عندما وًلدت لم اكن اري او استوعب حتي اى شئ غير امرين هم فقط كل
ما كنت احتاج اليه خلال تلك الفترة
حاسة الشم وحاسة اللمس ، كل منا له رائحة ولعل ذلك هو ما يميزنا عن بعضنا البعض وحتي يتأنى
لكل هر " قط " فينا ان يعرف طريقه عندما يجوع ويقم بالتوجه الي ثدي الام دون تدافع ونؤذي بعضنا البعض
كانت الام توفر لنا الرضاعة والدفء وكانت تنظفنا بنفسها ، حيث لم تكن حواسنا او اداركنا لاي شئ قد نمى بعد
كنا لا نعرف معني الخوف او الحذر كمثل اي طفل رضيع مازال يحبو اولي خطواته واكتشافه للعالم ، قد يضع يده
علي اي شئ ملتهب دون ان يدري او يقع فى حفرة عميقة ، او يصطدم بأي شئ دون وعي ، لذلك فقد كانت الام
تحتوينا طوال الوقت وفي نفس ذلك الوقت كانت تبحث عن الطعام لنفسها حتي تستطيع ارضاعنا بعد ذلك
الا ان ذلك لم يكن كافيا ليبقي علي حياتنا جميعاً !
كان قطاً ابيض ، لا اعلم من اين جاء ، هو كان سميناً للغاية فراءه سميك نسبياً و نظراته مخيفة وكان يصدر منه
مواء عدواني وكأننا اخذنا شئ منه ليس من حقنا ، فور ما رأت الام ذلك القط اسرعت بحمل كل منا علي حدة
من رقبتنا من الاعلي وقد كانت خائفة للغاية ان يقترب منا او يمسنا بسوء ، ولكن كان اخي الصغير الوحيد
الذي لم تستطع الام ان تجلبه للداخل ، فقد اقترب القط كثيراً وظلت واقفة الند للند معه ، لا يقوي احد علي خدش الاخر
ورغم ذلك يصدرون لبعضهم مواءً مخيفاً وكأنهم يوجهون السباب لبعض البعض ، ظلّ أخوتي بالداخل مترقبين
عودة امي فى اي وقت ، وقد جاءت بالفعل ولكن كان في فمها اخي الذي كان متبقياً فى الخارج وهو مبتل تماماً
وفي حالة اعياء كامل وكان وقد رحل القط الابيض بعيداً جداً منذ فترة قصيرة ، ولكن مالذي حدث ؟!
حاسة الشم وحاسة اللمس ، كل منا له رائحة ولعل ذلك هو ما يميزنا عن بعضنا البعض وحتي يتأنى
لكل هر " قط " فينا ان يعرف طريقه عندما يجوع ويقم بالتوجه الي ثدي الام دون تدافع ونؤذي بعضنا البعض
كانت الام توفر لنا الرضاعة والدفء وكانت تنظفنا بنفسها ، حيث لم تكن حواسنا او اداركنا لاي شئ قد نمى بعد
كنا لا نعرف معني الخوف او الحذر كمثل اي طفل رضيع مازال يحبو اولي خطواته واكتشافه للعالم ، قد يضع يده
علي اي شئ ملتهب دون ان يدري او يقع فى حفرة عميقة ، او يصطدم بأي شئ دون وعي ، لذلك فقد كانت الام
تحتوينا طوال الوقت وفي نفس ذلك الوقت كانت تبحث عن الطعام لنفسها حتي تستطيع ارضاعنا بعد ذلك
الا ان ذلك لم يكن كافيا ليبقي علي حياتنا جميعاً !
كان قطاً ابيض ، لا اعلم من اين جاء ، هو كان سميناً للغاية فراءه سميك نسبياً و نظراته مخيفة وكان يصدر منه
مواء عدواني وكأننا اخذنا شئ منه ليس من حقنا ، فور ما رأت الام ذلك القط اسرعت بحمل كل منا علي حدة
من رقبتنا من الاعلي وقد كانت خائفة للغاية ان يقترب منا او يمسنا بسوء ، ولكن كان اخي الصغير الوحيد
الذي لم تستطع الام ان تجلبه للداخل ، فقد اقترب القط كثيراً وظلت واقفة الند للند معه ، لا يقوي احد علي خدش الاخر
ورغم ذلك يصدرون لبعضهم مواءً مخيفاً وكأنهم يوجهون السباب لبعض البعض ، ظلّ أخوتي بالداخل مترقبين
عودة امي فى اي وقت ، وقد جاءت بالفعل ولكن كان في فمها اخي الذي كان متبقياً فى الخارج وهو مبتل تماماً
وفي حالة اعياء كامل وكان وقد رحل القط الابيض بعيداً جداً منذ فترة قصيرة ، ولكن مالذي حدث ؟!
اخي الصغير كان من النوع الفضولي للغاية ، أينعم جميعنا كذلك ولكنه
كان اكثر منا بقليل ، قد تعتبرها شجاعة
ولكنه حتي كان لا يدرك معني تلك الكلمة بعد ، هو اراد ان يعبر الطريق ، طريق صغير عبارة عن مجري مياه بالنسبة للبشر
تمت تغطيته وعمل ماسورة صغيرة بدلا منه فيما بعد وذلك حينما رأي ذلك الرجل تلك الحادثة مصادفةً وهو يدخن سيجارة
من شرفة منزله ، اخي لم يتراجع ، ظل يمشي متعثراً بوجهه البرئ الذي يوحي بالتيه ذو العيون الواسعة المليئة
بحب استطلاع كل شئ دون حذر ، اراد ان يشم وكانت تلك طريقتنا فى بداية معرفة اي شئ من خلال الرائحة
بمجرد ادراكها جيداً وستظل عالقة دائماً فى اذهاننا للتعرف عليها فيما بعد ، ادق التفاصيل المنبعثة من ذلك الشئ
لدينا القدرة علي معرفتها ، ولكنه كان صغيراً ولم يجرب المياة من قبل او بالاحري لم يكن يعرفها ، فالقطط لا تحب المياة
ولا تحب الغوص فيها ، وهنا ادرك اخي معني الخوف حينما لم يستطع التعرف عليها او التعامل معها ولسوء الحظ
حدث له انزلاق فقد كانت التربه طينية واظافره القصيرة لم تسعفه بالتعلق بحافة ذلك الطريق وما نخشاه قد وقع
انزلق اخي ووقع فى المياة فى حالة ذعر ومواء شديد ، وجرفت به المياة بعيداً علي طول المجري
ولكن ذلك لم يكن اسؤأ ما حدث
مجري المياة كان ولابد ان تكون نهايته جرف ، جرف بسيط يمكن القفز من عليه بسهوله ولكن ذلك بالنسبة الي انسان
او قطة مثل والدتي بلغت من العمر والمهارة ان تقفز من ادوار عليا دون ان يصيبها اذي ، ولكن بالنسبة لقط صغير
لم يتجاوز عمره شهراً بعد فذلك يعد انتحاراً ، لم يستطع اخي ان يظفر باي شئ يتعلق به ، جرفته المياة والحقت به
سقوطاً مدوياً سمعت منه مواء مازال عالقاً فى ذاكرتي الي الان ، مواء ينبئ بعظام قد تحطمت !
اسرعت امي للحاق به فور ان انزلق فى المياة ، وكانت تعلم نهايته ، فتلك المنطقة عاشت فيها منذ فترة ، صرخت بصغيرها
وقفزت الي السور المجاور وظلت تهرول فيه حتي وصلت لنهايته ومن ثم قفزت مرة اخري ولكن كان اخي قد سقط
المصيبة لم تنتهي بعد ، فجأة ظهر من العدم جسداً عملاق كنت اراه هكذا ، لم اعرف ماهيته
لو كان ذلك القط الابيض عدوانياً فهو لا يقارن بما رأيت ! ، حيوان ما كشر عن انياب يسيل منها لعاب مٌقرف
وصوت وحده كافياً ليدب الذعر فى محيط مساحته كيلومترات ، لماذا لم نسمع صوت له من قبل ؟ لا ادري
وكأنت ملامحه مزيج من السرور والغضب فى وقت واحد ، صار ينبح كثيراً وبدرجة جعلت امي مترددة فى حمل صغيرها
فهي كانت مرتعبة للغاية وكلن غريزة الام جعلتها ثابته تحاول بأي طريقه ان تنجو وفي نفس الوقت انقاذ ذلك البرئ الصغير
فى تلك اللحظة كنت قد وصلت لهناك باحثة عن امي واخي فأدار وجهه فجأة ناحيتي فأسرعت امي بحمل الصغير بغته
وحينيذ ادار رأسه وجسده بالكامل ناحيتها مرة اخري بحركة سريعة وادركت انا وامي بالغريزة بعد التقاء اعيننا للحظة
من الزمن ان مجزرة ما ستحدث لنا هنا !
فى تلك اللحظة وجدت ذلك الرجل يركض وفي يده حجراً كبيراً يصوبه ناحية ذلك الحيوان المفترس وهو يلعن ويسب
ما لذ وطاب من الكلمات ، هرب ذلك الحيوان بعيداً ومازال ينبح مما استفز الرجل اكثر فقام برمي حجراً اخر له
اصابه تلك المرة فركض ذلك الحيوان بعيداً هذه المرة واخرس لسانه ، فى غصون ذلك كانت امي تموء بشده علي صغيرها
اخذت تشم وتستطلع ان كان مازال حياً ام لا ، حملته بفمها والحقت بها الي البيت ( تحت سلم المنزل )
وجعلت تحركه تاره يمني وتارة يسري ولكنه لم يكن يتجاوب ، وفجأة وجدت ذلك الرجل قد أتي
وجلب معه طبق بلاستيكياً ملئ باللبن ، خشيت امي علينا فوقفت امامنا فى محاولة لصده عنا وقد ادرك ذلك
وعندما رأي الصغير متمدداً علي جانب لا يتحرك تمتم ببعض الكلمات ثم التف صاعداً السلم مرة اخري
فى منتصف الليل ، توفي اخي ، بعد محاولات من امي لتدفئته وارضاعه ، ولكن كل ذلك لم يحسن من الوضع شيئاً
حزنت امي عليه بشده وظلت تموء طوال الليل مواءً لم اسمعه من قبل منها ، وحاولت ان اغفو بجانبها
وحينئذ تذكرت ذلك الحيوان المفترس فسألتها عنه ، ترددت فى الاجابة قليلاً ونظرت شاردة ناحية الباب وقالت
" انه عدونا اللدود يا صغيرتي ، عدو يرانا كما نري هؤلاء الجرذان معدومي القيمة " فسألتها
ومن هم الجزذان معدومي القيمة " وكانت تلك اول مرة اتعرف عليهم فيها فعادت بوجهها واجابت ناظرة الينا جميعاً
" غداً ستعلمون " .
ولكنه حتي كان لا يدرك معني تلك الكلمة بعد ، هو اراد ان يعبر الطريق ، طريق صغير عبارة عن مجري مياه بالنسبة للبشر
تمت تغطيته وعمل ماسورة صغيرة بدلا منه فيما بعد وذلك حينما رأي ذلك الرجل تلك الحادثة مصادفةً وهو يدخن سيجارة
من شرفة منزله ، اخي لم يتراجع ، ظل يمشي متعثراً بوجهه البرئ الذي يوحي بالتيه ذو العيون الواسعة المليئة
بحب استطلاع كل شئ دون حذر ، اراد ان يشم وكانت تلك طريقتنا فى بداية معرفة اي شئ من خلال الرائحة
بمجرد ادراكها جيداً وستظل عالقة دائماً فى اذهاننا للتعرف عليها فيما بعد ، ادق التفاصيل المنبعثة من ذلك الشئ
لدينا القدرة علي معرفتها ، ولكنه كان صغيراً ولم يجرب المياة من قبل او بالاحري لم يكن يعرفها ، فالقطط لا تحب المياة
ولا تحب الغوص فيها ، وهنا ادرك اخي معني الخوف حينما لم يستطع التعرف عليها او التعامل معها ولسوء الحظ
حدث له انزلاق فقد كانت التربه طينية واظافره القصيرة لم تسعفه بالتعلق بحافة ذلك الطريق وما نخشاه قد وقع
انزلق اخي ووقع فى المياة فى حالة ذعر ومواء شديد ، وجرفت به المياة بعيداً علي طول المجري
ولكن ذلك لم يكن اسؤأ ما حدث
مجري المياة كان ولابد ان تكون نهايته جرف ، جرف بسيط يمكن القفز من عليه بسهوله ولكن ذلك بالنسبة الي انسان
او قطة مثل والدتي بلغت من العمر والمهارة ان تقفز من ادوار عليا دون ان يصيبها اذي ، ولكن بالنسبة لقط صغير
لم يتجاوز عمره شهراً بعد فذلك يعد انتحاراً ، لم يستطع اخي ان يظفر باي شئ يتعلق به ، جرفته المياة والحقت به
سقوطاً مدوياً سمعت منه مواء مازال عالقاً فى ذاكرتي الي الان ، مواء ينبئ بعظام قد تحطمت !
اسرعت امي للحاق به فور ان انزلق فى المياة ، وكانت تعلم نهايته ، فتلك المنطقة عاشت فيها منذ فترة ، صرخت بصغيرها
وقفزت الي السور المجاور وظلت تهرول فيه حتي وصلت لنهايته ومن ثم قفزت مرة اخري ولكن كان اخي قد سقط
المصيبة لم تنتهي بعد ، فجأة ظهر من العدم جسداً عملاق كنت اراه هكذا ، لم اعرف ماهيته
لو كان ذلك القط الابيض عدوانياً فهو لا يقارن بما رأيت ! ، حيوان ما كشر عن انياب يسيل منها لعاب مٌقرف
وصوت وحده كافياً ليدب الذعر فى محيط مساحته كيلومترات ، لماذا لم نسمع صوت له من قبل ؟ لا ادري
وكأنت ملامحه مزيج من السرور والغضب فى وقت واحد ، صار ينبح كثيراً وبدرجة جعلت امي مترددة فى حمل صغيرها
فهي كانت مرتعبة للغاية وكلن غريزة الام جعلتها ثابته تحاول بأي طريقه ان تنجو وفي نفس الوقت انقاذ ذلك البرئ الصغير
فى تلك اللحظة كنت قد وصلت لهناك باحثة عن امي واخي فأدار وجهه فجأة ناحيتي فأسرعت امي بحمل الصغير بغته
وحينيذ ادار رأسه وجسده بالكامل ناحيتها مرة اخري بحركة سريعة وادركت انا وامي بالغريزة بعد التقاء اعيننا للحظة
من الزمن ان مجزرة ما ستحدث لنا هنا !
فى تلك اللحظة وجدت ذلك الرجل يركض وفي يده حجراً كبيراً يصوبه ناحية ذلك الحيوان المفترس وهو يلعن ويسب
ما لذ وطاب من الكلمات ، هرب ذلك الحيوان بعيداً ومازال ينبح مما استفز الرجل اكثر فقام برمي حجراً اخر له
اصابه تلك المرة فركض ذلك الحيوان بعيداً هذه المرة واخرس لسانه ، فى غصون ذلك كانت امي تموء بشده علي صغيرها
اخذت تشم وتستطلع ان كان مازال حياً ام لا ، حملته بفمها والحقت بها الي البيت ( تحت سلم المنزل )
وجعلت تحركه تاره يمني وتارة يسري ولكنه لم يكن يتجاوب ، وفجأة وجدت ذلك الرجل قد أتي
وجلب معه طبق بلاستيكياً ملئ باللبن ، خشيت امي علينا فوقفت امامنا فى محاولة لصده عنا وقد ادرك ذلك
وعندما رأي الصغير متمدداً علي جانب لا يتحرك تمتم ببعض الكلمات ثم التف صاعداً السلم مرة اخري
فى منتصف الليل ، توفي اخي ، بعد محاولات من امي لتدفئته وارضاعه ، ولكن كل ذلك لم يحسن من الوضع شيئاً
حزنت امي عليه بشده وظلت تموء طوال الليل مواءً لم اسمعه من قبل منها ، وحاولت ان اغفو بجانبها
وحينئذ تذكرت ذلك الحيوان المفترس فسألتها عنه ، ترددت فى الاجابة قليلاً ونظرت شاردة ناحية الباب وقالت
" انه عدونا اللدود يا صغيرتي ، عدو يرانا كما نري هؤلاء الجرذان معدومي القيمة " فسألتها
ومن هم الجزذان معدومي القيمة " وكانت تلك اول مرة اتعرف عليهم فيها فعادت بوجهها واجابت ناظرة الينا جميعاً
" غداً ستعلمون " .