الأسد
من رقاب فريسته  دون أن تدرك وتعي ماذا سيحدث !

خير دليل علي ذلك مدينة بريبيات والتي كانت مأوي من يعمل في المفاعل ، زوجاتهم وأطفالهم
وحيواناتهم الاليفة وذكرياتهم  مدينة كاملة لا تحتاج ان تخرج منها ، وكانت من احدي المدن
التى تم انشاؤها حديثالتكون بجانب المشاريع القومية كـ تشرنوبل ولكنها الان صارت مجرد.. ليس حطام
فكل شي بها كما عليه ولكن دون أي روح أو حياة، يسكنها شي واحد فقط
هو المسيطر علي جميع الأشياء هناك، شي انطلق من قلب مفاعل منفجر، خرج ليري العالم قوته وليجعلهم
يدركون انه ليست أداة لرفاهية الإنسان دون أن تعمل له ألف حساب، مارد، شيطان، لن يقدر عليه اهل الأرض
اذا خرج من محبسهوسيظل هناك لمئات وربما آلاف السنوات
وتلك المدة في عمر الإنسانية تعنى كلمه واحدة، الأبد!

من احد الضحايا كان رجل الإطفاء فاسيلي وزوجته ليودميلا ، ربما هي لم تستوعب حجم المصيبة
التى حلت بها عندما غادر فاسيلي لاداء عمله ، كانت تظن كالآخرين انه مجرد عمل سيؤديه بعد منتصف الليل
كحال رجاء الإطفاء ، لا يوجد وقت محدد لعملهم حيث توجد الحرائق والكوارث هم يذهبون  
هي وكثيرين غيرها استقرت بهم رحلة العذاب تلك في مدينة كييف شارع تشرنوبل وتم تسميته كذلك
لان من سكنوا فيه علي غرار لوميدا  كانوا من ضحايا الكارثة، ضحايا أحياء كان الموت بالنسبة إليهم وقتئذ
ارحم من الحياة

وكان قدر الإخلاص و  الوفاء علي قد الكارثة ، ان كان لهما  درجات فى ترتيب الجدول الدروي لقلت انه مساوي
لتلك المواد الإشعاعية التي انطلقت من قلب المفاعل ، كان قد  انطلق ايضاً الإخلاص والوفاء  من قلبها

هل كان يخطر علي بالها أن هناك شخص عربي سيهتم بالكتابه عنها بعد أربعة وثلاثون عاماً في زمن اخر
لثقافه اخري ولكن ذلك الاحساس الرهيب  التي عاشته حينها قد انتقل  مع كل تلك السنوات للقلوب مصحوبا بمرارة
لكل من يقرأ عنه  وأعتقد أن بعد مائة عام من الان سيكون هناك مازال من يكتب اذا شاء ربي
وظل العالم لتلك السنوات قائم


تلك الفتاة التي لم يكن يتعدي عمرها ثلاث وعشرون عاما عندما وقعت الكارثة
ولم تكن تدري انها ليست كارثة نووياً فقط
بل امتدت لتشمل كوارث نفسية واسرية ايضاً
 
ليودميلا تعد رمزا علي حياة من عانوا وشهدوا الكارثة تتحقق وليس بيد اي احد في العالم ان يوقفها
خسرت الزوج والحبيب ثم خسرت طفلتها ومعهم روحها وعقلها وكل شي حتى صارت تعيش فقط للتنفس
نجت بأعجوبة قد لا يصدقها خبير في العلوم الذرية و اكبر أطباء العالم  من انها تفادت إشعاعات
تقوم بذوبان أي كائن حي وتصهره من الداخل كما تفعل الحمم اذا سقط بها شيء

بالرغم من تحذيرات الممرضين لها الا انها تشبثت بزوجها حتي اخر نفس خرج منه ولم يعد

زوجها فاسيلي ذلك الرجل الذي كان مبتغي حياته ان يكون مزارعا ولكنه التحق بالخدمة العسكرية
وتخصص في قسم الإطفاء وبعد انتهاء الخدمة أصر علي ان يشق طريقه فى ذلك المجال
ماتبقي من حياته
بالنسبة اليه كان ذلك شئ رائع ان تعمل فى مدينة كامله حديثة بجانب مشروع قومي للطاقة النووية
بالنسبة لمزارع بسيط هذا طموح يجعل اهل قريته ينظرون اليه بفخر شديد ، ويذكرني  ذلك بحال معظمنا
من سكان القري الذين قرروا الا يكملوا حياتهم فى تلك البقعه عديمة الطموح
وان يتنازلوا عن الراحة
والهدوء الظاهريين هناك وان يخوضوا غمار الحياة مهما واجهتهم من مشكلات


فى الحقيقه كان محظوظا بها ، تلك التي احبته كثيرا لدرجة انها لم تكن تلوي انتباهاَ ولا خشية لما أصابه
  بالرغم من ابتعاد جميع الناس عنه الا انها ظلت بجانبه وتعرضت للإشعاعات
ولكنها لم تكن تكترث بحياتها ولا بما ينتظرها يجعلك ذلك تتسآل...
هل مازال هناك حباً لهذه الدرجة في هذا العالم الان ؟!

 Chernobyl: Was firefighter Vasily Ignatenko a real person? | TV & Radio |  Showbiz & TV | Express.co.uk

 

 

21 أكتوبر 2020

الطبيب والبلطجي

صغيراً في بعض المرات اثناء علاقتي مع بعض الناس  فجأة  يحدث تغيير حاد فى معاملتهم لي  لدرجة تجعلني مندهشاً
 ولم اجد تفسيراً منطقياً حينها وربما الي الان ، هل ياتري قد فعلت شئ جعلهم ينظرون لي نظرة اخري  ؟
ام كانوا يروني من قبل بشكل ما واكتشفوا امراً آخر  ؟
بعض تلك المرات مازال في بالي شخصين منهما  ، اتذكرهما الي الان ولم انساهما قط بل ربما يعتبران ذكريات واضحة
مقارنة بما حدث لباقي الذكريات
احدهما هو الان طبيباً وكنا صغاراً كأصدقاء مع بعضنا البعض مع صديق ثالث كنت اقرب اليه منه ، ولعل ذلك يعود لكونه جار لي ولكن للأسف كان دائماً ما ينظر لي بإستعلاء صريح  ويري نفسه ذكياً ومرحاً اكثر مني وحتي لا استحق ان اجلس بجواره
وظل هكذا بمرور السنوات حتي وصلنا لفترة المراهقة ، وكنت لا احب التعامل معه مباشرة ، وكنت أصبحت مع الوقت لا اهتم لأمره وصار تركيزي  علي صديقنا الثالث اكثر من اعتباره هو صديق حتي جاء الوقت الذي ضقت ذرعاً به
وهممت فى عدة مرات ان اتشاجر معه ولكن في كل مرة كانت مجرد كلمات تخرج مني دون ان تنشب معارك حقيقة بيننا
ثم انتهي الجدال في العام الدراسي الأخير الذي جمع بيينا واختفي
بعدها بفترة  ( عامين ربما )  قابلته مصادفة عند عودتي من احد المشاوير وهممت في رأسي بتذكر كل ما جري منه
 ومحاولة ضبط نفسي ألا افاتحه في شيء وتحدثي معه كان من باب التحية فقط  ولكن  ما وجدته كان غريباً
 لأنه وعلي غير العادة منه ظل يبتسم ويسالني بإهتمام عن احوالي ويتحدث معي بلطف شديد  الامر الذي جعلني اشك انه رجل آخر ولولا انني اعرفه منذ الطفولة واعلم ايضاً ان ليس لديه اخ توأم لكان ظني به  كذلك ،  ومنذ وقتها صار هكذا معي
دون ان ادري ماذا حدث ودون ان اجرؤ يوماً علي سؤاله

الشخص الاخر كان بلطجي ، عندما تراه تدرك ذلك بلا شك ، وكان  يكبرني بعده اعوام ويعتبر من عالم اخر مختلف عن عالمي تماماً ، ربما لم يكمل تعليمه ولا يعرف شئ عن اداب التعامل او الطموح او رؤية العالم من منظور ثقافي او ..
الحقيقة هو لا يري العالم أصلا من أي منظور
 !
لا اذكر الموقف الذي جمعني به ذات مرة ودعاني الي منزله ، ولكن اعتقد انها كانت مناسبة ما جعلتني اذهب اليه لانسخ قائمة أغاني تستخدم في الافراح والسهرات لأننا كنا علي وشك زواج احد ما في العائلة ، عندما ذهبت اليه وجدته يتكلم معي بترحاب ويراني شخص يستحق ان يسرد حكاياته امامه دون ان يخاف ان يكشف سر له وبإهتمام وبطمأنينه
وكنت استمع اليه وفي عقلي هناك في سرداب تحت القشرة الدماغية تضئ لوحة عليها علامة تعجب ولسان حالي يقول
 ذلك الشخص لم اكن اتوقع يوماً ان نتبادل اطراف الحديث معه  فهو كان فى نظر الناس مجرد بلطجي كثير العراك والسباب والدخول فى المشاكل وكان لديه علامات في وجهه تدل علي ذلك  ، ويحدث انه يُشتٌبه فيه دائماً اذا صادف شرطي امامه
 ذلك الشخص فى العادة يري امثالي مجرد اشخاص ضعفاء لا يستحقون الحديث معهم او ربما يلوح اما وجهي بمطواه
او بصوت عالي او علي الاقل يستخف بي ويضحك عندما امر امامه اذا اراد ان يتسلي قليلاً  ، لذلك ما حدث كان عجيباً
ربما انا من أخطأت الاعتقاد فيه ، ولكن هل جميع الناس مخطئين مثلي ايضاً ؟ !
 ظللت لبعض الوقت مندهشاً وخائفاً من ان يكون قد اختلط عليه الامر ويظن انني  شخص اخر ، ولكنه ظل يناديني بإسمي ويتحدث بلباقه جعلتني اشعر وكأنني امام شخص برئ وليس كما يبدو من حياته  وشخصيته انه .. مشاغب ( هذا اقل وصف ممكن )
ظل الامر هكذا حتي  قلت زياتي له وتواريت عن الانظار او لا اعلم ايضاً اين ذهب هو ولكن حتي الان مازلت اتسآل في نفسي  لماذا انا بالذات كان يعاملني تلك الطريقة ؟  وكالعادة لم اعلم ما حدث ولم اجرؤ يوماً علي سؤاله
!


29 أغسطس 2020

القطة السوداء

 

القطة السوداء في ثقافتنا البعض يتشائم عندما يراها في الطريق نهارا، فما بالك اذاً بأن تراها
امام بيتك في الثانية عشر بعد منتصف الليل ، رأيتها تقف ولا تتحرك، تنظر الي الأرض
او  اللاشئ غالباً ، ساكنة لا يخرج منها صوت ، حاولت ان الفت الإنتباه لعلها تراني
وكمثل معظم القطط  فستركض بعيدا  ولكنها لم تفعل
قلت في نفسي ريما هي  لا تراني ولا تشعر بي  فاقتربت اكتر ثم  أحنيت ركبتاي ومددت يدى
لأرفع راسها وكانت الدنيا ظلاماً  فلم اتبين وجهها في المرة الاولي  وحدث لي شك بسيط
حينما ظننت انها بلا عيون ثم
بالكاد لا حظت ان لديها عينان في المرة الثانية التى رفعت راسها فيها مرة اخري ،
كانت عيناها صغيرة وليس بها لمعان كغالبية القطط الأخرى !  
كانت متعبة لا تنظر لي ابدا، اي قطة اخري كانت ستحملق تجاهي  وكأن صاعقة نزلت بها
وستركض ولكنها علي العكس تماماً لا تبالي، كانت فاحمة السواد، كل شئ بها اسود حتى عيناها
أي قطة هذه ؟!
قلقت بعض الشئ من ذلك ، فى مكان كهذا وفي الليل ولم تراها فى المكان من قبل وايضاً عيون القطط بها لمعان تراها حتي فى الظلام الحالك ، فلماذا لا يوجد لمعان في عيناها اذا ؟!
ولكن اطمئن  قلبي قليلا عندما وجدت قطة اخري جاءت مسرعة تزاحمها وتريد هي ان تلفت انتباهي، وكانت تعترض طريق يدي الي رأس القطة السوداء ، قلت بالتأكيد هي تريد طعاماً
ولكن في هذا الوقت للأسف الشديد لم يكن لدي شئ لأقدمه لها غير انني ذاهب للنوم علي اية حال
 ولكن جال في خاطري بعدها انها تريد ربما ان تخبرني الا تقترب من تلك القطة السوداء
 لأنها كانت تعترض طريقي اليها تماما كلما هممت بأن المسها ولكنه ظن بعيد لاننى رميت شئ
لكي يبعدها فظنت انه طعام وتحركت لتصل اليه ، اذا فهي بالتأكيد تريد طعاماً ، ثم ان كانت القطة السوداء شي اخر فلن تكن ستقترب من الأساس ، اليس كذلك ؟  اظن انها ستخاف منها اكثر مني  كانت ستشعر ، القطط حيوانات حساسة جداً تجاه أي شيء ولكن بالرغم من ذلك لم اتبعد عنها
وظللت بجانبها بعض الوقت
وفي النهاية قلت  " حسناً ان لم يكن بيديك فعل شي تجاه اي حيوان فاتركه لحاله "  ولكني عزمت إن ظهرت لي تلك القطة السوداء مرة اخري سأحرص ان اتبينها حقا
وأري ماذا يمكنني ان اساعدها بها  ، فالقطط بشكل خاص جدا هي اقرب حيوان لقلبي
لا اتحمل ان يؤذيها احد بل وافاضلها من بين جميع الكائنات الأخرى ، لا أتأخر عن مساعدتها
ان كان بيدي ، لذلك من داخلي تمنيت ان اراها مرة اخري
ففي النهاية هى مجرد قطة أو ... هكذا اظن !
 

 cat art painting dark watercolor canvas kitties pigments ghostly Black Ink  artist onTumblr asylum-art Endre Penovác asylum-art •

 

 

 

قسمات وجهك

  أحبك وكم احب قسمات وجهك ، تشعرني بان شيئاً داخلي قد فر ، وقد ملكتيه انتِ   شيء يدعي القلب لم أعبئ اين ذهب بل بالأحرى اين استقر ، هناك   ...