لا اعرف كيف وصلت لذلك الرقم من التدوين
ولا اعلم اين الزمان والمكان الذى سأدون فيه عدد كهذا مرة اخرى
بدأت التدوين كتجربة مختلفة تدفع بى لمحاولة للكتابة يومياً
ان تجد عقلك دائماً يبحث ان اى فكرة تخطر ببالك ثم تصاغ لموضوع
ما
خاطرة او قصة او جزء من كتاب او اياً كان
وفى موعد مع السذاجة الكتابية لا ادرى عن ماذا اتكلم
بينما فقط املى
الصفحة ببعض الكلمات وكإنى اكتب شيئاً مهم
لذلك التمس
منكم العذر فيما سيقال ... "فتاة
الشرفة"
لم يذوق طعم النوم يفكر ويظل يفكر وهو واقف بجانب السور
ذلك السور قديماً كان لا يرى دونه نظراً لقامته القصيرة حينها ذو العشر سنوات
الان اتمم العشرين وصار ذراعه لوحده طول ذلك السور !
يتأمل فى الشرفة المقبلة التى لم تكن تفتح الا مرة كل شهر
يوم واحد فقط ولمدة ساعتين .. كان بالنسبة اليه افضل من ذهابه للسينما
هناك كان سيرى افلاماً بينما هنا الحقيقة
الحقيقة التى لامست قلبه وهو ابن الثانية عشر اى منذ ثمانى سنوات
كل شهر ولمدة ساعتين فقط كان ينفصل عن عالمة لتلتقط عيناه صوراً تطبع على ذاكرته
ودون اى شعور
اخر بالاحراج التى كان سيتبب فيه لو رآه
احدهم كان يقف موارباً
ليست تلك النظرات الفاضحة التى يبتغى منها كشف المستور
ولكن لانها كانت تطّل منه فى ذلك الوقت وحيدة يملائها الحيرة والشرود والتأمل
لعله فى مرات عديدة كان يريد ان يوصل رسالة اليها بأنها ليست وحدها فى هذا الكون
بل هناك روح تتوق يوماً للوقوف بجانبك مرتدياً فى اصبعه خاتم الزفاف
وقلباً اوسع من تلك الشرفة التى تجلسين فيها الكتاب بين راحتى يدك
وعقلاً لم يعد لديه القدرة على التفكير فى
غيرك
ثمانى سنوات ويحلم دون ان يبعث بكلمة واحدة تعبر عما بداخله لها
كان يأمل فى ان ذلك الحب الطاهر عندما
يفتضح امره لها يكن حينهاً مستعداً
ظل طوال حياته محافظاً على نفسه ، لعل
سيرته عندما تقع على اذنيها يكون بالخير
لعل حتى وان لم تسمع خيراً فلا يوجد شر
لعل الله يكافئه على ذلك بقلبها طول الحياة وعرضها .. التى كانت اقصى امانيه
لم يورد فى احلامه حلماً كأشهى من تحقيق ذلك الحلم
لم يجد فى عالمة سبب يستجدى التعب الا ليكتب فى صقحات قدره من نصيبها
وان يتشاركا فى ملئ الباقى من الصفحات معاً الى النهاية ..
ظل يبتسم عندما تذكر كلماته التى خرجت بتلقائية اليها ولم يكن قد اعدّ لها من قبل
كان موقف اقوى من اى اختبار دراسى فى كلية الهندسة لتصيميم مشروع تخرج
او الطب اثناء التشريح والوقوف لاجراء عملية حقيقية لاول مرة !
ماذا سيقول لمن كان اللسان لا يتكلم الا عنها
وقلبه ما بين نبض واخر كان يتخلله حروف اسمها
ومن بين شهيق وزفير كانت الريح تحمل من اشواقها
جلس لاول مرة امامها كأول لقاء بين اثنين يستعدون للارتباط بينهم
ماعساه ان يقول ..؟
ما الذى يمكن ان يقوله الفريق عندما يمسك بكأس البطولة
او الطالب بشهادة التخرج او معيداً برسالة الماجستير .. او البائع بعد نفاذ بضاعته كلها فى السوق
كلها اشياء لا توصف وعليه ان يجد الكلمات اللازمة فى موعد كهذا وقد حدث
وبينما هو مازال بجانب السور اذ تناديه فجأة من وراءه فيدير وجهه اليها ويقول..
هل تعلمين لو كان الجماد ينطق لروى لكِ
هذا السور حكاية شخص ما
قالت .. وما هى الحكاية ..؟
قال وهو يمسك يدها ويشير بها لمكان ما
فتاه كانت تقف هناك يوماً كل شهر فى تلك
الشرفة...
استمتع بها جدا ً , رقيقة و رومانسية و واقعية في أن ٍ معا ً ..
ردحذفربنا يخليك.. نورت المدونة يا طارق :) :)
حذفأقولك أنا طالما انت مش عارف، وصلت للرقم ده-وهتوصل لغيره- لأنك ببساطة: كاتب، مثابر، شغوف بالكتابة، مشجع لقلمك.
ردحذفأما (السذاجة الكتابية) فربما يوماً ما سينب لك فضل إنشاء هذا اللون الجيد من الكتابة، ولا عذر لك إن لم تمن علينا يومياً بصفحة من صفحاتها :)
..
مش هأعلق على القصة، لأني تقريبا بأقرأ اللي بتكتبه كل يوم وبألاقيني عاجز عن التعليق بسطرين، فما بالك بقى بمن قدر على كتابة الموضوع؟!
:)
فكره حلوه موضوع لون جديد دا .. بفكر اخليها عمود صحفى ^_^
حذفربنا يخليك يا ابو حميد ، كفاية بس قرايتك لينا والله ، تسلم يا مشجعنى دائما :):)