21 أكتوبر 2020

الطبيب والبلطجي

صغيراً في بعض المرات اثناء علاقتي مع بعض الناس  فجأة  يحدث تغيير حاد فى معاملتهم لي  لدرجة تجعلني مندهشاً
 ولم اجد تفسيراً منطقياً حينها وربما الي الان ، هل ياتري قد فعلت شئ جعلهم ينظرون لي نظرة اخري  ؟
ام كانوا يروني من قبل بشكل ما واكتشفوا امراً آخر  ؟
بعض تلك المرات مازال في بالي شخصين منهما  ، اتذكرهما الي الان ولم انساهما قط بل ربما يعتبران ذكريات واضحة
مقارنة بما حدث لباقي الذكريات
احدهما هو الان طبيباً وكنا صغاراً كأصدقاء مع بعضنا البعض مع صديق ثالث كنت اقرب اليه منه ، ولعل ذلك يعود لكونه جار لي ولكن للأسف كان دائماً ما ينظر لي بإستعلاء صريح  ويري نفسه ذكياً ومرحاً اكثر مني وحتي لا استحق ان اجلس بجواره
وظل هكذا بمرور السنوات حتي وصلنا لفترة المراهقة ، وكنت لا احب التعامل معه مباشرة ، وكنت أصبحت مع الوقت لا اهتم لأمره وصار تركيزي  علي صديقنا الثالث اكثر من اعتباره هو صديق حتي جاء الوقت الذي ضقت ذرعاً به
وهممت فى عدة مرات ان اتشاجر معه ولكن في كل مرة كانت مجرد كلمات تخرج مني دون ان تنشب معارك حقيقة بيننا
ثم انتهي الجدال في العام الدراسي الأخير الذي جمع بيينا واختفي
بعدها بفترة  ( عامين ربما )  قابلته مصادفة عند عودتي من احد المشاوير وهممت في رأسي بتذكر كل ما جري منه
 ومحاولة ضبط نفسي ألا افاتحه في شيء وتحدثي معه كان من باب التحية فقط  ولكن  ما وجدته كان غريباً
 لأنه وعلي غير العادة منه ظل يبتسم ويسالني بإهتمام عن احوالي ويتحدث معي بلطف شديد  الامر الذي جعلني اشك انه رجل آخر ولولا انني اعرفه منذ الطفولة واعلم ايضاً ان ليس لديه اخ توأم لكان ظني به  كذلك ،  ومنذ وقتها صار هكذا معي
دون ان ادري ماذا حدث ودون ان اجرؤ يوماً علي سؤاله

الشخص الاخر كان بلطجي ، عندما تراه تدرك ذلك بلا شك ، وكان  يكبرني بعده اعوام ويعتبر من عالم اخر مختلف عن عالمي تماماً ، ربما لم يكمل تعليمه ولا يعرف شئ عن اداب التعامل او الطموح او رؤية العالم من منظور ثقافي او ..
الحقيقة هو لا يري العالم أصلا من أي منظور
 !
لا اذكر الموقف الذي جمعني به ذات مرة ودعاني الي منزله ، ولكن اعتقد انها كانت مناسبة ما جعلتني اذهب اليه لانسخ قائمة أغاني تستخدم في الافراح والسهرات لأننا كنا علي وشك زواج احد ما في العائلة ، عندما ذهبت اليه وجدته يتكلم معي بترحاب ويراني شخص يستحق ان يسرد حكاياته امامه دون ان يخاف ان يكشف سر له وبإهتمام وبطمأنينه
وكنت استمع اليه وفي عقلي هناك في سرداب تحت القشرة الدماغية تضئ لوحة عليها علامة تعجب ولسان حالي يقول
 ذلك الشخص لم اكن اتوقع يوماً ان نتبادل اطراف الحديث معه  فهو كان فى نظر الناس مجرد بلطجي كثير العراك والسباب والدخول فى المشاكل وكان لديه علامات في وجهه تدل علي ذلك  ، ويحدث انه يُشتٌبه فيه دائماً اذا صادف شرطي امامه
 ذلك الشخص فى العادة يري امثالي مجرد اشخاص ضعفاء لا يستحقون الحديث معهم او ربما يلوح اما وجهي بمطواه
او بصوت عالي او علي الاقل يستخف بي ويضحك عندما امر امامه اذا اراد ان يتسلي قليلاً  ، لذلك ما حدث كان عجيباً
ربما انا من أخطأت الاعتقاد فيه ، ولكن هل جميع الناس مخطئين مثلي ايضاً ؟ !
 ظللت لبعض الوقت مندهشاً وخائفاً من ان يكون قد اختلط عليه الامر ويظن انني  شخص اخر ، ولكنه ظل يناديني بإسمي ويتحدث بلباقه جعلتني اشعر وكأنني امام شخص برئ وليس كما يبدو من حياته  وشخصيته انه .. مشاغب ( هذا اقل وصف ممكن )
ظل الامر هكذا حتي  قلت زياتي له وتواريت عن الانظار او لا اعلم ايضاً اين ذهب هو ولكن حتي الان مازلت اتسآل في نفسي  لماذا انا بالذات كان يعاملني تلك الطريقة ؟  وكالعادة لم اعلم ما حدث ولم اجرؤ يوماً علي سؤاله
!


قسمات وجهك

  أحبك وكم احب قسمات وجهك ، تشعرني بان شيئاً داخلي قد فر ، وقد ملكتيه انتِ   شيء يدعي القلب لم أعبئ اين ذهب بل بالأحرى اين استقر ، هناك   ...