26 مارس 2020

الانطوائيين 2

اصدقائي بمرور سنوات عمري او قل الذين كانوا حينها اصدقائي ، البعض اتذكره والبعض لا اذكره علي الاطلاق
ولكنهم اجتمعوا علي امر واحد وهو انهم تناسوني جميعاً وانا ايضاً لم اعاود الاتصال بهم
 فقط يكفي السؤال بين الفينة والاخري واذا اجتمعنا فى مكان واحد نعود كما كنا قليلاً ولكن فور المغادرة
يعود كل شئ كما كان ،لا اشعر بضغينة منهم ولا اظن انهم يشعرون
 

فى القاموس يجب ان يكتبوا ان الانطوائية مرادفاً للاكتئاب فى قوس اخر بعد تعريفه ، لان وحدتك طوال الوقت
تجعلك تفكر كثيراً فى اشياء ربما من هم فى مثل عمرك لا تأتي علي باله ، وايضاً تعزز طوال الوقت احلام اليقظة
بداخلك ان تخترع عالماً تعيش فيه وان تتحدث وتتعامل مع من هم فى مخيلتك هو جنون او ربما مرض نفسي
 ولكنه لدي شيئاً عادياً او ربما الي الان .. !
لانني مازالت استطيع التفرقة بين العالم الحقيقي وبين ما اتخيله
!  ، اعتقد ذلك
 
ولكن الانطوائية ايضاً لها مميزات ، او من وجهة نظري هي كذلك ، فالناس لا يمثلون الاولوية المطلقة
 يمكنني ان اعيش من غيرهم ببساطة وايضاً تجنب الزيف وعندما اختار من اقترب منه يكون شخص حقيقي
 من الداخل ويمثل جزءاً لا يمكن اقتلاعه ببساطة من وجداني ، ويكون اقسي شئ فى الوجود
عندما يغيب ذلك الشخص ، لانه ليس مجرد انسان بالنسبة لي ، هو ببساطة تعويض عن البشر اجميعن
 او هو بوابتي لهم او كأنهم اجتمعوا علي انتخابه ليكون رفيقاً لي من دونهم
!

الانعزال عن العالم هو مكيانزم دفاعي بالنسبة لي ، كلما تحدث لي مشكلة كان طوق النجاة هو الهروب من كل شئ
 والتواجد بمفردي ، ليس الهروب من المشكلة بل من الناس والاجواء العامة التي تثير الارتباك
وذلك لكي اطمئن ولأفكر بهدوء ولأعيد ترتيب حساباتي مرة اخري لكي استطيع ان اعود ، لان عودتي للناس
ولذلك الازدحام مرة اخري للمشاكل والبشر بكل شئ معقد يجب ان يكون له خطوات مسبقة
 حتي لا يصيبني التيه مجدداً ويحدث لي انتكاسة  

ومع مرور الوقت صار الانعزال هي الفكرة المضاءه الوحيدة ، هنا بمفردي علي الاقل لن يحدث شئ سئ
وان حدث لقدر الله فيكفي انني وحدي لأستطيع التعامل معه دون تدخل من احد لان عقلي حينئذ
يكون صافياً هادئاً


انا لا اكره الناس ولكن اكره ثأتير تواجدهم وانطباعتهم الزائفة واهتمام البعض منهم بذلك
دون وضع الصدق والاخلاص فى المعادلة ، او بإختصار اشد ما اكره شخصيات المصلحة والتي بعدما تنال
ما تتمناه منك يغدوا وكأنه لا يعرفك  ، مع الايام والمواقف الكثيرة فى كل مرة اقرر فيها العودة للناس ومحاولة
التكييف معهم اجد صعوبة بالغة فى التقاط الانفاس
واكتشف ان مهاراتي الاجتماعية ليست جيدة وان كان ليست سيئة للغاية ايضاً احياناً ، ولذلك صرت اصب
جام تركيزي علي الاستفادة من كوني انطوائياً بدلاً من الحزن والتعاسة علي كوني غير اجتماعي


المهم ، نسيت ان اذكر لك كيف اتعامل مع الوقت بمفردي ، الامر بسيط للغاية ، كل ما هنالك
ان تلك الاشياء البسيطة كالقراءه ومشاهدة الافلام والمسلسلات والرياضة والكتابة والسير ليلاً
والمذاكرة احياناً او تعلم شئ جديد يجب ان يكون من صميم ذاتك

اي انك لا تأخذ تلك الاشياء علي نحو ترفيهي مؤقت  بل اسلوباً للحياة ، حينئذ ربما لن تجد الوقت
لكي تتعامل مع الناس وستكتشف بمرور الوقت ان تلك الاشياء افيد كثيراً منهم
!
   






نتيجة بحث الصور عن الانطوائيين

21 مارس 2020

الانطوائيين

بعد ان بات الناس فى بيوتهم رغماً عنهم ، صار البعض يتسآل كيف يمكن للمرء ان يحيي وحده منغلقاً
علي نفسه فترات طويلة والبعض صار بشكل ساخر يثير السؤال حول ماذا يفعل الشخص الانطوائي فى حياته
ليمضي الوقت بمفرده  ، حسناً هنا يمكنك ان تعلم بما ان الشخص الذي يتحدث اليك الان ...
هو انطوائي منذ قديم الازل !!

فى الحقيقة منذ البداية لم اكن اعرف انني انطوائي ، كنت اتصرف بالفطرة ، وعلامة ذلك انني كنت اشعر بالراحة كثيراً
عندما اكون وحدي فى مكان ما وحبذا اذا كان المكان هادئاً واحب التواجد فيه
لا اتكلم عن غرفتي في المنزل انما اتكلم عن اي مكان علي وجة البسيطة ايا كان خصوصاً اذا كان هذا المكان لا يمكنه
ان يكون هادئاً ابداً طوال تواجدك فيه ، مثل المدرسة او الجامعة او حديقة للاطفال او شارع عمومي
كنت اشعر ان تعاملي مع الناس به بعض الكلفة وان مهما تكلمت مع اي شخص
كان عقلي يذهب مباشرة الي تخيل اللحظة
التي سينتهي عندها الكلام ، وان هناك غاية محددة للكلام اصلاُ وليس لمجرد الثرثرة وحسب
كما انني كنت اخاف كثيراً عندما يبدأ الناس بالتواجد بإزدياد ، كل ما كان يجول فى خاطري عندما اشعر بذلك هو البحث
عن اقل مكان يوجد فيه احد ، وفى الغالب كنت اشاهدهم جميعاً وانا اسند ظهري علي الحائط
حتي انني لاحظت عندما كان ابي يسند لي عملاً لاقوم به انني انجزه سريعاً وبشكل نشيط عندما اصير وحدي
وادركت حينئذ ان الناس بالنسبة لي الهاء لا اتمكن من التعامل معهم علي نحو جيد واذا حاولت يصاحب ذلك جهداً مبالغاً
لان فى منطقة ما ستنفذ اسلحتي وحيلي الدفاعية وسيبقي عقلي فارغاً متسائلاً " ماذا علي ان افعل بعد ذلك "
بعد ذلك صار ذلك اعتقاداَ  وطباعاً ، لم أسال نفسي يوماً لماذا ؟ لان ذلك كان هو الطبيعي وما دونه هو الاستثناء !

فى مرحلة الثانوية ، تزايد هذا الخوف ، ربما استطعت ان اشخص حالتي فيما بعد بــ " الرهاب الاجتماعي "
عندما اهم بالخروج للدرس او المحاضرة فيما بعد كان يعد حرباً كلما اسرعت وانتهيت كلما كان افضل
لا تذهب يميناً او يساراً ، فقط قم بالالتزام بالخطة ، بعد الانتهاء فلتذهب مباشرة الي المنزل ، وكان جحيماً ذلك الانتظار
بين المحاضرات او الدروس والتي فى الغالب كنت اقضيها وحدي فى فعل اي شئ
بعد ذلك قبيل ذهابي الي الجيش والذي كان كابوساً كلما اتذكر انني ذاهب اليه لا محالة وذلك ليس لخوفي من العسكرية
بل لانه اكثر مكان اجتماعي فى العالم ! ، بدءت فى تناول بعض الاقراص المهدئة والتي تجعلك تشعر بالبرود والنعاس طول الوقت عرفني عليه صديق ما ، واشتريته من الصيدلية وكنت اخاف ان يطلب مني روشته للدكتور ولكنه لم يطلب
وبدأت فعلاً فى تناوله وكان مفعوله جيداً ولكنه يثير النوم دائماً واذا لم اخذ وقتي فى النوم فربما لا استطيع الاستيقاظ
هو يجعلك دائماً فى حالة من الهدوء ويجعل القلق قليلاً بداخلك ، بل ربما لا تفكر كثيراً فى الناس والازدحام
لان عقلك اصلا موجهاً لشئ اخر وهو متي سينتهي اليوم لانام ثانية !! ، ولكن قبل ذهابي للجيش بفتره تركته
ولم اعد اليه مره اخري بالرغم ان ما حدث في حياتي بعدها كنت في امس الحاجه اليه
عن تلك الفترة التي  كنت اتناوله فيها ...

                                                                                                  يتبع ،، 




نتيجة بحث الصور عن الانطوائيين

9 مارس 2020

عالم خارج العالم ! - الفقرة الأولي




الفقرة الأولي :

 دعني اولاً ارسم لك الخطوط العريضة ، هناك منزلاً ريفياً قابعاً في منطقة لم يسمع عنها حتي علي القناة الخامسة
 حينما كانت تعرض منذ عهد ولي ، تلك المنطقة كانت اقرب للعشوائيات التي تراها في المدن
 ولكن الريف ليس فيه عشوائيات ، لانه بذات نفسه وللأسف هو قائم في حد ذاته علي العشوائية
 قوانين الريف غير قوانين المدينة ، هي ليست قوانين في حد ذاتها وانما هي اقرب للثقافة او الطبيعة ، لا ادري
 من اين بدءت  بالتحديد ولكنها في الغالب هي كانت الأساس ومنها تكونت المدن فيما بعد ، وكنت اري الريف
هو اخر رمق من الحضارات القديمة التي تجمع بين  التدين والبساطة في العيش ، البساطة التي تنجب افراداً
 اقصي طموحاتهم يوماً وظيفة حكومية وتكوين اسرة ربما سأكون مبالغاً ان قلت اسرة عادية
 لانهم في الأساس فكرة الزواج لا تشمل بناء اسرة وعائلة كأولي خطوات انشاء حضارة انما فقط  لانها بديهيات
  منذ قديم الزمن والرجل يعمل ليأتي بقوت يومه  ويعود في نهايته ليأكل ، ليستمع الي التليفزيون او يقرا الصحف
ان كان مهتماً  اساساً  ثم يخلوا بزوجته في بعض الأحيان والمرأة  كذلك عليها مسؤوليات البيت
والرعاية والانجاب وهلم جرا ، ويمكن تلخيص كل ذلك بأن الرجل هو سي السيد والمرأه هي امينة !
 اعتقد بهذا الوصف قد فهمت مغزي ما أقول ولكن في نفس الوقت نظرية سي السيد وامينة ليست واقعية تماماً
ولكنها فقط قد تعتبرها كأساس او قواعد لتلك الحياة هناك

اغلب هؤلاء الناس يهتمون بالزراعة ، الزراعة في الريف ليست اختيارية ، عندما تملك ارضاً فهذا يعني شرف وكرامة
 وملك بين الناس ، مملكتك الخاصة ، وكلما كانت ارضك تحصد اعلي محصول كلما زاد الفخر والاعتزاز ، هذا كله جميل ولكن ، كانت تتضارب بداخلي عندما كنت صغيراً بعض المشاعر بالانزعاج  والذي نضجت كثمرة بعد موسم حصاد طويل
 في رأسي علي ان صارت تساؤلات ،وهي  لماذا دائما كان يصاحب هؤلاء الناس الفقر والجهل واحيانا الغباء في الغالب
بالرغم من ان مظاهرهم توحي بالحشمة والشدة والرجولة والأصول والاحترام ؟ لماذا لا يكون الفلاح علي الأقل
عالماً بالدنيا حوله ، اتفهم ما اقصد اليه ؟

 أي ليست معني انك مزارع او فلاح وتعيش في قرية او انك فقيراً ان تكون ايضاً جاهلاً غير نظيف احياناً
وتكتفي فقط بالتعامل مع كل ما يحدث في العالم حولك علي انهم كائنات فضائية تعيش في المريخ الملكي
وانت مجرد كائن ارضي مازلت تعيش في العصور البدائية ، تنظر بدهشة وبكلمات توحي بالسلبية وبأبداء اراء عامة
 ليس فيها ادني مقومات التفكير او تحليل او رؤية ! لماذا ؟ 

                                                                                     يتبع ...  

3 مارس 2020

عالم خارج العالم !



"مجرد سطور تحكي وتسرد الجانب الواقعي من العالم، عالمنا نحن ، ليس في دول العالم الثالث فحسب
 وإنما هي ابعد من ذلك
فقط تخيل انك تري منزلاً من الخارج ولكن عندما تهم بالدخول ستفاجأ بوجود ألف باب وباب لكي تري
ما يوجد بداخله فعلياً "
المقدمة :
لقد سئمت بداخلي  بالحديث عن العالم ، كما يصور لنا من خلال التليفزيون والذي لم اعد متابعاً له منذ سنوات
 فالتليفزيون اصبح يمثل هاتف نوكيا لا يستعمله احد الا للاتصال فقط في عصر صارت الهواتف الذكية شيئاً عادياً
 او من خلال الصحف التي استعضت عنها بالمواقع الالكترونية وصارت فقط ذكريات اذا احببت العودة الي الماضي
قليلاً بذاكرتي فحسب ، او من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والتي من مميزاتها انك تستطيع ان تنشر أي شيء
 وتعرف أي شيء من خلاله بسرعة البرق ، ولكنه صار لا يمثل الواقع الحقيقي للناس ، فقط صار  مجرد واجهات
نختارها بعناية ونشعر منها بأهمية لا نشعر بها في حياتنا المعتادة
 سئمت حقاً من كل ذلك الزيف ، ورأيت ان اسلم شيء هو الكتابة عن الواقع ذاته ، ليس الواقع الذي نعرفه
انما واقع آخر ، كالذي تراه في قاع بئر بعد ان يجف الماء بداخله
 عندما تري كل ما يحدث حولك واقصد حولك هنا هو من اخبار ومواقف و " تيرندات " ومشاهدات من كل شيء هو عالم
 وما نحياه نحن عالم آخر تماماً ، نحن نري هذا العالم برغم انه واقعي ولكنه بمثابة فيلم او مسلسل
ليست لدينا الجرأة علي الخوض فيه او نعتبره محض هراء ، او في اشد الحالات نعترف بأنه ليس بمقدورنا
 مجاراته او القرب منه حتي  ، حياتنا بسيطة للغاية ومعقدة ايضاً ، بسيطة في الشكل ولكنها بالغة التعقيد في الكيفية ...
 لماذا ؟ !!

                                                                                                      يتبع ،،

قسمات وجهك

  أحبك وكم احب قسمات وجهك ، تشعرني بان شيئاً داخلي قد فر ، وقد ملكتيه انتِ   شيء يدعي القلب لم أعبئ اين ذهب بل بالأحرى اين استقر ، هناك   ...