25 يناير 2022

حادثة لم تحدث

إن الله عز وجل اذا اراد شيئا سيحدث وان لم يرد فلن يحدث ابدا حتي ولو اجتمعت جميع الاسباب
منذ عامين كنت اعيش في كابينه سكن او ما تسمي الكرفان مصنوع من الصاج والخشب وبعضا من الحديد
حول زواياه الجانبية تقريبا، وكان محول الكهرباء الذي يغذي الكرفان والكرفانات المجاروة لنا وراء ظهري
وعندما قاموا بفحص الكهرباء ذات يوم جاء الي مهندس الكهرباء مندهشا وقالي لي كيف كنت تعيش في هذا الكرفان انه مشحون بالكهرباء وصار يحدثني كما لو كنت اعيش علي قمة بركان علي وشك الانفجار
اندهشت بالطبع واجبته بما يجعل الضغط لديك مرتفعا وتصاب بالشلل الرباعي، قلت له
"هكذا اذا، وانا الذي كنت اتسال لماذا اصاب بلسعة كهرباء كلما فتحت الباب او اغلقته احيانا!"
ادعوا لك الا تري في حياتك تلك النظرة التي كانت علي وجهه ابدا مع اي انسان اخر، بالطبع هو اصلح الامر وانتهي ولكن ذلك جعلني الا استهين مجددا
لا تسي بي الظن، لست غبيا لتلك الدرجة، الامر ومافيه ان المنطقة مشبعة بالرطوبة رغم حرارتها العالية
والتي لا تستطيع ابدا ان تحيا فيها بدون مكيف وفي حالة السكن بكرفان مصنوع من الصاج فحتي المكيف
لن يجدي نفعا عندما تبدا بتشغيله مباشرة، يجب ان يمضي وقت لكي تبدا تشعر بان الحرارة قد انخفضت قليلا
خصوصا وقت الراحة من العمل بعد صلاة الظهر، اي ان الشمس تكون عمودية علينا في كبد السماء لا اريد ان ابالغ حينما اقول اننا يصيبنا العرق بعد خروجنا من الاستحمام، الاستحمام يا مؤمن تخيل
وبالتالي طالما لن يحدث شئ اكثر من لسعه بسيطة احيانا وضع خط تحت كلمة احيانا، كحرق ماتور ثلاجة
او انفجار سخان كهربائي فاذا الامر لا يتعدي كونه رطوبة، لا تحتاج بان اتحدث لشخص ما خصيصا من الصيانة
لكي يضيع الوقت ويفحص المكان، ولم تكن بقية الكرفانات لديها تلك المشكلة
ولكن المشكلة حقا اذا تمادي الامر يوما ما وتفاقم، لا داعي لذكر ما قد يحدث، كهرباء وخشب وحرارة عالية
حفلة شواء طبعا!
الاسوء من ذلك ان كنت متواجد بالداخل كنت ساؤدي افضل رقصات العصر الحديث الشرقي منها والغربي!
او الضرر الاخف ان كنت في العمل وجميع اغراضي باقية، وللعلم لم اكن اتملك حسابا بنكيا لاحتفظ بالمال فيه
كنت سأكون بلا شئ او يعني مثلما يقولون يا مولاي كما خلقتني ، ف لله الحمد.






14 يناير 2022

ليس النوم وحيدا جيدا دائما

لا استطيع النوم الا اذا كان الجو آمن ومظلم وهادي جدا والاهم من كل ذلك انني لم اكن شاهدت فيلم مرعب قبل ارتمائي
علي السرير ، حينها ستري الندم ظاهرا في عيني صباحا او ربما الثالثة بعد منتصف الليل بعد استيقاظي من كابوس!
في كل مراحل حياتي كنت اصر ان انام وحدي، لا استريح ابدا اذا كان هناك شخص في نفس الغرفه ولكن ايضا اصاب
بالريبة الشديدة عندما اكون وحدي بالمنزل، نعم هو عقل متخلف قليلا ولكن هذا انا للاسف
عندما انتقلت للبيت الجديد قبل انتقال الاسرة بالكامل كان المنزل عبارة عن دورين والثالث قيد الانشاء
كنت في الدور الثاني لان الاول بالرغم من وجود شقة بداخله الا انك تشعر وكأنه بدروم
وانا بالطبع لو دفعوا لي اموائلا طائله لن اسكن بالدور الارضي، يكفي قضاء عشرون عاما فيه وربما اكثر في البيت القديم
لذا كان قراري بالسكن بالدور الثاني في مواجهة شقة كانت كل ما تحتويه بعض الحيوانات التي نحب تربيتها ومتعلقات
باقيه من البناء، اعترف انني هناك ليالي كنت انام فيها بعد سماعي صوت اذان الفجر، لان طوال الليل الظلام ف كل ناحيه
من نواحي الشقة الا الغرفه التي اجلس بها والمطبخ ،. لماذا المطبخ؟ للونسة فقط
الاضاءه فيه تشعرني بالأمان الا ان جاءت ليله اضطرت فيها لارتداء سماعات اذن وقراءه شئ ما في نفس الوقت
كان هناك طائر اقل ما يقال عنه انه كائن به من الرزالة لا تجده في سائق توكتوك قام بحلاقة نصف راسه تاركا النصف الاخر
ممسكا سيجاره بيده ويتحدث لغة تشبه العامية المصرية الي حد كبير الا فيه مخارج الحروف
اصابني خوف شديد بالطبع ومحاوله تفسير ما اسمع مصحوبة بتخيلات لمشاهد فيلم الجن والانس طوال الليل ،
المصيبة انك لا تراه ولا تعلم هو اين بالتحديد، بعد محاولات بالتجاهل والنوم باءت بالفشل بالطبع ادركت اخيرا انه غراب
ربما كان ينادي علي محبوبته بطريقته الخاصة !
نفس الموقف بعدها بسنوات في غرفه اخري ولكن خارج البلاد، وكان الصوت هذه المره ليس طائرا ولا مجموعة قطط
في معركة لتحديد القط المسيطر علي المكان والتي تمدد لساعتين صراخ ودقيقة واحدة بعدها يتشابكون فيها بالأيدي
لتحسم الامر، معارك قوية حقا!
الصوت كان صوت كمن يضرب بشئ ما علي انابيب حديد ، شئ ما كل عشر دقايق مسافة ان تغمض عينيك فيحدث مره اخري
ليطير النوم ثم نفس الوقت ليضرب مره اخري وهكذا، بدأت طبعا افكر في كل شئ ، اي شئ يمكنه التسلل في جنح الليل
ويقوم بعمل كهذا، علي الارض او تحت الارض، تخيل كما تريد ،. والامر مرهق جدا
كنت احيانا عندما ينفذ صبري اقوم واخرج واتجول بالمكان ولا اري شئ، اتتبع الصوت واحاول ان اعرف المصدر
ولكنه طريق مسدود ، هو ليس شي ظاهر هو مسموع فقط،. انت تخيل ما حدث لي بداخلي في غرفة مظلمة
واجواء هادئة للغاية كل تلك الليالي!
ليته كان صرصور الحقل الذي يأتي في الشتاء وصوته كمن يتحدث في مايكروفون، بالرغم من سخافته لكن امره سهل
يمكنك تتبعه والقضاء عليه وهو من نفسه عند طلوع الشمس مره اخري وانتشار الحراره سيختفي
بينما ذلك انت لا تراه ، هو فقط تسمعه وتشعر وكانه ينخر داخل عقلك مسببا خوفا هلاميا ليس منه بل تخيلك مما يمكن ان يكون
هل تعلم بعد مرور ليال وايام عديدة ماذا اكتشفت؟
هل شاهدت مسرحية شاهد ماشفش حاجة عندما قال عادل امام " اصل الجزمة كانت ضيقة عليا"
بالضبط، كان عمال السلامة بعد تركيبهم لخطوط الدفاع المدني قاموا بتثبيت محبس بجانب غرفتي مباشرة
عندما كان يعمل هذا المحبس ليلا كان يمثل ضغط علي المواسير مسببا زلزلة بسيطة تحدث كل عدة دقايق في الحائط
بالطبع هذا عيب بالتركيب او ربما كانت خطوط المياة اصلا ضغطها ليس جيدا بالمكان
اراءيت تلك الجملة التي قلتها للتو؟ تلك هي محصلة مباحاثات وفك الغاز وجرائم قتل واغتيال طول اسبوع او اكثر
وكان الحل امامي مباشرة طوال الوقت ، كان امره يسيرا، فقط اغلق المحبس
من يومها وظل شغلي الشاغل كلما رأيته مفتوحا قمت باغلاقه، ربما من يقوم بفتحه سيجن يوما ممن يغلقه
ولكن لا باس ، لن انسي هذا الرعب الذي سببه لي، فانا وراءه وراءه والزمن طويل





10 يناير 2022

جزء من الذكريات

 احد الايام عندما كنت صبيا ذهبت مع والدتي الي مستشفي اظن انها كانت للاورام او ما شابه بدمنهور،. اه اعتقد انها كانت تدعي ابو الريش، وكنت مندهشا من ازدحام المكان وامتلاءه بالحياة وانا الذي كنت اظن ان بعد كوبري المستشفي العام لن اجد شئ، كانما تتخيل انها ستكون عباره عن اسلاك شائكة ونقطة عبور ولكن تجلي لي انني كنت مخطئا وان هناك شارع طويل ملئ بالتاكسيات والميكروباصات الصغيرة والتي تسمي تمنايه وكنت اتسال في عقلي الباطن لماذا هذا الاسم؟!، اظنها لسبب بسيط، لانها تحتوي علي ثمانية افراد رغم ان الواقع انها كانت تحتوي علي اكثر من ذلك

احيانا اثنين في الامام بجانب السائق وثلاث او اربع ف ظهره ومثلهم أمامهم ثم مثلهم بالكرسي الاخير، هذا والا ستظل واقفه بانتظار اي راكب جديد، وتظل المشكلة الكبري عندما يكون الراكب امراة فجميع الأدوار ستقلب، بدلا من جلوسك في مكان مريح ستضطر آسفا لتحمل الطريق بمطباطه العجيبة وقويه التأثير بقاع المخيخ والشعور بالدوران ناهيك عن رائحة العادم والذي تشعر انها تخرج من بيينا نحن الركاب وليس من الشكمان خارج السيارة وطبعا طبعا رائحة العرق والانفاس!
ما علينا ، المهم انني وصلت للمستشفي مع والدتي تقريبا لاخد عينه من مكان ما ليتم الفحص ومعرفة ان كانت مصابه بفيرس سي ام لا والكشف بالطبع، ما اثار انتباهي ان المكان لا يبدو مستشفي بل اقرب الي شركة تم تاسيسها بالسبيعينات مثلا والتي بها شباك واسع وهناك موظفين يقضون المصالح بينما المواطنين واقفين طابور طويل ينتظر كل منهم ان يأتي دوره وبالتاكيد ذلك لم يحدث بل كان كل امرئ متكالب علي الاخر يحاول ان يصل للشباك لقطع ورقه ما تذهب بها الي الاعلي وتستخدم مهاراتك ف الصوت وتحريك جسدك المرن وسط الزحام ومحاوله الوصول لموظف الشباك وتقنعه باي طريقه كانت وحتي ان كانت عن طريق تلاقي عينيه فجأه عليك فيقرر بجزء من الثانيه ان يحصل منك المال ويعطيك الورقة لتفلت هاربا وتصعد ناظرا لاولئك المساكين نظرة مصحوبة بالشفقة والنجاة في نفس الوقت
كان هناك اسانسيرا وصعدت مره فيه لاري كيف هو من داخله كنوع من الفضول ، جعلني ذلك ادرك بعدها ان صعود السلم افضل!
كان الغريب في الامر كله والذي لم تستطع ذاكرتي معالجته الي الان انه كان معي كتاب ما لا ادري من اين اخدته وكيف وقع في يدي، هل أعطاه لي احد من المارة او اشتريته ام ماذا لا اتذكر، هو فقط ما اتذكره انه كان معي
ذلك الكتاب كان الإنجيل، ولا ادري هل هو الذي بالكنائس ام لا وهل اصلا هناك نسخ متعدده منه ام كتاب واحد المهم انني في صالة الانتظار والتي كانت تعج بالناس رجالا ونساء واطفال علي وجوههم دايما نفس البؤس الذي هو فينا من تحمل كل هذه الزحام والمرمطة لاجل كشف كهذا ثمنه ليس غاليا او لانها المستشفي الاقرب والوحيدة بالمكان
ما كان غريبا هو انا، صبيا يحمل كتاب ويقرأ، هل تمزح؟ هنا؟ بل والاعجب ان الناس كانوا ينظرون لي بنظرة المتعجب من رؤية شئ لا يراه كل يوم
ظللت لوقت طويل معتقدا ان تلك النظرة لانني اقرا كتاب في وسط لا اعتقد ان الكثير منهم ربما قرأ شئ غير جريدة او مجلة بشكل عابر او كتب مدرسية ذهبت للروبابكيا في صيف نفس العام
هكذا كنت اظن، بعدما كبرت بوقت طويل جاء ني تفكير عابر انه ربما كانت النظرة لشئ اخر
ليست القراءه بحد ذاتها ولكن لانني كنت اقرا الإنجيل، نعم انا لماح وذكي لا تخدعك المظاهر!
لا اعرف لماذا شعرت في لحظات شعور ذلك الشخص المختلف عن الجميع اختلافا لا يراه الناس تميزا
هم يرونه غير معتاد ممزوجا بالغرابة مثلما تقع عينيك علي شخص يرتدي زي بحار وليس هناك اي بحار حولك ولا حتى فلوكه وتتعجب كيف استقر به الحال هناك متجولا بهذا الزي
لم يحدث شئ بالطبع ربما سألني احد ولكن لا أعتقد كان من بجانبي فضوليا ولكنه لم يجرؤ علي السؤال
نعم اعرف، ولن يسال بالتاكيد، ربما كان سيسأل حقا لو انتبه انني لم اكن ادق صليبا بذراعي
حينها سيسال، خصوصا ان نادتني امي باسمي والذي بالطبع ليس مسيحيا او حتي قبطيا او يمت لاسرة الفرعونية التاسعه حتي من قريب او بعيد، بمجرد سماع الاسم سيدرك انني مسلم
المهم انني قرأت وقرأت وكنت اقرا وكاني اقرا رواية ولكنها ليست رواية، اعني ان الاحداث لم تلهم عن قصة يجب ان تكملها لكي تتصاعد الاحداث ولكن من يروي يروي ما حدث، بالطبع انا لا اتذكر كلمه ولكن اتذكر انطباعات كإنطباع الرواية مثلا، بعض من السطور كانت تجعل عقلي تلقائيا يفكر ليس فيما قرأته ولكن بعلاقته وتشابهه احيانا بما علمناه من ثقافتنا الاسلاميه وسطور اخري بالطبع لا تتشابه، ما ادركته ان هناك اختلافا كبيرا في طريقه السرد بين الإنجيل والقراءن، ربما المعني والمغزي يتشابه احيانا فقط، اما السرد فشتان، ربما تلك السطور هي كانت لذكر قصة تاريخيه ما وكان الله عز وجل دايما يدعي بالرب ، كل ما تذكرته حقيقة هي نظرات الذهول من حولي او ربما كنت اظن ذلك
كنت مجرد صبي يحب ان يقضي اوقات الانتظار في قراءه ما يقع تحت يده حينها حتي ينتهي الوقت
في النهاية انا حقا لا اتذكر من اين اتي واين ذهب هذا الكتاب بعد ذلك، حقا لا ادري ما كنت اخشاه واعصابي متلهبة لاجله هو ان تظهر نتيجه التحاليل بعد ذلك اليوم المرهق من الانتظار بغير ما نرجو..







قسمات وجهك

  أحبك وكم احب قسمات وجهك ، تشعرني بان شيئاً داخلي قد فر ، وقد ملكتيه انتِ   شيء يدعي القلب لم أعبئ اين ذهب بل بالأحرى اين استقر ، هناك   ...