(قصة قصيرة )..
احب ان اظل فى تنكر دائم ولا يعرفنى احد ، اختئبت وراء الجدارن الالكترونيه فى محاوله للتنفس
ليس من الرئتين انما من القلب والعقل وجميع الجوارح ،رغبت اكثر فى التعمق
رأيته مسليا ، ليس هناك اى شئ وراء اقتحام كل ما اريد فى ذلك العالم
لن يحدث شئ يصيب الواقع بإذى ،مجرد حسابات و فقط ، سيضطر اصحابها التخلى عنها
فى يوم للتوجه للواقع ، بينما انا سأخلد هنا ،ذلك هو عالمى الذى لن يمنعنى فيه احد
بتلك الكلمات استقر وراء جهاز كبير نسبيا مكون من ثلات اطراف ،جزء يدعى شاشه والثانى كيسه
والثالت اقل فى الحجم يدعى كاى بورد وجزء صغير جدا مهم يدعى "ماوس"
ثم بعد سنتين او ثلاث وراء جهاز اصغر وخفيف يدعى "لاب توب " ، لم يكن يفوته اى شئ جديد
مصروفه وما يجمع من البيت والاهل والاقارب على مدار السنه والعيديات سواء الصغير او الكبير
كان يدخرها لما كان يعمل ، يتابع ويصر اصرار غريب على ان يشترى كل ما يأتى فى السوق جديد
بدايه منذ صنع جهاز ينطق صوت بداخله بـ"الو" حتى اى فون واى باد ، كل ذلك كان جميلا ....
الجزء السلبى فى كل ذلك هو الانعزال المتمدد طوال سنوات عمره ، يكاد لا يستطيع ان يتمم امر ما
الا اذا ارتبط بعالم الالكترونيات واللينكات واليبيدجات والمواقع ، اعجبته فكره "الهاكر"
بشكل صريح كان جزء من وقته فى تزايد ، حول اختراق كل ما يعجبه ويثير فضوله حتى الخاص جدا جدا
مثلا حسابات زملائه وزميلاته بشكل اساسى طبعا ، ثم اصدقائهم ،يشعر بذلك بنشوه غريبة
بالانتصار ولو قليلا على ذلك العالم الذى قرر الانفصال عنه وان ماهو فيه اشبه "بالمخابرات"
يعرف كل شئ ولا يُعرَف عنه اى شئ
لم يكن يتصور ان الامر سيتطور لسرقه حسابات لاشخاص بنكيه لكى يحصل على ما يريد
او تهديد احد ما بفضحه ونشر ما يخصه او التحكم فى موقع ما وغلقه لمجرد انه يضيقه ولا يعجبه
كان لابد وان يفيق ..العزله جائت على الاخضر واليابس
عالم الهاكر كاد ان يتسبب بمقلته حينما اخترق موقعا لمحاوله اغتيال ، تصور!!
وصلت لاختراق مواقع من هذا النوع ، وجد صور لشخصيه وتفاصيل وكل شئ للتواصل
مع من سيقوموا بالتنفيذ، فجأة شعر انه لابد وان يبتعد عن ذلك العالم الذى سيؤدى الى مقتله
اذا استطاعوا ان يعثروا على من قام بالاختراق ..اين سيذهب ؟ وكيف يفعل؟
هل سيبلغ ويعرف الجميع انه "هاكر" وتسبب فى الكثير من المشكلات
ام سيترك لنفسه للموت ان يأتيه دون ان يحرك ساكنا
اطفئ كل شئ ، اختفت الانوار الصادره من الاجهزه ، حاله من السكون فيها
انعدمت الاصوات التى تصدر من الويندوز ، كل شئ متعلق بات صامتا
مجرد هارد صلب وجماد ولا شئ آخر ،غرفه جانبيه ضوئها خافت ، العالم ساكن تماما
ماذا حدث ..؟! لا شئ ،وحيد ،وحدة ، ووحدُه
كلمة مرعبة وبعد كل تلك السنوات رأها على مسامعه وامام عينه متجسدة فى جدران كئيبة
ليس هناك من يهتم ،جعل الجميع يبتعدون عنه ، اراد ان يثبت ان بإمكانه صنع عالم يفوق الواقع
منذ ان تم تنحيته من فريق كرة القدم اثناء الابتدائى ، وعدم مصاحبة احد له فى الرحلات
حتى من كان يتودد اليها ،كان يشعر بنظراتها التى كانت تدل على ...الشفقه ،اللامبالاه ، التكبر
منذ ذلك الوقت قرر ان يلقن العالم درسا
وبدأ بهم اولا حتى تسبب فى فراقهم وتحطيم معنواياتهم ، كانت تجربه اولى فى عالم الاختراق
وعندما تحقق ما يريد تمادى وتمادى اكثر واعجبته اللعبه..
ولكن فى الحقيقة هو كان يهرب ،يهرب بعيدا عن الواقع الذى رفضه ورفض تواجده فيه
ظل يقاوم ولكن مقاومة فى طريق خاطئ ، كان ردة الفعل كادت تؤدية للانتحار
لولا تدخل صديقا عبر الانترنت تعرف عليه منذ زمن ولم يتقابلا ابدا
فحكى له واخبره بانه سيساعده فى الامر..ومرت المشكلة
ولكن كانت الضريبه انه تخلى عن كل العالم الذى بناه طوال السنوات الماضيه
وحتى لا يصل اليه احد ،حاول ان يعيش بشكل عادى احيانا ينجح
ولكن فى اوقات اخرى لا يحتمل ......