منذ عهد مضى ، سنوات سابقة ، حملت بين طياتها الكثير من المشاعر ، من البراءه فى
الكلمات
من الاحساس الصادق
دون تشويه ، دون وجود عائق يجعلك فى تردد دائم عن البوح بما بداخله
حيث لم يكن هناك طرق
مسدودة ، نهايات حتمية ، نهايات متوقعه لبدايات لم تكتب لها البداية !
صورة يجتمع فيها كل
شئ ، الدهشة بخليط من الالم ، بمزيج من السكوت والسكون
ومحاولة التذكر لكل ما فات
اهؤلاء ؟ ! ، تجيب
نفسه بـ " نعم " ، كل ما جرى ؟ تعاود نفسه الاجابة بنفس الرد السابق
اتعرف ماذا صنعت فى نفسك ؟ ، اتشعر حقاً بهذا
الهاجس الذى يصرخ داخلك محملا اليك الذنب
لماذا تركت لكل ما
جرى ان يحدث دون ان يكن لك قرار ؟ ، تجيب نفسى بالسكوت
يعاود الهاجس مره
اخرى فى الصراخ .. امازال فى قلبك شئ لهم ؟! ، كانت نفسه ستجيب
لولا انها لم تستطع ، كانت تريد ان تردد
نفس الاجابة ولكنها كانت تخاف صرخة اخرى بعدها
يحبس دموعه التى لا
يعلمها احد ، صدقاً يبكى بداخله ، ليس على من يراهم فى الصورة فحسب
ولكن لانه ارتضى
بنفسه بهذا الحال منذ وقت طويل ، ثلاث سنوات ، اجترأ فيهم ما جعلت منه
هذا الحائر ، هذا الجبان الذى لا
يقوى ان يقف امام من سبب له كل ما فيه
اضعف من ان يلقى باتهام لاحدهم ، فحتى اذا فعل .. فما
النتيجة ؟ ، سيقولون انه ليس ذنبهم
ولكنه ايضاً ليس ذنبه ، ياترى من الذى يجب ان يدفع الثمن ؟! ، من الذى
سيعوضه عن كل ما فات
عن تلك الموجة من
الخذل ، الفراق الذى صار امراً واقع يوما ما دون سابق انذار
لم ينسى ذلك اليوم صباحاً
، فى صعوده لاول درجات استيعاب الصدمة ، تخلوا عنه !
وهو لم يستطع ان
يخرجهم من قلبه قط ، حاول عدة مرات ولكن تبقى تلك الغصّة
كلما اتوا على ذكرهم احد ، كلما اشارت اليهم
ذكرى ، كلما تقابلت حروف اسمائهم صدفة
لتتشابه مع آخرين لا يوجد بينهم
الا تشابه فى الاسماء
وتشابه فى وقعها فى قلبه ، فى جوف ورحه ، فى تلك الرنّة والصدى العميق
الذى يحدث
حينها ، عن ذلك الخواء الساشع
الذى يمتلئ به منهم
وكأنه حرم كثيراً من كلمة واحده ترطب ظمأ قلبه ، هل تدرى كل صباح ؟ كل
مساء ؟
كل مناسبه ؟ كل مرة رائهم فيها وهم لم يكلفوا عناء محاولة ان يتذكروه ؟!
هل تعلم ذلك الشعور
بالظلم العظيم للنفس .. رفعت اشخاصا فوق قدرك ، فوق مرتبة نفسك
فوق اهتمامك
لذاتك ، صاروا هم الدنيا ، هم
تلك الشفره التى بها تفتح كل الابواب الى الحياة
ماذا سيكون رد فعلك حينما تجد ان كل تلك
الابواب صارت موصدة ؟
عليك ان تسير كثيراً دون ان تدرى ماذا ستجد فى طريقك
كيف سيكون رد فعلك
تجاه نفسك وكل تلك الفتره التى سمحت فيها لنفسك ان تقلل من شأنها امام ذكراهم
تلك الذكرى التى لا
فائدة منها سوى شعور ساذج انهم افضل ما خلق الله ... لا الامر ليس كذلك
الموضوع هو انهم
كانوا بمثابة اول زهرة يتعتطر برائحتها فى حياته ، لذلك يلا يمكنه النسيان !
الى متى سيظل سذاجته
عنوان قلبه ؟! ، متى سيفيق ؟ ، لا هو يعرف كل شئ ولكنه يخشى
يخاف ان يضيع كل ذلك
سدى ، هباءّ ، لا يعلم حينها ما الذى سيكفيه للانتقام من نفسه غير .....
ان يصير بلا وجود !!