30 نوفمبر 2019

داخل الكتيبة 2 - مذكرات




ما يحدث بين الجنود بعضهم البعض هو مثلما يحدث بين سكان ابناء منطقة واحدة ريثما لو كانت معزولة ومستلقة عن العالم المحيط بها فى الخارج ، حيث الطبقية  ، هناك القادة ثم الوسطاء ثم الناس العاديين ، القادة هم العقل و الناس هم الجسد بينما الوسطاء فهم الاشارات العصبية التي تربط بين ما يصدره العقل وما يجب علي الجسد تنفيذه ، القادة هنا يمثلهم  الظباط
والناس هنا هم الجنود بينما الاشارات العصبية الناقلة للاوامر فهي ظباط الصف ، هكذا ببساطة اتمني ان اكون قد وضحت الفكرة دون مبالغة او تعقيد ..

كما ذكرت دائما هناك طبقية فى التعامل ، هي ضرورة ، فى الجيش ليس الجميع متساوون ، هناك من يخطط وهناك من يشرف وهناك من يقوم بالتنفيذ علي ارض الواقع ويجب ان يظل كذلك والا سيكون لكل امرئ رأي ولن ينٌفذ اي شئ ابداً ، ولكن المشكلة
هنا ليست فى ذلك النظام انما فى المعيار ذاته ، اختيار الكفاءات في حد ذاتها ،  عندما تتحول تلك الطبقية التي تساعد علي الانظباط والانجاز الي تكبر واستعلاء واستغلال احياناً ، عندما تعامل غيرك بعلو وبفظاظة لا لشئ الا كونك جئت قبله فى هذا المكان ، او كان حظك سعيداً في الدنيا ان تخرجت من كلية عسكرية او تربيت فى حضن الميري منذ خروجك من الاعدادية
 بينما ذلك المسكين الذي أتي مجبراً هو الوحيد الذي لا راي له ولا ارادة ، لا تعطيه حتي مساحة الاختيار بين ان يدخل الجيش
او يظل مدنيا ويشق طريقه فى مكان يراه افضل من ذلك ، وللعلم فقط الكثير جداً من الناس تحب العسكرية وانا وحد منهم
واذا فتح باب الاختيار اعتقد ان الكثير لن يتردد فى الذهاب للجيش ، كونك مقدماً علي شئ بإختيارك افضل بكثير فى المعنويات من اجبارك عليها ، يكفي انك  كل مرة تري فيها شقاءاً ستحشذ همتك فى العبور منها وليس شعورك بالقهر علي اجبارك عليها .

بين الجنود وبعضهم البعض لا يختلف كثيراً عما بين الناس ، الفارق فقط ان الجنود من المفترض انهم يفعلون كل شئ فى مكان واحد متجمعين ، حياتهم تعتبر مكشوفة امام اعين كل منهم للاخر ، هناك القوي الذي لا يهاب شئ ، هناك الجبان ، هناك الذي يملأه شعور النقص ، وهناك الهادئ والملتزم والمطيع وهناك الشقي وهناك من يحب ان يظهر علي حساب الاخريين ، هناك ستجد كل نسيج المجتمع بإختلاف مناطقهم وتربيتهم فى مكان واحد ، ولكن الذي رأيته كقاعدة تقريباً هو معاملة المستجد دائماً كنوع من الفرصة لإثبات اهميتك  خاصةُ من يقضون فترة الخدمة جنود ثلاث سنوات وسنتين لمن يقضونها فى سنة واحدة  ، وحتي ظباط الصف ستجد الكثير منهم الا من رحم ربي علي هذا النحو ، لماذا ؟ ببساطة انها عقدة النقص !
الجندي الذي يقضي عاماً واحداً فقط فى الجيش ثم يخرج يُرٌى كأنه عابر سبيل ، وانهم رجال افضل منه ، وليس لانك قد تخرجت من جامعات فهذا يعني انك افضل منا نحن ! ، سيجعلونك تشعر بقصد او دون قصد انك هنا مجرد مستجد وستظل كذلك
الي ان تنتهي فترة خدمتك ستظل ايضاً في اعينهم  مستجد ! ، سيرونك لست رجلاً بما فيه الكفاية مثلهم ، هم من تحملوا الدنيا واعبائها من الصغر ، هم من توقف الاهل عن الانفاق عليهم منذ وقت طويل ، تفكيرك ايها المستجد هنا احتفظ به لنفسك ، لا تفكر من الاساس ، لا تعترض ، لا تحلل اى موقف ، لا تري اين الصواب واين الخطأ ، فقط نفذ ما تؤمر به فى صمت !
وان لم يعجبك فهناك القاعدة التي تقف متردداً عندها وهي ( نفذ وبعدين اتظلم ) في الغالب نفعل الجزء الأول منها اما الجزء الاخر فمصيره طي التجاهل وطي النسيان وذلك منعاً لإثارة المشاكل ولفت الانتباه عليك

الحقيقة تقال ليس جميعهم كذلك ، ولكن الاكثرية علي نفس هذا الشكل ، خصوصاُ ضباط الصف ، وليست مصادفة انك ستسمع مقولات من بعضهم اثناء خطاباتهم العنترية فى الطابور انهم اساطير فى الجيش وقد خدموا وفعلوا حينما كنت انك مجرد نطفة
 فى بطن امك ! ، مازلت اتذكر كيف اننا رجال من المفترض اننا متعلمون ومثقفون نقف امام شخص ما رتبته عريف مازلت لحيته بيضاء لم تخرج منها شعرة واحدة ويقوم بتكديرنا لاننا فقط لسنا علي هواه ! ، وكنا ننظر اليهم كنفوس مريضة يجب تحملها خلال تلك الفترة وكنت تتمني لو رأيته فى الحياة المدنية بعد ذلك ، كان البعض يحلم بهذا الموقف ليتمكن من قول لا باعلي صوت لديه دون ان يترتب علي ذلك أرونيك ذنب او حكم بعصيان أمر !

الجيش شيء سيعلمك الحياة حرفياً ، بحلوها ومرّها ، ستتعرف علي من تريد ان يصير صديقك الي الابد ، وستعرف ايضاً شخصيات ستتعلم تجنب مثلها في حياتك بعد ذلك ، ولكن الأكيد انك ستعلم معني القوة المطلقة عندما تقع في يد انسان ماذا تفعل به ، في تلك اللحظة يظهر معدن الانسان بشكل جلي وواضح ، الدرس الاخر هو انك لا تدع احد مهما كان يمارس علي حياتك تلك القوة مطلقاً ، اياك !

صورة ذات صلة

27 نوفمبر 2019

الأخوّة في الحرب

Tae Guk Gi: The Brotherhood of War 2004
فيلم كوري تم إخراجه عام 2004 ، يحكي عن الحرب الكورية التي وقعت في بداية الخمسينات من القرن الماضي ، حيث النزاع بين كوريا الشمالية والتي كانت تنتهج الشيوعية مع روسيا وكوريا الجنوبية التي تنتهج الديمقراطية بجانبها الولايات المتحدة
بدء الامر بغزو كوريا الشمالية علي كوريا الجنوبية ، بعد الحرب العالمية الثانية نشبت قوتان في العالم يضاهيان بعضهما البعض ودارت بينهم حرب تدعي الحرب البادرة ، ايهم سيتمكن من السيطرة علي العالم ، الاتحاد السوفيتي ام الولايات المتحدة
لم تكن الحرب بين شمال وجنوب دولة واحدة انما صراع عالمي ربما كان سيجري من وراءه حرب عالمية ثالثة !
 حينئذ قامت كوريا الجنوبية بتجنيد كل من يصل عمره بين الثمانية عشرة الي ثلاثين عاماً حتي يتمكنوا من الدفاع عن ارضهم ، ولكن الامر كان شبه عشوائي فقد اُخِذ اخوين كوريين مع بعضهم الي الحرب ( جين تاي - جيين سوك )  دون النظر الي من سيقوم برعاية الاهل في غيابهم ، وبدء الفيلم حيث المعارك والقتل والوحشية وبطولات الأخ جين تاي ليتمكن مع إعادة اخيه الاخر جين سوك  للوطن وتجبنه الحرب وفي سعيه لتحقيق ذلك تحدث أمور عدة
وتقلبات شديدة في الحرب وبين الاخوين ايضاً

في الحقيقة عندما تشاهد الفيلم لنهايته ستبكي كما بكيت ، هي من افضل الأفلام الحربية والتي ليست تتضمن معارك وحسب
بل سيأخذك الفيلم الي ابعاد إنسانية اخري تجعلك كما لو كنت تحارب شخصياً وتتفاعل مع ما يحدث بقلبك وليس بعينك فقط
ليست حرباً بالاسلحة فحسب ، هي اكبر من ذلك بكثير
ربما لم اعطي للفيلم حقه من الكلام ولكن ساترك من يشاهده ليحكم بنفسه وليري تحفة فنية مرسومة بالاثارة والدراما والعاطفة والإنسانية معاً في عمل واحد
فيلم رائع انصح بمشاهدته ، من الأفلام القليلة التي تخلد في الذاكرة كعمل فني رائع ..  




24 نوفمبر 2019

داخل الكتيبة - مذكرات




حالة الجيش فى السلم  معاكسة تماماً لحالته فى الحرب ، دائماً لابد من وجود شعور سائد بالخطر والاستعداد من اجله
والا اذا تراخي الجنود فستحدث مصادمات عديدة ومشكلات من اهمها فى راي هو ذلك الشعور الغير محبب عندما تكون داخل كتيبة ، جل ما تفعله فيها هو تنفيذ اوامر تراها فى مجملها ليست هي التي ستؤدي للانتصار فى حرب او تعزيز روح القتال مثلا ، فى حالة الحرب يكون الجندي مطيعاً لاي امر ايا كان لان فى حسبانه ان ذلك الامر اذا تمت مخالفته او التباطؤ فى تنفيده سيؤدي الي كارثة علي باقي الافراد فى الكتيبة ، بينما فى حالة السلم اذا تباطئت فى تنفيذ امر ما فاقصي ما سيحدث هو انزعاج من اعطي الامر ، لذلك احياناً كثيرة عندما كنا نكلف بعمل ما فنقوم بعمله ولكن ليس بالسرعة المطلوبة
وذلك لعلمنا مسبقاً ان حينما تنتهي سيتم تكليفك بعمل اضافي اخر وهذا ما لم نكن نتحمله .

للاسف الشديد الجيوش فى حالة السلم ، خاصة عندما تكون وظيفة الكتيبة ميدانية اكثر فإنها تفقد عنصراً مهماً فى وجودها
وهو التدريب اليومي الذي يجعلك دائماُ فى حالة استعداد ، لم نكن مشاة وفي نفس الوقت مدفعية ، بل استطلاع مدفعية
وحتي الان كما قلت سابقاً لم اكن ادري ماذا من واجبي ان افعل بالظبط ؟! ، كانت معداتنا يعتبر خفيفة ومحفوظة فى المستودعات بشكل دائم ، لا تخرج الا قليلاً جداً ، وربما لم تأتي الفرصة ابداً ليقم ظابط او ظابط صف بتعلمنا كيفية استخدام تلك المعدات ، لذلك كنت اري دائما اننا فى الكتيبة اقرب الي المشاة ، كنت اري الدبابات والمدرعات فى الكتائب المجاورة
وكانت احدي امنياتي ان اكون في احداهم ، بالطبع صيانتها وتنظيفها مهلكة للبدن ولكن كنت اشعر بمتعة عند تخيلي فيها
علي الاقل لن اكون مجرد عسكري يقف خدمة طوال اليوم ممسكاً بسلاح ليس به رصاصة واحدة علي مكان متأكد جداً من عدم وجود اي شخص يجرؤ علي التقرب منه من مسافة حتي ، ستسأل لماذا ؟ الجواب بسيط جداً  لاننا فى صحراء !

كتيبتي بداخل قيادة الفرقة وفي العمق وليست علي الطريق ، هناك لواء بجانب الطرق كان مدرع وتابع لتلك الفرقة ثم البوابة التي يقوم بحراستها كلاً من افراد الامن والشرطة العسكرية ، وذلك بالطبع غير هؤلاء الذين يجوبون الطرق ليلاً ونقاط المراقبة اي ان ببساطة اذا قررت نملة ان تجازف بدخول تلك المعسكرات فستكون قد جنت علي اهلها  براقش !
ثم لماذا الوقوف خدمة بسلاح ليس به ذخيرة ، افتراض مثلاً ( مثلا يعني ) جاء عدو ماذا يفترض بي فعله حينئذ
ثم اذا كنت غير مؤهل للوقوف خدمة بذخيرة لماذا اذاً نقف خدمة من الاساس ؟!  سأجيب عن ذلك ايضاً ولكن لا اعلم اذا كانت اجابتي ستكون مقنعة ام لا فى الحقيقة ، احياناً تحدث حالة انتحار او اخطاء ينتج عنها ربما ضغط نفسي لدي الجندي
وهذا ربما يحدث بنسبة قليلة جداً فى الواقع لان خلال الخدمة سوف تعتاد تلك الحياة ولكن ايضاً ربما الجندي قد ذاق الويلات ممن هم اعلي رتبه منه ولم يتحصل علي اجازة منذ وقت طويل فتصيبه تلك الحالة .. ربما ، والسبب الاخر هو شعور الجندي اثناء الخدمة بالملل فيضطر لتجربة السلاح الذي فى يده من باب ملئ ذلك الفراغ وبسبب عدم الخبرة
 او النسيان يقوم بإطلاق رصاصة طائشة قد تحدث مشكلة عظيمة حينئذ ، شخصياً كنت افعل ذلك ، كنت اود ان اجرب شعور الجندي عندما يتم وضع السلاح فى حالة الاطلاق ، بالطبع فى عدم وجود اي ذخيرة ، وعندما جاءت الاوامر فيما بعد لاحقاً بضرورة تعزيز جندي الخدمة بالذخيرة الحية ، همّت يدي لفعل ذلك ولكني امنتعت واعطيت امراً صارماً لنفسي الا افعل ذلك مرة اخري ابداً ، كنا نفعل ذلك فقط عندما تقوم بتسليم السلاح لفرد الخدمة الذي يليك وذلك للتأكد من استلام كل شئ كاملاً  لان اذا تسلمت الخدمة وهناك شئ ولو صغير ناقص ستسأل عنه انت وليس من سبقك بالخدمة ، وهذا والله اعلم

المختصر المفيد ايها السادة ، ان بدون تدريب واضح المسار او وظيفة تملئ وقتك داخل الجيش فستصبح كمن خرج فى رحلة الي صحراء وتاه وسط الرمال ، تقوم بعمل ما يطلب منك ليس لان ما يطلب ذو اهمية فى نظرك بل لكي يمضي وقتك بسلام دون ازعاج من احد ، ستصبح ايامك عد تنازلي للاجازة القادمة ولانتهاء فترة الخدمة لديك بشكل عام
سيصبح طابور الصباح والصفا والانتباه نوع من الروتين الملل يومياً ، اوقات الخدمة هي اوقات عذاب ليس بدنياً بل لقلة الراحة فيها والملل والفراغ الذي تشعر به اذا كنت فى مكان ضرورة الخدمة فيه من باب القوانين العسكرية المفروضة علي كل وحدة فى الجيش والتي فى حالة مشروع الحرب يتقلص عدد جنود الخدمة ليصبح ربما فرد او فردين حياتهما داخل الكتيبة عبارة عن تبادل فترات الخدمة بينهم فقط ! ، هذا بشكل عام اما يحدث بين الجنود بعضهم البعض
 فربما الحديث عنه لاحقاً ... 


               ØµÙˆØ±Ø© ذات صلة

11 نوفمبر 2019

عنوان حياتي

عند الغروب، كثيرا ما تأتي، لا تتكلم ولكني أشعر، نعم مازلت أشعر بها في جميع أوقاتي، مازالت تحتل تفكيري، احاول ان اجعل عقلي يذهب لأماكن أخرى، أبدوا غارقا في العمل، ولكن في الحقيقة غارق بك
بعد الشروق بقليل استيقظ، استعد للعمل وقبيل الخروج أيضا افكر فيك، لا أعلم لما لا يكف عقلي، لقد صار روتين يومي
حتى انني اتحدى نفسي  الا افكر مطلقا في اي شئ، لأنني اذا أطلقت العنان سيكون التفكير عنك
نعم، مازلت تحتل تفكيري، ولا ادري سبيلا للخروج من تلك الورطة، أشعر طوال الوقت بالرغم من كل محاولاتي
ان كل شئ بلا روح وان ما يعيد روحي لي فقط تلك اللحظات التي استعيد بها ذكراك، انا بائس جدا يا صغيرتي
لا أقوى على نسيانك بالرغم من أن ذلك يبدو كمن يرى خنجرا في ظهره طوال الوقت، ابحث عن كل شئ وفي الاخير يتملكني احساس ان العالم اجمع اذا اتي أمامي فلن يكون بمقدار كلمة كنت تقوليها لي يوما
يبدو أن ذلك البؤس سيكون دائما  عنوانا لحياتي.. 

نتيجة بحث الصور عن ‪ lost human painting‬‏

10 نوفمبر 2019

نانسي 4 " الفخ "


طبيعة المنطقة التي اعيش فيها ريفية ، مساحات شاسعة من الاراضي الخضراء وبيوت بسيطة واماكن هادئة ليلاً
 وحتي نهاراً  ، هم يتمركزون فى منطقة بجانب بعضهم البعض وغالباً ما تكون علي طرق تكون نهايتها رؤوس
 المدينة ، الناس بسطاء للغاية ، حيوانات اخري كثيرة تشاركنا الحياة هنا ، علاقتهم بالبشر علاقة عمل اكثر من كونها اُلفه ، يعلمون بالتعود ماذا سيفعلون منذ بداية اليوم حتي نهايته ، خاصة ذلك الحيوان الذي يدعي " الحمار " مغلوب علي امره دائماً وكان من الصعب الا تجده حينما تذهب الناس صباحاً علي تلك الاراضي الخضراء الشاسعة التي قد لا تري نهايةً لها علي مد البصر ، يركبونه ويجعلونه يحمل ما لا يطيق واذا لم يقم بالتنفيذ ينهالون عليه ضرباً بالسواط حتي يتحرك ويفعل ما يؤمر به ، ذلك الحيوان بالرغم من كل ذلك له قيمة عالية للغاية ومتوفر له الكثير من العناية سواء فى المبيت او فى الطعام ، ومن هنا كانت اولي افكاري عن البشر انهم لا يقتربون من حيواناً الا بغرض مصلحة ما وانه غالباً سيعاني كثيراً معهم ، وويلاً لمن لا ينفذ كلامهم او لا يعجبهم ، واذا كنت مريضاً ولا يعرفون كيف يعالجونك فمصيرك الذبح ! ، لذلك لم اكن احب مرافقة بشري ابداً خلال ذلك الوقت خصوصاُ هؤلاء الناس والذي يبدوا انهم يعانون فى حياتهم من الاساس فكيف سيبحثون علي راحتك وهم انفسهم غير مرتاحين .

ما علينا ، دعنا نركز علي صاحبنا ، انا اراقب كل شئ معظم الوقت ، اذهب الي سطوح احدي البيوت المقابله لذلك الكلب ، تحت اشعة الشمس الدافئة اقوم بتنظيف نفسي واخذ قيلولتي المفضلة الي ان تكون الشمس فى كبد السماء وتزداد حرارة الجو ،  وفي تلك الفترة كان صاحبنا فى الغالب راقداً امام البيت  ، ولكني لاحظت ان هناك بعض المرات التي يتم فيها فك وثاقه ويتحرك مع صاحبه ، احياناً يفقد صاحبه السيطره عليه عندما يجد طعاماً او يري فريسه وضع تحت جمله يري فريسه مائة خط ، لان ذلك هو الفخ !
انتظرت اليوم المناسب ، امي كانت بعيده الي حد ما فى القريه المجاورة واخوتي كانوا نائمين وذلك بعد عملياتنا الصباحية التي صارت روتين يومي باصطياد الفئران ، بحكم الخبرة امي كانت ترشدنا فقط للمكان وتنتظر فى الخارج  نقوم نحن بالدخول والبحث والاصطياد ، نراقب جيداً ، نتحرك بحذر ، نستمع بحرص بالغ ، ونشم ببراعة منقطة النظير  بالنسبة لي انا اقوم بإتباع المثل القائل فى التأني السلامة والعجلة الندامة ، مشكلتنا فى الاصطياد دائماً اننا لا نستيطع التركيز علي شيئان فى وقت واحد ، لذلك قبل القفز علي الفريسة ادرس المكان جيداً من حيث ضمان عدم وجود عائق لي  او مهرب للفئران ، وهكذا اقوم بالاصطياد وانا مطمئنة ، حين يراني الفأر يقف مزعوراً ويشل تفكيره ، ثم لغباءه المعتاد يتحرك بهستريا وهنا تأتي امتع اللحظات ، يصبح جزء من الثانية هو الفارق بين حياته وموته ، اخوتي ليسوا بنفس البراعة ولم اجهد نفسي بمرافقتهم لانهم احياناً تحركاتهم تلفت انتباه الفريسة وتجعلهم يهربون سريعاً ، خاصة وان ليس الفئران فقط هم فرائسنا الوحيده بل هناك ماهم اسرع منهم ولديهم قرون استشعار ، اقل حركة قد حتي لا ينتبه لها شخص عادي هم يشعرون بها .
بعد ذلك بعد ان تخرج الناس وتصبح البيوت شبه فارغة اذهب الي ذلك السطوح ، كان هناك ورشة بالقرب من البيت الذي يحرسه صاحبنا علي الدوام ، لا ادري تخصصها بالظبط ، احياناً تقوم بتصليح بوابات واحياناً سيارات واحيانا اخري تقوم بصناعة بعض الاشياء الاخري التي يستخدمها البشر للطهو وخلافه ، المهم ان تلك الورشة صاحبها لا يحب الكلاب ابداً وقد رأيت ذلك فى كل مرة يقترب فيها اي حيوان ولاحظت ان الكلاب بشكل خاص يقوم بنهرهم بشدة
بينما نحن القطط لا نمثل تهديداً له الا فقط عندما نقوم باللعب فى الاجهزة او الاشياء الخاصة بالعمل له حسب قوله ، لاننا في الحقيقة لا نلعب بل نستكشف ، وذلك يتطلب ان نقترب ونشمشم ونشعر ونسمع ، وهو لا يطيق اصلا ان يلمس اي احد اي شئ في ورشته الخاصة ، لذلك حين تريد ان تكسب الود منه فعليك بالابتعاد عن تلك الاشياء  ، حسناً ذلك ما فعلت ، قضيت اياماً ذهاباً واياباً لديه حتي صار وجودي لا يمثل مشكله لديه وتأكدت انه لن يقوم بإيذائي عندما اكون معه ، بل احياناً بعد الغذاء يقوم برمي بقايا الطعام لي ، ورغم انني لم اكن احب ذلك الطعام كثيراً الا انني اصطنعت الاهتمام والاكل بنهم حتي يظن انني اذهب اليه لذلك الامر وحتي لا يشعر ابدا انني مصدر تهديد بل قطة اليفة مسكينة تبحث عن طعام ،  اذا فالخطوة الاولي قد نجحت

اما الخطوة الثانية كانت استدارج ذلك الفتي المدلل صاحبنا ، اثناء فك وثاقه قمت بالنزول من علي السطح وظهرت له وحالما تذكرني   كشر عن انيابه ، قمت بالسير بهدوء بشكل مستفز له وكان بيني وبينه طريق يمر عليه السيارات وكنت علي استعداد فى اي وقت للركض بعيداً اذا افلت من يد صاحبه ، بقيت قليلاً علي هدءت حركة السيارات ثم اختفيت وصبحت وراءه حتي صار علي مقربه من الورشة وهناك قمت بالظهور مرة اخري بشكل اكثر استفزازاً من المرة الاولي ، حتي انني تجرأت وقمت بالمواء الشديد عليه كند للند ، وفي تلك اللحظة طفح الكيل منه وصار ينبح بشده وافلت من يد صاحبه وقام بالركض خلفي ، قمت علي الفور بالتوجه الي الورشة وكان ذلك ساعة العصر حيث لم يكن العمل كثيراً هناك مما جعل صاحبنا يتجرأ ويدخل ورائي الي الورشة وحينئذ ظهر صاحب الورشة وهو منفعل بشدة من الفوضي التي عمت المكان فقام برمي اداة من الحديد يطلقون عليها شاكوش وكانت ساخنة من كثرة الطرق بها علي الحديد ، هم صاحبنا بالركض بعيداً بعد تلك الصدمة وهو يعوي بشدة من الالم ، فقمت بالظهور له مجدداً علي قارعة الطريق ، وكان ذلك متزامناً مع وجود سيارة كانت معروفة فى القرية بأنها تنشر دخاناً كثيفاً ولكنه ليس دخان
بل كان شئ اشبه بالمبيد الحشري ، فأصبح الجو ضبابياً فاسرعت فى عبور الطريق وبحركة سريعة قمت بضربه علي اذنيه بحوافري وقفزت من عليه باقدامي الاخري علي سلم احد البيوت الذي كان عالياً يصل الي الدور الثاني مباشرة وهناك قفزت مرة اخري علي البلكونة وحدث هذا كله وهو يعوي بشدة ويبحث فى كل مكان حوله عني وعندما وصلت الي البلكونة قمت بالمواء له بسخرية فظل ينبح ويعوي حتي اتاه صاحبه وضربه هو الاخر وسحبه معه الي البيت مرة اخري بعد ان وجد عتاباً من الجيران علي تلك الفوضي التي احدثها ذلك الكلب ، وكانت تلك اول مناورة افعلها فى حياتي وكنت مسرورة للغاية لانني قد نجحت دون خسائر ولكني لم اكن اعلم انها ستكلف حياة احد اخوتي فيما بعد ! . 



صورة










8 نوفمبر 2019

جزيرة مالاوان " الكافتيريا "

صورة ذات صلة

دخل الملاواني الي الكافتيريا مع ضيفه الذي ذهب مباشرة الي طاولة الساقي ولكن  الملاواني ابعده عنها واختار الجلوس علي طاولة نائية وبادر بالكلام دون حتي ان يطلب شيئاً وقال " حسناً ، مما رأيناه ان رئيس الجمهورية عندما يتولى ذلك المنصب هو بحاجه لشيئين ، اولاً الاستقرار وثانياً رضا الشعب
 
 كان الاستقرار لضمان الا يقام انقلاباً ما عليه يؤدي به الي السجن او مفارقة الحياة او النفي ، ورضا الشعب حتي لا تخرج ثورة عليه وتطالبه بالتنحي مما يؤدي به ايضاً الي السجن او النفي او ان يصير مكروهاُ بين الناس  وانت تعلم ماذا يعني ان يكرهك الناس في بلاد كهذه سيجعلون حياتك جحيماً بالمعني الحرفي  ! وحتي يضمن الا يحدث ذلك مطلقاً كان عليه ان يختار بين الطريق السهل والطريق الصعب ، كان الطريق السهل عبارة عن ضمان ولاء الجيش بحيث لا يحدث انقلاباً  وان يقمع الشعب حتي لا يخرج صوتاُ واحداً يقوي ان يعارض  صوت فقط وليس خروج للميادين حتي ، لأنه لن ينتظر الي ان تخرج الناس  ، هو يقمع من المصدر   وذلك بالطبع يتضمن ان يعطي للشرطة والجيش امتيازات عديدة تجعلهم راضيين عن الوضع وناكرين باقي الأمور وحتي لا يظهر كـ ديكتاتور امام بقية العالم  فهو يقوم ببعض الاشياء الأخري ، منها مثلأ  انه  كان دوماً يوجه الاعلام نحو ذكر محاسنه فقط وعدم ذكر المساوئ وان لم يكن هناك محاسن فيقوم برميّ مسؤولية تلك المساوئ الي شخص آخر  وذلك علي عبر الاعلام المقروء والمريء والمسموع  ، الشيء الاخر هو صناعة انجازات حتي لو لم تكن فعلياً انجازات ولكن يتم تصويرها وترويجها علي انها كذلك وتستخدم كدرع امام أي معارض يقول ان البلاد لم يتم فيها اي نجاح بعد "
ثم سكت عن الكلام قليلاً واخذ يفكر فبادره الضيف  بالسؤال " ها ؟  هل انتهيت ؟
 فأجاب  " لا هناك  شئ اخر متبقي

فقام الضيف بالرد " وما هو يا تري ؟ "  فأجاب الملاواني وكأنه كشف سر عظيم للتو  قائلاً  " صناعة عدو ! " ولكن قبل ان يتكلم طلب الضيف ان يشرب شيئاً حتي يستطيع ان يبتلع الكلام الذي يسمعه بلا توقف ، لم يبال الملاواني كثيراً واسترسل في الكلام مندفعاً  " صناعة العدو يا صديقي منذ قديم الازل ، الناس فقط لا تقراً ،  هي باختصار  وسيلة تجعل الشعوب تتغاضي عن ماهو سئ فى حياتها ومجتمعها لان هناك عدو اخر سيجعل حياتهم اسؤأ ، اذا لابد ان يتحملوا كل شئ فى سبيل محاربته ، حتي وان كنت فقيراً جائعاً مريضاً وعلي مشارف الموت ، هكذا كان يتم تصوير الموضوع للمواطن الملاواني دائماً ، وان الدولة تتحمل عبء دحر هذا العدو والذي يستنزف جميع مواردها فى سبيل ان تجعلك آمناً فى بيتك ، ولكن مع استمرار ذلك سنوات ادرك البعض ان ما يحدث هو ان هذا العدو ليس له وجود فعلياً ، وحتي وان وٌجد فهو لا يستحق كل هذه الدعاية عليه ، وانه يمكن ان يتوفر كل شئ للمواطن دون الحاجه لاستنزاف الموارد لأجل قضية كتلك ،  وكانت الريب في  انك ستجد ان هذا العدو لا ينتهي ابداً  وليس له وصف محدد بالرغم من الحكايات والبطولات والمآسي التي ذكرت حوله ، تراه دائماً فى الاعلام ووراء كل مسئول بداية من رئيس الجمهورية حتي مدير لشركة قطاع عام صغيرة وذلك فقط لكي يزيل من علي عاتقه مسؤولية اي قصور يحدث 



6 نوفمبر 2019

جزيرة مالاوان " الشاطئ "


صورة ذات صلة

هناك علي شاطئ جزيرة مالاوان  جلس المواطن الملاواني مع صديقه المقرب وسط الرمال محاولين تفادي الكلام عن اي شيء
 كان قد حل  صديقه ضيفاً عليه من بلاد اخري ، جاء فقط للاستمتاع بوقته ولكنه لمعرفتهم الطويلة ببعضهم كان يعلم  الضيف
ان صديقنا لن يصمت حتي ينهي ما بداخله  ولأنه يعلم انه اذا بدء الكلام سوف يتكلم عما يشغل عقول الشعب الملاواني  الان
 من اختيار رئيساً جديداً يتولى مهام الجزيرة  ، نظر هذان الصديقان لبعضهما البعض  ثم افتتح  الملاواني الكلام قائلاً  " اتعرف " ؟
فأغمض الضيف عينيه مع حركة ضم الشفتان  فى محاولة بائسة تعني انه يعلم عن ماذا سيتكلم ولكنه لا يملك المقدرة
علي ايقاف صديقه مما سيقوله  لذلك اضطر الي الاستماع اليه  ، حينها أكمل الملاواني  قائلاً للضيف 
 " عندما تصبح رئيساً لجمهورية ما ، فأنت مطالب باشياء كثيرة ناهيك عن انك تمثل تلك الجزيرة التي يقدّر الناس بها بالملايين
 فى شخص واحد ، ذلك الشخص مثلاً هو انت ، المفترض ان هؤلاء الناس قد اجتمعوا علي تعيينك لهم رئيساً او اغلبيتهم
حتي نكن منصفين ..  اليس كذلك ؟  فأومئ الضيف رأسه موافقاً ثم اكمل الملاواني
 " اذا انت الان اعلي سلطة ونفوذ فى الجزيرة ، وتمثل للشعب اللسان والشخصية والعقل المدبر لهم فى شئون جزيرتهم
 التي يسكنون فيها ، وقبل ان تصير رئيساً فانت من المفترض انك قد قدمت برنامجاً عليك تنفيذه فى حال اصبحت رئيس
 وهذا البرنامج يعتبر اتفاق بينك وبين الناس علي كيفية ادارة شئونهم  وعندما تقرر شيئاً ما او تحل معضلة ما اصابت تلك الجزيرة
 وذلك القرار او الحل سوف يمس بمصالح الناس  هنا فانت مجبر كرئيس ان تترك الشعب يختار وذلك من خلال مجلس انتخبه الشعب
مكوّن من اعضاء كل عضو ممثل عن دائرة ما تجمع العديد من الناس ، وهؤلاء الاعضاء بدورهم هم الاقرب للناس ويتعاملون معهم
 بشكل مباشر ويعلمون ماذا يريدون بالتحديد وتبدأ المناقشة واعطاء الموافقة علي القرارات او الرفض مع ايضاح الاسباب
 اليس كذلك ؟؟؟  فأومئ الضيف رأسه مرة آخري ولكن هذه المرة بسخرية  وقال "  اشكرك علي تلك المعلومات القيمة ! "
فأجاب الملاواني  بشعور من الحسرة " نعم  اعلم انها بديهيات الان وهذا ما تعلمناه يا صديقي  ولكن ككل شئ فى الحياة
هناك جانب نظري وجانب عملي وهما من المفترض ايضاً انهما متطابقين او مكملين لبعضهم البعض ، ولكنه ليس للاسف
فى مجتمع الجزيرة ،  خاصة وانك تشعر بانهم منفصلين تماماً وتراهم كأنهم مصابين بإنفصام فى الشخصية
  الجانب النظري كان ما سبق من الكلام  اما الجانب العملي فهو ما سبق  ايضاً ولكنه حدث بالفعل  "
هنا ظهرت علامات الدهشة علي الضيف من كلمات الملاواني الأخيرة  وهمَ بالسؤال  قائلاً "ماذا حدث اذا " ؟
ولكن قبل ان يتكلم الملاواني  صاح به الضيف وهو يقف استعداداً للمغادرة وقال له
 " دعنا  اولاً نكمل الحديث في مكان آخر فالطقس  هنا اصبح حاراً "
فوافق الملاواني وذهبا الي الكافتيريا المجاورة للشاطئ ليكملا الحديث .... 


2 نوفمبر 2019

نانسي 3 " البلطجي "


هناك فِئتين من الكائنات اما كائنات أليفة او كائنات متوحشة ولكننا مزيج بين الاثنين ، طبيعتنا أليفة ولكن اذا تعديت حدودك معنا
 ستتحول الجينات الاليفة تلك الي متوحشة  نابعةَ من جينات النمور التي هي اصل فصائلنا جميعاً ، وعلي عكس ذلك اري الكلاب تماماً
 انهم متوحشون من الاساس ولكن حالات معينة هي التي تجعل منهم كائنات اليفة ، غالباً نحن والكلاب لا يمكننا الاتفاق علي شئ
 لا نجتمع فى مكان واحد ، حتي ان كان ذلك الكلب طيباً ومسكيناً فـ جُل ما سنفعله معه هو تجنبه واظهار اللامبالاه ناحيته ويكفينا فخراً
ان البشر اذا ارادوا مديح احد فسيطلقون عليه " قط " بينما اذا ارادوا ذم احدهم فسينادونه  بالـ " كلب " ، احياناً البشر يفهمون
 ليس جميعهم حمقي !

رأيتهم من بعيد ، دائما ما يطلقون السنتهم خارج افواههم ويسيل اللعاب منها ، دائماً نائمون والكثير منهم علي رقبتهم حبل او جنزير
من الواضح انهم خطر فعلاً وليس علينا فقط ، ناهيك عن نباحهم المزعج الذي ليس فيه اية ايقاع ،  شئ منفر ومستفز يملئ الهواء
 ضجيجاً وكل هذا لاجل ماذا ؟ عظام ترمي اليهم ، يا للحقارة ! ، هل تراهم شجعان ؟ نعم بعض من البشر يخافون منهم ويهابونهم
ولكن اذا انقلب هذا البشري وواجه الكلب ، سيتوقف الكلب وتمحي سيطرته علي الموقف وسيبدأ بالتراجع امام المقاومة اي انهم جبناء
 فى الاصل ، ولكن لاكون منصفاً هم لديهم شئ افضل فيه منا ولا ابالي به الصراحة وهو الوفاء للبشر ، اتري ؟ ليس شيئاً مهماً
 ماذا يعني ان تظل وفياُ للبشر ؟ هل ستأخذ جائزة فى نهاية المطاف مثلا ؟ ام سيتم ترقيتك ويعاملونك مثلهم !
عزيزي الحيوان ، البشر مجرد كائن معنا فى الكوكب ، نحن هنا قبله بفترات طويلة للغاية ، اى هم الضيوف وليسوا نحن
واظن ان كماليتهم تلك وعقولهم وحريتهم لمساعدة انفسهم ومساعدتنا وليس للتحكم بنا وبكل شئ ! ، مع احترامي الشديد
هم لا يستطعون سماع موجات الزلازل او رؤية الظلام ، هم قاصرون فى اشياء نحن متفوقون فيها عليهم كثيراً  اذا قل لي
لماذا من الواجب عليّ ان اظل وافية لاي منهم ؟!

الان اصبحنا ثلاثة قطط ، نمت الحواس لدينا سريعاً ، نستطيع ان نركض الان ونسمع ونشم ونري بشكل افضل ، يمكنني ان اذهب
لآتي بالطعام بنفسي دون اللجوء لأحد ، كانت الام تأتي لنا بالطعام احتياطياً ، تذهب معنا احيانا اذا خرجنا الي اى مكان جديد
او عندما لا تسطيع مراقبتنا منه ، تعلمت منها المناورة والاختباء اذا شعرت باي تهديد ، لا تفكرين مرتين يا صغيرتي ، ولا تتوقفي
لكي تستطلعي ما يحدث  ، يمكنك فعل كل شئ لاحقاً ولكن فى تلك اللحظة عليك بالهرب ، القفز دون خوف ، السرعة مطلوبة ، غالباً
انتي اسرع من كل اعدائك ، فاعتمدي علي نقاط قوتك اولاً ، وعندما يذهب الخطر يمكنك بعد ذلك من ادراك ما تشائين
 ولا تذهبي مباشرة لاي شئ لا تعرفينه  ، النصيحة الاخيرة بالطبع قد تعملتها بالتجربة من حادثة اخي !  ، لا تندفع الي اى شئ
لست متمكناً منه تماماً ، لدينا روح واحدة فقط ، لا اعلم لماذا البشر يقولون سبعة ! ، اعتقد انها قد تكون كناية عن اسلوبنا فى النجاة
 من اي ورطة نقع فيها ، فى الوقت الذي تشعر فيه باليأس من النجاة يٌضاء فى راسك فكرة قد تستغرق ثانية للتنفيذ ولسنا نحتاج
 لاكثر من ذلك وذلك ما حدث مع ذلك البلطجي المدعو " ميشو "

لا اعلم من اين يطلقون عليهم تلك الاسماء ! ، هي تناسبهم فعلاً ، هل رأيت كلباً قد يسمي باسم بشري ؟ صعب للغاية
المهم انني كنت اراقبه من بعيد وذات مرة لاحظ وجودي ، خرج منه فوراً ذلك الايقاع المنفر المستفز ، اكتفي بذلك الحقيقة فى اول مرة
 قد يكون رآني صغيرة وضعيفة ولا استطيع ان اسُد بعضاً من جوعه ، فى المرة الثانية تقدم وفى تلك اللحظة تملكني الرعب فعلاً
وركضت بأقصي سرعتي وكان ورائي الي ان فجأة توقف ، عندما نظرت للوراء وجدت علي رقبته حبلاً قد اتمد لنهايته فى ذلك المكان
 اي انه كلب حراسه ليس الا ، اثار فضولي كثيراً ان افعلها مرة اخري ولكن تلك المرة سأعلم بالتحديد اين سأذهب
طالما انه مربوط بذلك الحبل فأنا فى مأمن ، ولكني فكرت قليلاً وقلت فى نفسي يجب ان تكون المرة القادمة درساً لا ينساه
عندما مررت مقابل المنزل الذي يرقد دائماُ امامه وجدته ممدداً ولكن عيناه كانت تنظران لي وعلي شفتاه ابتسامه نصر
وكأنه يقول " تشجعي وتعالي وسوف ترين ماذا سأفعل يا صغيرة !  "
   ولكنه لا يعلم انني قد احضرت له مقلباً سيعلم من هذه الصغيرة  بعدها !!  





قسمات وجهك

  أحبك وكم احب قسمات وجهك ، تشعرني بان شيئاً داخلي قد فر ، وقد ملكتيه انتِ   شيء يدعي القلب لم أعبئ اين ذهب بل بالأحرى اين استقر ، هناك   ...