29 أغسطس 2020

القطة السوداء

 

القطة السوداء في ثقافتنا البعض يتشائم عندما يراها في الطريق نهارا، فما بالك اذاً بأن تراها
امام بيتك في الثانية عشر بعد منتصف الليل ، رأيتها تقف ولا تتحرك، تنظر الي الأرض
او  اللاشئ غالباً ، ساكنة لا يخرج منها صوت ، حاولت ان الفت الإنتباه لعلها تراني
وكمثل معظم القطط  فستركض بعيدا  ولكنها لم تفعل
قلت في نفسي ريما هي  لا تراني ولا تشعر بي  فاقتربت اكتر ثم  أحنيت ركبتاي ومددت يدى
لأرفع راسها وكانت الدنيا ظلاماً  فلم اتبين وجهها في المرة الاولي  وحدث لي شك بسيط
حينما ظننت انها بلا عيون ثم
بالكاد لا حظت ان لديها عينان في المرة الثانية التى رفعت راسها فيها مرة اخري ،
كانت عيناها صغيرة وليس بها لمعان كغالبية القطط الأخرى !  
كانت متعبة لا تنظر لي ابدا، اي قطة اخري كانت ستحملق تجاهي  وكأن صاعقة نزلت بها
وستركض ولكنها علي العكس تماماً لا تبالي، كانت فاحمة السواد، كل شئ بها اسود حتى عيناها
أي قطة هذه ؟!
قلقت بعض الشئ من ذلك ، فى مكان كهذا وفي الليل ولم تراها فى المكان من قبل وايضاً عيون القطط بها لمعان تراها حتي فى الظلام الحالك ، فلماذا لا يوجد لمعان في عيناها اذا ؟!
ولكن اطمئن  قلبي قليلا عندما وجدت قطة اخري جاءت مسرعة تزاحمها وتريد هي ان تلفت انتباهي، وكانت تعترض طريق يدي الي رأس القطة السوداء ، قلت بالتأكيد هي تريد طعاماً
ولكن في هذا الوقت للأسف الشديد لم يكن لدي شئ لأقدمه لها غير انني ذاهب للنوم علي اية حال
 ولكن جال في خاطري بعدها انها تريد ربما ان تخبرني الا تقترب من تلك القطة السوداء
 لأنها كانت تعترض طريقي اليها تماما كلما هممت بأن المسها ولكنه ظن بعيد لاننى رميت شئ
لكي يبعدها فظنت انه طعام وتحركت لتصل اليه ، اذا فهي بالتأكيد تريد طعاماً ، ثم ان كانت القطة السوداء شي اخر فلن تكن ستقترب من الأساس ، اليس كذلك ؟  اظن انها ستخاف منها اكثر مني  كانت ستشعر ، القطط حيوانات حساسة جداً تجاه أي شيء ولكن بالرغم من ذلك لم اتبعد عنها
وظللت بجانبها بعض الوقت
وفي النهاية قلت  " حسناً ان لم يكن بيديك فعل شي تجاه اي حيوان فاتركه لحاله "  ولكني عزمت إن ظهرت لي تلك القطة السوداء مرة اخري سأحرص ان اتبينها حقا
وأري ماذا يمكنني ان اساعدها بها  ، فالقطط بشكل خاص جدا هي اقرب حيوان لقلبي
لا اتحمل ان يؤذيها احد بل وافاضلها من بين جميع الكائنات الأخرى ، لا أتأخر عن مساعدتها
ان كان بيدي ، لذلك من داخلي تمنيت ان اراها مرة اخري
ففي النهاية هى مجرد قطة أو ... هكذا اظن !
 

 cat art painting dark watercolor canvas kitties pigments ghostly Black Ink  artist onTumblr asylum-art Endre Penovác asylum-art •

 

 

 

18 أغسطس 2020

رواية لم تكتمل

 

 

25-11-2013

-        - حضرتك انا جت هنا لسبب

-      - ايه هو ؟

-        - عشان اعرف انا مين !

قبل اللقاء بعشرة ايام
 
فى الصباح ، استقلال المواصلات العامة  ، الميكروباص ، الهواء الكريه الذى عندما يصل لانفك فى الزحام
 تبدأ اعصابك فى الهيجان
 وتجد نفسك عصبياً تجاه اى احد
وليس لديه غير مواجهة كل ذلك الاشمئزاز من وجهة نظره سوى الصمت
  ، ملاذه الوحيد النظر الى شباك
 سيارة المكيروباص والتعمق كثيراً ، ومع تحرك السيارة يبدأ العقل في التأليف حتي تتوقف ويخرج منها
مٌتجهاً الى المجمع الجديد
 ، حينها تتكثف الابخرة علي زجاج النضارة مكونة سحابة حول عينيه تنقشع تدريجياً
 كما يحدث مع أحلام يقظته محاولأ  العودة  مجددا الى الواقع
 
 يتسآل كيف سينتهى يومه..؟ مالذى عليه ان يفعله ..؟  هل يمكنه اضافة شئ جديد  في هذا اليوم
 ام الامر سينتهى كالروتين المعتاد
 ، في الحقيقة الاثارة هى ان يبقى متماسكاً ، هادئاً ، واثقاً فى خطواته
 مسيطراً الى حد ما على تلك الطاقات السلبية والثغرات في روحه التى يأتى منها
 كل ما لا يريحه عصبياً
 مثل نوع الأسئلة التي دوماً بسألها لنفسه   الفلاش الباك الذي يأتيه علي غفله حينما يحدث له أي شيء
مشابه قد حدث من قبل  ، شئ لا يمكن وصفه وغير معروف طبياً
   ، شئ يجعل لديك الاحساس فى تصاعد مستمر  لنبضات القلب اذا شعرت بشئ ما شئ يدور حولك ، يشير اليك ، يجعلك فى المرمى دائما
 مرمى النشان ، و…. طاااخ
!
ولكن السؤال الأعظم الذي لا يستطيع تحمل اجابته هو كيف نفسه متناقضة الي هذا الحد ؟!

يزول كل ذلك عندما يصعد السلم تلو السلم ، انفاسه فى حرارة تتصاعد ، قلبه يدق بشدة ، تكلفة السمنة المفرطة  يلعن فى نفسه من تجرأ على بناء تلك السلالم بهذا الشكل ،لماذا علي الاقل لا تكون مرتبطة
ببعضها البعض فى صعود مباشر
  بإتجاه واحد، لماذا ندور اتجاهاتنا وتقف قدمينا لحظات وتسترخى
 ثم الصعود مرة اخرى ، مثل مدرب الاحماء الذى يجعلك تستريح
 فقط ثوان معدودة  ليس كما تظن لانه رآك متعباً
لم تعد تحتمل بل لأجل تمرين اصعب قادم
 ، عموماً هو اعتاد ذلك الامر ،  وان كان مازال فى نفسه
يلعن هذا المهندس الذى صمم والمقاول الذى اشرف على البناء
 وهؤلاء العمال الذين ساهموا فى البناء
 وبالمرة الآلات والأدوات التى استخدمت حتى اصغر مسمار

يصل الى الدور الرابع او الخامس وايام اخرى الى الثانى ( حسب المحاضرة ) ، بين الصعود والهبوط  
 يميناً ويساراً حتى يستقر ويمدد زراعيه امامه على الالواح الخشبية التى تفصله عن فراغ ممتد ليس بعده شيء
اذا حاول اجتيازه والقفز منه  سينتهى امره مع بركه دماء فى الدور الاول
!

- صباح الفل 
-
صباح النور 
-
الدكتور مجاش لسه ؟
 
لا جوه بس قال لنا عشر دقايق ودخلوا   
-
شريف مجاش؟  
-
كانوا هنا وجاي تانى عالطول

كانت تلك هى امل ، إحدى الزميلات ، فى بداية العام كانت تكاد لا تأتى ، لا تحب البهدلة بشكل عام بمختلف الصياغات التى يمكنك النطق بها ، بهدلة المواصلات ، بهدلة الوقوف بين المحاضرات
 بهدلة الغاء محاضرة بعد ان اتت خصيصاً لها من الشرق الادنى من بلاد باكستان واوزباكستان
!! 
لا تعود الا بفائدة لتحصيلها الدراسي وان كان من اجل تصوير بعض الأوراق فقط
يجب ان تشعر ان قدومها فيه بعض من الافادة لها
 والا فلا ،  حتى وان كان القسم كله منهك ولا يستطيع التحرك
 و ينام حولها من التعب ، يجب ان تحصل علي شيء ذا فائدة وقد حدث ذلك بالفعل العام السابق

ولكنها تحسنت بعض الشئ فى شخصيتها هذا العام  وصارت تتجاوب معنا بشكل افضل
 لعلها قالت انه العام الاخير ومسك الختام

أتت من بعيد فتاة اخرى ، اكثر طولا وامتلاءاً عن امل  تدعى سلمى ، هل سمعت عن فيلم الزوجة الثانية من قبل ؟!  ماذا كانت تفعل مرات العمدة عندما تريد ان تستشط غضب الزوجة الجديدة ؟
نعم هو ذلك ومع النقار والتحدي الدائم بينهما ، يمكن ان تتخيلهما  كـ توم وجيرى ولا بأس لذلك
 هكذا هو الامر
   دائماً تنافس شرس ، عميق ، ترتفع الصيحات من كل جانب ، من سيسبق من ؟!
من التى ستفوز على الاخرى
 ، الفريق الاخضر يهتفون سلمى سلمى سلمى ، والفريق الاحمر أمل أمل أمل 
تبدأ المنافسة منذ بداية العام ، بكل مراحلها وتصفياتها ونقاط القوة والدراما المتلاحقة على المشاهدين 
وفى الاخير ينتهى بتفوق امل بطلوعها الثانية على القسم بينما سلمى الثالثة او الثانية مكرر حسبما تقول دائماً
فهي لا تحب ان تشعر بأن امل افضل منها في شيء

ولكن علي عكس المتوقع تمر الايام والعام الرابع يأتى ونراهم احباء يتبادلون التهانى والشيبسى والبسكويت والضحكات المجلجلة من سلمي والشبه صامته من امل ، مع بعض الابتسام الممزوج بوجه يشير لصاحبته بالفكاهة والدم الخفيف مع مجموعة من الفتيات الاخريات

أتي شريف أخيراً  الان قادماً اليه يسلم عليه كالمعتاد ، يحضتنه بشئ من الاجلال ويمد يده الى هؤلاء
الذين اتوا معه من الخارج بالسلام
 
-
كنتوا فين يا بنى 
-
كنا بنصور 
-
تصور ايه 
جزء من الكتاب ادياهولنا الدكتور قبل ما نبدأ المحاضرة قالنا هانشتغل عليه 
-
طب مفيش نسخه فاضلة؟ 
-
لا صورنا على عدد الموجودين بس

ثم نطق احد الشباب قائلا له 
-
روح صور انت بقه  عشان هندخل دلوقت ممكن تلاقيه طالع بينده علينا

اتجه الى شريف وطلب منه ان يأتى معه فأجابه بانفاس متقطعه بالانهاك من المشوار متصنعاً ابتسامتة العريضة 
فسحب ذارعه وقال له
- عايزك فى موضوع
 
-
موضوع ايه ، خليه بعد المحاضرة 
-
لا هاقولك عليه عبال ما نصور ونجى يالا بسرعه
-
عالطول تاعبنى معاك كده ، امرى لله

بعد الخروج من باب المبنى فى اتجاه بوابة المجمع ثم مسافة حتى الوصول الى المكتبة
 التى يريد تصوير الاوراق بها
  بدر بالكلام قائلا له
- ادينا طلعنا اهو قولى بقه موضوع ايه
 
-
اشار عليه ان يهدأ قليلاً حتى نخرج من البوابة 
فرد عليه مسرعاً
-  ماهو مخدش معانا اهو اتكلم بقه
 
-
زيادة احتياط 
-
احتياط ايه ، انت هاتقولى معلومات سرية ولا ايه 
-
حاجه زى كده 
ياراجل ، مش تقولى انك شغال فى المخابرات .. قالها مازحاً 
-
خفيف انت .. مخابرات ايه يا قديم 
انت اللى هاتسمعه هايضرب القصص اللى بتسمعها دى بالقديمة 
-
ليه ادهم صبرى؟! 
لا اصبر بس وانت تعرف 
-
صبرنا ياسيدى

مشيا قليلاً الى ان وصلا الى خارج البوابة ثم استوقفه وقال 
 - عايز اقولك على حاجه خطيرة 
-
قول بس خلص بسرعة واحنا ماشين المحاضرة زمانها بدءت 
 -
انا شاكك فيا 
-
شاكك فى مين ؟! ، ازاى يعنى ، طلعت حاجه تانيه غير انك راجل ولا ايه 
-
بص ، ام الاستظراف دا  اللى هايخيلنى اغير رأى وغلطان انى كلمتك اصلا 
-
خلاص خلاص كمل ، شكلك هادوينا فى داهية

-  انا بس اللى هاروح ، بس لو ماسكتش هاخليك تروح معايا 
خلاص ياعم سكتنا اهه ، قول شكلك عامل مصيبة 
-
انا… 
انت ايه 
-
مش عارف 
انت موقفنى هنا وكنا زمنا خلصنا تصوير والمحاضرة بدءت والدكتور بيشتم فينا دلوقت
عشان تقولى مش عارف
 
-
يا بنى ادم افهم .. ماهى دى المشكله .. انا مش عارف 
-
مش عارف ايه بالظبط
-
انا .. مش عارف .. انا !!

 

9 Ways to Get Better at Writing. Writing well is hard. Very hard ...

 

قسمات وجهك

  أحبك وكم احب قسمات وجهك ، تشعرني بان شيئاً داخلي قد فر ، وقد ملكتيه انتِ   شيء يدعي القلب لم أعبئ اين ذهب بل بالأحرى اين استقر ، هناك   ...