15 يونيو 2022

قسمات وجهك

 

أحبك وكم احب قسمات وجهك ، تشعرني بان شيئاً داخلي قد فر ، وقد ملكتيه انتِ
 شيء يدعي القلب لم أعبئ اين ذهب بل بالأحرى اين استقر ، هناك
 حين تنطق حبال صوتك بنغمات مازلت اسمعها منذ سنوات ، ممنياً نفسي ان تصيب آذاني
 مرة اخري ولو عن طريق الصدفة  ، تتحرى شوقاً لتستمع بعدها
الي جميع الأصوات ، او لكي افهم وأعي ما يقال  فبدونها تصبح مجرد ضوضاء
كم تمنيت ان تحظي احدي يداي بيدك ، تجوب المناطق
 تسير وتركض في أي مكان تختاريه
 ونجلس عندما يحلو لكِ الجلوس ، وعندما تذهب عيناكِ اري العالم كما لم اري من قبل
 وعندما ينطق لسانك اسمع دقات قلبي وهي تزداد كمن يركض ويلهث ويعوم
 أدرك حينئذ ان الموج لا يمكنني مسايرته وأن هناك طريق طويل سأقطعه
 لولا نظرة من عيناكِ تشبعني وتجبرني علي الوقوف
ثم تضغط يدكِ برقة تهدئ النفس لكي اطمئن، لأسافر متي اسافر هناك موطن سأعود اليه يوماً
 يدعي انتِ ..

7 يونيو 2022

عين المغترب وعين المقيم

عين المغترب غير عين المقيم ، تقريباً هما متناقضين تماماً ، بحكم انك مغترب عندما تنزل اجازتك سوف تري البلاد محفلاً لراحتك وليس لعنائك وشقائك ، استعادة الذكريات ، السير في الطرقات ، اكتشاف ما قد تغير بدهشة او بسخرية ، اللقاء الاول بمن كانوا مقربين اليك قبل سفرك ، محاولة التكيف علي الاجواء الجديدة ، الاستقرار في مخدعك الجديد دون قلق من تغير المكان فجأة بعد سنوات تعودت فيها علي مخدع آخر تماماً ، الليل كالنهار والنهار كالليل ، الوقت لديك لم يعد يحسبه الدوام ولا بصمه اصبع كل يوم صباح ومساء ، وجوه جديدة وهو امر لو تعلمونه رائع ! ، لهجتك المصرية دائماً هي ما تسمع وهذا جيد جداً في الواقع ، وصار عليك التخلص من مصطلحات اللهجات الأخرى التي كنت تستعملها دائماً بحكم العادة وليس تعالياً او خروجاً من عباءة الاصل كما يدعي الحمقى ، جرب ان تحيا وسط الانجليز مثلا بضعه اشهر وسيحسبك الناس سائحاً لولا سحنتك المماثلة لهم ! ، ستفاجئ بنظرات لم تكن تراها من قبل ممن حولك ، كمن كان غائباً عن الوعي ثم استيقظ فجأة او علي الاقل هذا ما تشعر ، سيتحدث اليك البعض بتلك النبرة المندهشة كمن يسأل غريباً ، والبعض منهم ستشعر بالندم علي فراقهم تلك السنوات وستتمني ان لو قد أتو معك ، بينما البعض الاخر ستدرك ان السفر في عيونهم هو الخلاص الذي سينقذهم ممن بلائهم المستقر ، في حين انك تري العكس تماماً ، الشقاء هنا هو نفس الشقاء هناك ، علي الاقل هنا ستجد أحداً بجانبك ، في مرضك وشقاءك وفرحك وسعادتك ، في الاعياد والمناسبات ، اشياء لن تدركها بالمكوث انما ستصيبك طلقاتها الطائشة تاركةَ نزيف لا يتوقف عندما تطأ قدماك اراض بعيدة ، علي الاقل ستكون ذكرياتك مليئة بأهلك وليس لغرباء تعاملهم كالأهل ، وبمجرد نزوح احدهم سيكون طيفاً في حياتك قد أتي ومر ، عين المقيم تري الجحيم وهذا بالضبط ما يراه عين المغترب في غربته بينما تلك الراحة التي يفترض ان تجدها في اجازتك يراها هو في فرصة سفره ، اخشي عليه فقط من تلك الصدمة التي سيتلقاها عند وصوله هناك ، نفس الصدمة التي سيتلقاها المغترب اذا قرر المكوث..




24 مارس 2022

ذو وجه ظالم

 

ذهب امير الي عمله مبتسماً علي غير العادة ، اكتشف ان الجميع ينظرون له بدهشة مع ابتسامه تدل وكأنهم قد اكتشفوا للتو
 شيئاً كان غافلاً عنهم   تفاجئ الجميع ان  امير له ابتسامه ايضاً مثل الجميع ، وكلما قابل احد من الموظفين سأله نفس السؤال
  " يعطيك العافيه يا امير ايش فيه "  فيرد امير بتلقائيته المعهدوة " لا عادي مفيش حاجه "
فيقوم يهز رأسه مع عدم اقتناع ويمضي الي سبيله وتحادثه نفسه بأن لابد وان هناك شئ يخفيه امير
بينما الحقيقة انه لا يوجد شئ غير انه البارحة ذهب امير الي طبيب الاسنان لغرض تنظيف اسنانه التي صارت مقلب قمامة
من كثرة عدم اهتمامه بها ، وبعد رفع الكوريك والحفر والتنقيب عميقاً  ثم تسوية الارض وبعضاً من الاسمنت والحديد المسلح
 والكثير من العرق استطاع الطبيب ان يزيل جزء لا بأس به من التسوس وصارت اسنانه الي حد ما تبدو نظيفة
مما شجع اميرعلي ان يبتسم امام الجميعليرهم جمال اسنانه !
امير دون قصد منه فهو يبدو وكأنه  متجهم الوجه دائماً  ، يظن ان من يراه انه دائماً سئ المزاج من غير حتي ان يضطر
 ان يتبادل معه اطراف الحديث ، وامير يظن ان ذلك هو العادي ،  ليس العادي ان يبدو كذلك بل هو لا يدري من الاساس
  انه يبدو كذلك ، هو شخص بسيط للغاية  ، عندما لا يكون هناك ما يدعوا للفرح او للابتسام فلا يفعل ذلك 
 بمعني انه ليس متعكر المزاج ، ولكنه ليس مسروراً للغاية ايضاً ليبتسم مثل الابله في كل الاوقات
انما فقط ذو وجه ظالم  ،  يجعل الناس يروه  عكس ما يشعر به ، ولكي يري الناس انه عادي لابد من ان يبتسم
ولكي يراه الناس فرحاً
لابد ان يضحك بينما عندما يكون عادياً  يفعل شئ ما او متجه لمكان ما او  يكون في حالة سكون طبيعي 
يبدو وجهه  كالغاضب والمتجهم
 لذلك قرر بأن  اذا قابل اي شخص فأول شئ سيفعله انه يبتسم  وبداخله يقول
  فلتنظروا الي ابتسامتي ايها البلهاء يا سيئي الظن ! 











25 يناير 2022

حادثة لم تحدث

إن الله عز وجل اذا اراد شيئا سيحدث وان لم يرد فلن يحدث ابدا حتي ولو اجتمعت جميع الاسباب
منذ عامين كنت اعيش في كابينه سكن او ما تسمي الكرفان مصنوع من الصاج والخشب وبعضا من الحديد
حول زواياه الجانبية تقريبا، وكان محول الكهرباء الذي يغذي الكرفان والكرفانات المجاروة لنا وراء ظهري
وعندما قاموا بفحص الكهرباء ذات يوم جاء الي مهندس الكهرباء مندهشا وقالي لي كيف كنت تعيش في هذا الكرفان انه مشحون بالكهرباء وصار يحدثني كما لو كنت اعيش علي قمة بركان علي وشك الانفجار
اندهشت بالطبع واجبته بما يجعل الضغط لديك مرتفعا وتصاب بالشلل الرباعي، قلت له
"هكذا اذا، وانا الذي كنت اتسال لماذا اصاب بلسعة كهرباء كلما فتحت الباب او اغلقته احيانا!"
ادعوا لك الا تري في حياتك تلك النظرة التي كانت علي وجهه ابدا مع اي انسان اخر، بالطبع هو اصلح الامر وانتهي ولكن ذلك جعلني الا استهين مجددا
لا تسي بي الظن، لست غبيا لتلك الدرجة، الامر ومافيه ان المنطقة مشبعة بالرطوبة رغم حرارتها العالية
والتي لا تستطيع ابدا ان تحيا فيها بدون مكيف وفي حالة السكن بكرفان مصنوع من الصاج فحتي المكيف
لن يجدي نفعا عندما تبدا بتشغيله مباشرة، يجب ان يمضي وقت لكي تبدا تشعر بان الحرارة قد انخفضت قليلا
خصوصا وقت الراحة من العمل بعد صلاة الظهر، اي ان الشمس تكون عمودية علينا في كبد السماء لا اريد ان ابالغ حينما اقول اننا يصيبنا العرق بعد خروجنا من الاستحمام، الاستحمام يا مؤمن تخيل
وبالتالي طالما لن يحدث شئ اكثر من لسعه بسيطة احيانا وضع خط تحت كلمة احيانا، كحرق ماتور ثلاجة
او انفجار سخان كهربائي فاذا الامر لا يتعدي كونه رطوبة، لا تحتاج بان اتحدث لشخص ما خصيصا من الصيانة
لكي يضيع الوقت ويفحص المكان، ولم تكن بقية الكرفانات لديها تلك المشكلة
ولكن المشكلة حقا اذا تمادي الامر يوما ما وتفاقم، لا داعي لذكر ما قد يحدث، كهرباء وخشب وحرارة عالية
حفلة شواء طبعا!
الاسوء من ذلك ان كنت متواجد بالداخل كنت ساؤدي افضل رقصات العصر الحديث الشرقي منها والغربي!
او الضرر الاخف ان كنت في العمل وجميع اغراضي باقية، وللعلم لم اكن اتملك حسابا بنكيا لاحتفظ بالمال فيه
كنت سأكون بلا شئ او يعني مثلما يقولون يا مولاي كما خلقتني ، ف لله الحمد.






14 يناير 2022

ليس النوم وحيدا جيدا دائما

لا استطيع النوم الا اذا كان الجو آمن ومظلم وهادي جدا والاهم من كل ذلك انني لم اكن شاهدت فيلم مرعب قبل ارتمائي
علي السرير ، حينها ستري الندم ظاهرا في عيني صباحا او ربما الثالثة بعد منتصف الليل بعد استيقاظي من كابوس!
في كل مراحل حياتي كنت اصر ان انام وحدي، لا استريح ابدا اذا كان هناك شخص في نفس الغرفه ولكن ايضا اصاب
بالريبة الشديدة عندما اكون وحدي بالمنزل، نعم هو عقل متخلف قليلا ولكن هذا انا للاسف
عندما انتقلت للبيت الجديد قبل انتقال الاسرة بالكامل كان المنزل عبارة عن دورين والثالث قيد الانشاء
كنت في الدور الثاني لان الاول بالرغم من وجود شقة بداخله الا انك تشعر وكأنه بدروم
وانا بالطبع لو دفعوا لي اموائلا طائله لن اسكن بالدور الارضي، يكفي قضاء عشرون عاما فيه وربما اكثر في البيت القديم
لذا كان قراري بالسكن بالدور الثاني في مواجهة شقة كانت كل ما تحتويه بعض الحيوانات التي نحب تربيتها ومتعلقات
باقيه من البناء، اعترف انني هناك ليالي كنت انام فيها بعد سماعي صوت اذان الفجر، لان طوال الليل الظلام ف كل ناحيه
من نواحي الشقة الا الغرفه التي اجلس بها والمطبخ ،. لماذا المطبخ؟ للونسة فقط
الاضاءه فيه تشعرني بالأمان الا ان جاءت ليله اضطرت فيها لارتداء سماعات اذن وقراءه شئ ما في نفس الوقت
كان هناك طائر اقل ما يقال عنه انه كائن به من الرزالة لا تجده في سائق توكتوك قام بحلاقة نصف راسه تاركا النصف الاخر
ممسكا سيجاره بيده ويتحدث لغة تشبه العامية المصرية الي حد كبير الا فيه مخارج الحروف
اصابني خوف شديد بالطبع ومحاوله تفسير ما اسمع مصحوبة بتخيلات لمشاهد فيلم الجن والانس طوال الليل ،
المصيبة انك لا تراه ولا تعلم هو اين بالتحديد، بعد محاولات بالتجاهل والنوم باءت بالفشل بالطبع ادركت اخيرا انه غراب
ربما كان ينادي علي محبوبته بطريقته الخاصة !
نفس الموقف بعدها بسنوات في غرفه اخري ولكن خارج البلاد، وكان الصوت هذه المره ليس طائرا ولا مجموعة قطط
في معركة لتحديد القط المسيطر علي المكان والتي تمدد لساعتين صراخ ودقيقة واحدة بعدها يتشابكون فيها بالأيدي
لتحسم الامر، معارك قوية حقا!
الصوت كان صوت كمن يضرب بشئ ما علي انابيب حديد ، شئ ما كل عشر دقايق مسافة ان تغمض عينيك فيحدث مره اخري
ليطير النوم ثم نفس الوقت ليضرب مره اخري وهكذا، بدأت طبعا افكر في كل شئ ، اي شئ يمكنه التسلل في جنح الليل
ويقوم بعمل كهذا، علي الارض او تحت الارض، تخيل كما تريد ،. والامر مرهق جدا
كنت احيانا عندما ينفذ صبري اقوم واخرج واتجول بالمكان ولا اري شئ، اتتبع الصوت واحاول ان اعرف المصدر
ولكنه طريق مسدود ، هو ليس شي ظاهر هو مسموع فقط،. انت تخيل ما حدث لي بداخلي في غرفة مظلمة
واجواء هادئة للغاية كل تلك الليالي!
ليته كان صرصور الحقل الذي يأتي في الشتاء وصوته كمن يتحدث في مايكروفون، بالرغم من سخافته لكن امره سهل
يمكنك تتبعه والقضاء عليه وهو من نفسه عند طلوع الشمس مره اخري وانتشار الحراره سيختفي
بينما ذلك انت لا تراه ، هو فقط تسمعه وتشعر وكانه ينخر داخل عقلك مسببا خوفا هلاميا ليس منه بل تخيلك مما يمكن ان يكون
هل تعلم بعد مرور ليال وايام عديدة ماذا اكتشفت؟
هل شاهدت مسرحية شاهد ماشفش حاجة عندما قال عادل امام " اصل الجزمة كانت ضيقة عليا"
بالضبط، كان عمال السلامة بعد تركيبهم لخطوط الدفاع المدني قاموا بتثبيت محبس بجانب غرفتي مباشرة
عندما كان يعمل هذا المحبس ليلا كان يمثل ضغط علي المواسير مسببا زلزلة بسيطة تحدث كل عدة دقايق في الحائط
بالطبع هذا عيب بالتركيب او ربما كانت خطوط المياة اصلا ضغطها ليس جيدا بالمكان
اراءيت تلك الجملة التي قلتها للتو؟ تلك هي محصلة مباحاثات وفك الغاز وجرائم قتل واغتيال طول اسبوع او اكثر
وكان الحل امامي مباشرة طوال الوقت ، كان امره يسيرا، فقط اغلق المحبس
من يومها وظل شغلي الشاغل كلما رأيته مفتوحا قمت باغلاقه، ربما من يقوم بفتحه سيجن يوما ممن يغلقه
ولكن لا باس ، لن انسي هذا الرعب الذي سببه لي، فانا وراءه وراءه والزمن طويل





10 يناير 2022

جزء من الذكريات

 احد الايام عندما كنت صبيا ذهبت مع والدتي الي مستشفي اظن انها كانت للاورام او ما شابه بدمنهور،. اه اعتقد انها كانت تدعي ابو الريش، وكنت مندهشا من ازدحام المكان وامتلاءه بالحياة وانا الذي كنت اظن ان بعد كوبري المستشفي العام لن اجد شئ، كانما تتخيل انها ستكون عباره عن اسلاك شائكة ونقطة عبور ولكن تجلي لي انني كنت مخطئا وان هناك شارع طويل ملئ بالتاكسيات والميكروباصات الصغيرة والتي تسمي تمنايه وكنت اتسال في عقلي الباطن لماذا هذا الاسم؟!، اظنها لسبب بسيط، لانها تحتوي علي ثمانية افراد رغم ان الواقع انها كانت تحتوي علي اكثر من ذلك

احيانا اثنين في الامام بجانب السائق وثلاث او اربع ف ظهره ومثلهم أمامهم ثم مثلهم بالكرسي الاخير، هذا والا ستظل واقفه بانتظار اي راكب جديد، وتظل المشكلة الكبري عندما يكون الراكب امراة فجميع الأدوار ستقلب، بدلا من جلوسك في مكان مريح ستضطر آسفا لتحمل الطريق بمطباطه العجيبة وقويه التأثير بقاع المخيخ والشعور بالدوران ناهيك عن رائحة العادم والذي تشعر انها تخرج من بيينا نحن الركاب وليس من الشكمان خارج السيارة وطبعا طبعا رائحة العرق والانفاس!
ما علينا ، المهم انني وصلت للمستشفي مع والدتي تقريبا لاخد عينه من مكان ما ليتم الفحص ومعرفة ان كانت مصابه بفيرس سي ام لا والكشف بالطبع، ما اثار انتباهي ان المكان لا يبدو مستشفي بل اقرب الي شركة تم تاسيسها بالسبيعينات مثلا والتي بها شباك واسع وهناك موظفين يقضون المصالح بينما المواطنين واقفين طابور طويل ينتظر كل منهم ان يأتي دوره وبالتاكيد ذلك لم يحدث بل كان كل امرئ متكالب علي الاخر يحاول ان يصل للشباك لقطع ورقه ما تذهب بها الي الاعلي وتستخدم مهاراتك ف الصوت وتحريك جسدك المرن وسط الزحام ومحاوله الوصول لموظف الشباك وتقنعه باي طريقه كانت وحتي ان كانت عن طريق تلاقي عينيه فجأه عليك فيقرر بجزء من الثانيه ان يحصل منك المال ويعطيك الورقة لتفلت هاربا وتصعد ناظرا لاولئك المساكين نظرة مصحوبة بالشفقة والنجاة في نفس الوقت
كان هناك اسانسيرا وصعدت مره فيه لاري كيف هو من داخله كنوع من الفضول ، جعلني ذلك ادرك بعدها ان صعود السلم افضل!
كان الغريب في الامر كله والذي لم تستطع ذاكرتي معالجته الي الان انه كان معي كتاب ما لا ادري من اين اخدته وكيف وقع في يدي، هل أعطاه لي احد من المارة او اشتريته ام ماذا لا اتذكر، هو فقط ما اتذكره انه كان معي
ذلك الكتاب كان الإنجيل، ولا ادري هل هو الذي بالكنائس ام لا وهل اصلا هناك نسخ متعدده منه ام كتاب واحد المهم انني في صالة الانتظار والتي كانت تعج بالناس رجالا ونساء واطفال علي وجوههم دايما نفس البؤس الذي هو فينا من تحمل كل هذه الزحام والمرمطة لاجل كشف كهذا ثمنه ليس غاليا او لانها المستشفي الاقرب والوحيدة بالمكان
ما كان غريبا هو انا، صبيا يحمل كتاب ويقرأ، هل تمزح؟ هنا؟ بل والاعجب ان الناس كانوا ينظرون لي بنظرة المتعجب من رؤية شئ لا يراه كل يوم
ظللت لوقت طويل معتقدا ان تلك النظرة لانني اقرا كتاب في وسط لا اعتقد ان الكثير منهم ربما قرأ شئ غير جريدة او مجلة بشكل عابر او كتب مدرسية ذهبت للروبابكيا في صيف نفس العام
هكذا كنت اظن، بعدما كبرت بوقت طويل جاء ني تفكير عابر انه ربما كانت النظرة لشئ اخر
ليست القراءه بحد ذاتها ولكن لانني كنت اقرا الإنجيل، نعم انا لماح وذكي لا تخدعك المظاهر!
لا اعرف لماذا شعرت في لحظات شعور ذلك الشخص المختلف عن الجميع اختلافا لا يراه الناس تميزا
هم يرونه غير معتاد ممزوجا بالغرابة مثلما تقع عينيك علي شخص يرتدي زي بحار وليس هناك اي بحار حولك ولا حتى فلوكه وتتعجب كيف استقر به الحال هناك متجولا بهذا الزي
لم يحدث شئ بالطبع ربما سألني احد ولكن لا أعتقد كان من بجانبي فضوليا ولكنه لم يجرؤ علي السؤال
نعم اعرف، ولن يسال بالتاكيد، ربما كان سيسأل حقا لو انتبه انني لم اكن ادق صليبا بذراعي
حينها سيسال، خصوصا ان نادتني امي باسمي والذي بالطبع ليس مسيحيا او حتي قبطيا او يمت لاسرة الفرعونية التاسعه حتي من قريب او بعيد، بمجرد سماع الاسم سيدرك انني مسلم
المهم انني قرأت وقرأت وكنت اقرا وكاني اقرا رواية ولكنها ليست رواية، اعني ان الاحداث لم تلهم عن قصة يجب ان تكملها لكي تتصاعد الاحداث ولكن من يروي يروي ما حدث، بالطبع انا لا اتذكر كلمه ولكن اتذكر انطباعات كإنطباع الرواية مثلا، بعض من السطور كانت تجعل عقلي تلقائيا يفكر ليس فيما قرأته ولكن بعلاقته وتشابهه احيانا بما علمناه من ثقافتنا الاسلاميه وسطور اخري بالطبع لا تتشابه، ما ادركته ان هناك اختلافا كبيرا في طريقه السرد بين الإنجيل والقراءن، ربما المعني والمغزي يتشابه احيانا فقط، اما السرد فشتان، ربما تلك السطور هي كانت لذكر قصة تاريخيه ما وكان الله عز وجل دايما يدعي بالرب ، كل ما تذكرته حقيقة هي نظرات الذهول من حولي او ربما كنت اظن ذلك
كنت مجرد صبي يحب ان يقضي اوقات الانتظار في قراءه ما يقع تحت يده حينها حتي ينتهي الوقت
في النهاية انا حقا لا اتذكر من اين اتي واين ذهب هذا الكتاب بعد ذلك، حقا لا ادري ما كنت اخشاه واعصابي متلهبة لاجله هو ان تظهر نتيجه التحاليل بعد ذلك اليوم المرهق من الانتظار بغير ما نرجو..







27 يناير 2021

موعد

  الحلم الغريب هو حلم لا تتوقع ان يأتي اليك ، ولكن هذة هي عادة الاحلام والا مالذي يفصل بين كونها احلام
وبين الواقع ؟! ، ولكننا نتحدث هنا عن حلم غريب بالفعل قد لا تتوقع ان يحدث حتي ضمن كونه حلم ، ان تقابل احد ما
لا تعرفه وتعرفه في نفس الوقت  تشعر كأن بينك وبينه محادثات ومواقف سابقة ولكن لا تعلم اين ومتي
ولا تعلم من هو بالتحديد ، كل ما تعلمه انها امرأة عجوز حنونه للغاية ، مثل اولئك العجائز التي تراهم فى الافلام الاجنبية
يتحدثون الي احفادهم قبل ذهابهم للحرب ، وبالطبع فهي تتحدث الانجليزية ولكن المدهش فى الامر انني وجدت نفسي
 اتحدث بنفس اللغة بل وبنفس الجودة فى الحديث وانا الذي قضيت عمري بأكمله احاول ان اتحدث بالانجليزية
جملة كاملة دون خطأ ! ، اتقان غريب تشعر معه وكأن الحلم قد جعلك رجلاً ولدت فى بلاد الغرب وقضيت عمراً هناك 
 ادري ان ربما لدي انجليزية جيدة عندما اكون وحدي واتخيل انني اتحدث الي احدهم او ربما استطيع الترجمة كتابياً
 بعض الشئ  ولكن ليست لدرجة وكأنها لغتك الام ،  في حياتي الحقيقة ربما لغتي الام نفسها والتي هي مختلفة تماماً
 لا اتحدثها بهذا الشكل ! 

المهم انني كنت ذاهباً فى رحلة ما ، موعد مع شخص عزيز للغاية او هروب او محاولة لتفريغ بعض الهموم بالتنقل
 لمكان اخر ، لا ادري بالظبط اين كنت اتوجه ، في العادة محطة قطار ثم القطار نفسه دون ان اصل ابداً لتلك الوجهة
التي سافرت لأجلها ، وكان الرحلة كانت فقط هي القطار ، رغبة السفر والتنقل والهروب من كل الاماكن التي وقعت
عليها الذكريات وجعلتها جزءاً مما سبق ، بل وجعلت عقلي فى تذكر مستمر  كلما تقع عيني علي احداهما
 بقصد او بدون قصد  ، احدهم قال لي ان المرأة العجوز الحنونة فى احلام يمكن تفسيرها علي انها احتياج ، فيقوم عقلك
 بتصوير الشئ الذي يمثله فى عينيك والذي ربما رآيته يوماً فى اي مكان او مشهد محفور بداخل اللاوعي
وتأثرت به من قبل فقام بإستدعاؤه 
 كنت ماض في طريقي ومثل كل الاشخاص القريبين من قلبي اقابلهم فى تقاطع ما فى حياتي لم اكن قد استعديت له
 بما فيه الكفاية لاقابلهم فيه ورأيتها وقمت بالتحية والسير بجانبها وكأننا نعرف بعضنا منذ دهر
ثم قامت بسؤالي الي اين تذهب ؟
فى الحقيقة لقد بكيت .. دون انذار سابق او وجود ما يستدعي ، فقط بعض الكلمات معها وانهرت بالبكاء وعندما لاحظت
 انني ربما بكائي قد يكون سبب لها ضيقاً قمت بالاعتذار ولكن الرد من جانبها كان يستدعي البكاء اكثر 
 ليس حزناً بقدر ما هو امتنان ،  لقد نظرت إلي نظرة لا انساها ابداً  ، نظرة العارف بحالك والذي يشعر بما فيك 
 نظرة تجعل جميع مشاعرك قد قررت الخروج من اعماقك  وصارت مفهومة واستوعبها اخيراً شخص آخر
بكل ماعانيها وابعادها ثم قالت " تأسف علي ماذا يا بني ، ليس من المفترض ان تعتذر من الاساس "
 ربما هي جملة عادية ولكن طريقتها فى القاءها ونظراتها جعلت كل كلمة تحمل معني اعمق بكثير من مجرد رد للاسف 
  اكملت طريقي للمقابلة دون اعلم كالمعتاد من سأقابل واين ؟ ولكن كان المؤكد انه كان شخص له علاقة بالبكاء
 الذي صار منذ قليل  ، ربما لم اعرف من هو بالتحديد ولكن هناك شئ فى القلب استطاع ان يخبرني ثم ...
 شعور بالندم بإستيقاظي الان !!  














قسمات وجهك

  أحبك وكم احب قسمات وجهك ، تشعرني بان شيئاً داخلي قد فر ، وقد ملكتيه انتِ   شيء يدعي القلب لم أعبئ اين ذهب بل بالأحرى اين استقر ، هناك   ...