12 أكتوبر 2013

وحيـــــد (1)



يخيل لى احيانا ان ما يحوطنى من ماء عبارة عن شكل دائرى واحياناً اخرى ليس له مدى
تلك الازهار الموضوعة بجانبى اعتقدتها فى بادئ الامر طحالب شبيهه بما كان لدينا
الا ان يعلوها الوان مختلفة من الاحمر والاصفر  وكأنها يوم العيد السمكى من كل عام
حيث كان يأخذنى ابى صغير ممسكاً بيخشومى الصغير سالكاً طرق آمنه لا توجد بها تلك الاسمالك المفترسة
ذلك النوع الذى لا يهمة الا التهام كل ماهو اصغر منه ، لا اعرف متى يخصلنا العالم منهم !!

اعيش هنا منذ وقت طويل نسبياً يقترب من العام ، ما قبل ذلك لا اتذكر فيه الا بعض المواقف
التى كنت بها مع ابى الى ان سقط علينا شئ من السماء ، عفواً اقصد سطح الماء !
ثم وجدت نفسى فجأة فى عالم آخر ، اشخاص يتنقلوننى بينهم دون ان يكلف احداً منهم شرح لماذا يفعل ذلك بى ؟!
اشعر ان يهتمون بى كثيراً وهذا مؤشر قد يكون سعيداً وقد يكون العكس ، الايام القادمة هى ما ستحدد
هكذا انقضت تلك الايام حتى جئت الى هذا الدورق ..

من انا؟، حسناً سأقول لكم ..
انا سمكة مثل ملايين الاسماك حول العالم ولكن فقط اختلف عن الكثير  بنوع فصيلتى السمكية
حيث انها من نوع الفايتر  اى بالمعنى الادمى تعنى المحارب ، لا تقلق هكذا هى طبيعتى
 عندما خرجت من بيضتى فى قاع المياه الراكدة كانت جيناتى الوراثية كذلك ..
لا اعلم السبب ولم يأتى للاسف موعد مناسب لاقوم بسؤال ابى هذا السؤال
ولكننا لا نهتم بهذا الامر كثيراً
فقط عندما نجتمع مع من مثلنا فى مكان واحد لا يوجد للراحه مكان بيننا ، اما سأبقى انا او سيبقى هو
بعد صعودى الى عالم البشر والتعامل المباشر معهم ادركت انهم يريدوننى لمصلحة ما ناهيك اصلا ان البشر
لا يهتمون بشئ ايا كان الا لمصلحة ايضاً !!

ويبدو ان كل تلك الحكايات التى كان يحكيها لى ابى سوف تتحقق بالفعل والتى كنت دائما اعتبرها نوعاً من الاساطير
والخرافات التى يهدف الاباء ان يرعبون بها ابنائهم ليقوموا بما يريدون منهم واطاعة ما يقولون
قال لى ذات مرة ان عالم الانسان قد لا يختلف كثيراً عن العالم هنا فالعنف موجود فى كل زمان ومكان
الا انها ليست طبيعة لديهم اساسية مثلنا ، وانه من الشرف ان تموت فى بطن سمكة خير من بلعوم انسان
لانك ستتحول فى امعائهم الى اشياء كريهة مقززة غير انك سوف تزيق اصناف العذاب قبل ان تأتى لهم على طبق !!
لذلك قم بالحفاظ على نفسك ولا تذهب بعيداً ..
ولكن كعادتى من النوع " الفايتر" متمرداً لا استمع الا لنفسى وفقط قررت ان اسعى الى الحرية واتنفس الماء
وأملئ خياشيمى بقوة ذات صباح الا ان كان ذلك الصباح مقدراً الا ارى عائلتى مرة اخرى

لا اتذكر اين كنت .. هل كنت فى الاطلنطى ام الهادئ ام فى بحيرة صغيرة او حتى هناك فى ذلك المضيق الذى بجانبا ؟!
حقاً لا اعلم ، كل ما اتذكره هو الانتقال السريع فى دوارق المياة الكبيرة
والتى سرعان ما يفصلونى عن البقية الذين تم اصطيادهم معى ، يبدو انهم يعلمون طبعى
يبدو اننا لدينا شهره هناك على صفحات الانترنت !

              















هناك تعليقان (2):

  1. عبقرية والله يا علي!
    بيتهيألي ماحدش قبلك فكر يكتب رحلة سمكة من المحيط الواسع إلى حوض السمك الضيق، وكمان على لسانها وبتوصف الي حواليها دلوقت واللي كان حواليها زمان، وكمان نصايح الوالد، ونفس تمرد الأولاد سواء أكانوا بشر أم سمك!
    وعجبتني الجزئية دي جداً:
    قال لى ذات مرة ان عالم الانسان قد لا يختلف كثيراً عن العالم هنا فالعنف موجود فى كل زمان ومكان
    الا انها ليست طبيعة لديهم اساسية مثلنا ، وانه من الشرف ان تموت فى بطن سمكة خير من بلعوم انسان
    لانك ستتحول فى امعائهم الى اشياء كريهة مقززة غير انك سوف تزيق اصناف العذاب قبل ان تأتى لهم على طبق !!
    ..
    رائع يا علي.

    ردحذف
    الردود
    1. اسعدنى جدا تعليقك يا احمد .. ربنا يخليك
      وبعدين مش عبقرية ولا حاجه ، هى جت كده اصلا وع فكره هى قصه حقيقة عن سمكه فعلا كان اسمها وحيد

      تابع انت بقيت الاجزاء وانت هاتشوف جزئيات هاتعجبك ان شاء الله ^_^


      نورت يا ابو حميد :)

      حذف

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...