15 يونيو 2022

قسمات وجهك

 

أحبك وكم احب قسمات وجهك ، تشعرني بان شيئاً داخلي قد فر ، وقد ملكتيه انتِ
 شيء يدعي القلب لم أعبئ اين ذهب بل بالأحرى اين استقر ، هناك
 حين تنطق حبال صوتك بنغمات مازلت اسمعها منذ سنوات ، ممنياً نفسي ان تصيب آذاني
 مرة اخري ولو عن طريق الصدفة  ، تتحرى شوقاً لتستمع بعدها
الي جميع الأصوات ، او لكي افهم وأعي ما يقال  فبدونها تصبح مجرد ضوضاء
كم تمنيت ان تحظي احدي يداي بيدك ، تجوب المناطق
 تسير وتركض في أي مكان تختاريه
 ونجلس عندما يحلو لكِ الجلوس ، وعندما تذهب عيناكِ اري العالم كما لم اري من قبل
 وعندما ينطق لسانك اسمع دقات قلبي وهي تزداد كمن يركض ويلهث ويعوم
 أدرك حينئذ ان الموج لا يمكنني مسايرته وأن هناك طريق طويل سأقطعه
 لولا نظرة من عيناكِ تشبعني وتجبرني علي الوقوف
ثم تضغط يدكِ برقة تهدئ النفس لكي اطمئن، لأسافر متي اسافر هناك موطن سأعود اليه يوماً
 يدعي انتِ ..

7 يونيو 2022

عين المغترب وعين المقيم

عين المغترب غير عين المقيم ، تقريباً هما متناقضين تماماً ، بحكم انك مغترب عندما تنزل اجازتك سوف تري البلاد محفلاً لراحتك وليس لعنائك وشقائك ، استعادة الذكريات ، السير في الطرقات ، اكتشاف ما قد تغير بدهشة او بسخرية ، اللقاء الاول بمن كانوا مقربين اليك قبل سفرك ، محاولة التكيف علي الاجواء الجديدة ، الاستقرار في مخدعك الجديد دون قلق من تغير المكان فجأة بعد سنوات تعودت فيها علي مخدع آخر تماماً ، الليل كالنهار والنهار كالليل ، الوقت لديك لم يعد يحسبه الدوام ولا بصمه اصبع كل يوم صباح ومساء ، وجوه جديدة وهو امر لو تعلمونه رائع ! ، لهجتك المصرية دائماً هي ما تسمع وهذا جيد جداً في الواقع ، وصار عليك التخلص من مصطلحات اللهجات الأخرى التي كنت تستعملها دائماً بحكم العادة وليس تعالياً او خروجاً من عباءة الاصل كما يدعي الحمقى ، جرب ان تحيا وسط الانجليز مثلا بضعه اشهر وسيحسبك الناس سائحاً لولا سحنتك المماثلة لهم ! ، ستفاجئ بنظرات لم تكن تراها من قبل ممن حولك ، كمن كان غائباً عن الوعي ثم استيقظ فجأة او علي الاقل هذا ما تشعر ، سيتحدث اليك البعض بتلك النبرة المندهشة كمن يسأل غريباً ، والبعض منهم ستشعر بالندم علي فراقهم تلك السنوات وستتمني ان لو قد أتو معك ، بينما البعض الاخر ستدرك ان السفر في عيونهم هو الخلاص الذي سينقذهم ممن بلائهم المستقر ، في حين انك تري العكس تماماً ، الشقاء هنا هو نفس الشقاء هناك ، علي الاقل هنا ستجد أحداً بجانبك ، في مرضك وشقاءك وفرحك وسعادتك ، في الاعياد والمناسبات ، اشياء لن تدركها بالمكوث انما ستصيبك طلقاتها الطائشة تاركةَ نزيف لا يتوقف عندما تطأ قدماك اراض بعيدة ، علي الاقل ستكون ذكرياتك مليئة بأهلك وليس لغرباء تعاملهم كالأهل ، وبمجرد نزوح احدهم سيكون طيفاً في حياتك قد أتي ومر ، عين المقيم تري الجحيم وهذا بالضبط ما يراه عين المغترب في غربته بينما تلك الراحة التي يفترض ان تجدها في اجازتك يراها هو في فرصة سفره ، اخشي عليه فقط من تلك الصدمة التي سيتلقاها عند وصوله هناك ، نفس الصدمة التي سيتلقاها المغترب اذا قرر المكوث..




قسمات وجهك

  أحبك وكم احب قسمات وجهك ، تشعرني بان شيئاً داخلي قد فر ، وقد ملكتيه انتِ   شيء يدعي القلب لم أعبئ اين ذهب بل بالأحرى اين استقر ، هناك   ...