لا يجب ان تٌصدِر حزنك للأخرين
الانسان الحزين
يري العالم قطعة من السواد والظلم ، يري ان الدنيا لم تكن عادلة له بما يكفي
غالباً يري حزنه اكبر واكثر اتساعاً
من اي شئ آخر ، لا يطيق ان يحتفظ به بداخله ، انه مؤلم
مؤلم لدرجة تفوقه علي نعمه اخري قد لا
يشعر بوجودها فى حياته
فيقوم بإخراجه بشكل غير مقصود لمن
يقابله امامه ، يتمم بكلمات دائماً فى محاولة منه للتأقلم عليها
او لعل بقوله إياها تخرج منه بلا رجعة
، او لعلها تطابق الحقيقة فيشعر ضمنياً انه علي صواب فى شئ واحد علي الاقل
ولا يصدق او يستوعب ما تقوله له مهما
كان ، لذلك فالافضل او توفر كلماتك لموضوع اخر
فى البداية يكون لديه أمل بالفعل بأن
تتغير الاوضاع يوماً او يحدث اختلافاً علي ما حوله فيتغير هو مثلهم
ولكنه بدون ان يعلم انه بذلك
يزيد من اتساع الحزن ومع الوقت يصاب بإحباط ويصير ذلك طباعاً فيه دون ان يدري
لان الاخريين لن ولم يروا ابداً ما
يشعر به ، لانهم ليسوا هو
وليسوا مطالبين بتصحيح وضعه او الشعور
دائما بما يشعر كنوع من التضامن
الآخريين لديهم احزانهم ايضاً وكل
منهم يخرجه ويعبر عنه بطريقته الخاصة ، ربما انت لا تراها او تشعر بها
لانها لا تمس الوتر الحساس بداخلك
تتفاوت درجات الحزن من انسان لآخر
ما يزيد الامر سوءاً ان يرتبط حزنك
بشخص آخر غالباً انت خارج حساباته تماماً
او بشعورك الدائم بالعجز عن فعل اي شئ
لكي تذهب هذا الحزن والالم
ولكن مهما جري ، لا تنتظر احد ، لا
ترجوا من الناس ان يتركوا اعمالهم واشغالهم لأجلك
الكلمات قاسية ، ربما الشعور بالحزن
سيزداد عمقاً بعد ذلك ولكن الحقيقة يجب ان تقال
you are your own ، ويجب ان تعتاد علي ذلك ،
آسف
دعني اقول لك شيئاً .. ربما تقتنع به
وربما لا
احفر ذلك الحزن فى وادي عميق لا يراه
غيرك ، لا اقول ان تتحول لأبله تبتسم وتضحك لمن امامك بغير سبب
ولكن احفظ ذلك بأعماقك ، انت بطل ،
لانك لا تزال علي قيد الحياة بالرغم من كل شئ
وكونك مازلت حياً يعني ان بداخلك قوة
استطاعت ان تواجه ، ربما لن تنسي ، لا بأس
انت فقط انسان ، لقد اخذتك نصيبك من
الحزن مبكراً لعلك به تعلم اين تكمن السعادة الحقيقة فيما بعد
لا اعطيك املاً زائفاً ، لا تتغير ،
لا تتوهم ، اذا اردت فعل شئ او تحقيق امر ما فى حياتك
ابحث عن شئ واحد فقط ، الصدق ، الصدق
وفقط ، لا تقترب من اي شئ ولا تأمن له بغير صدق
اترك الناس ، اترك العالم ، فقط ركزّ
علي امر واحد فقط ، انت ، تباً للأخرين وتباً للعالم
!