17 أغسطس 2014

يوماً ما كنت منتحراً





تعريف الانتحار ، هذا الشعور الذى يصاحبه عدم وجود دافع لأن تظل يوماً اضافياً على سطح الارض ، تكون المبادئ والقيم والاهداف قد تبخرت ، واصبح ما بداخلك صحراء قاحلة دون وجود قطرة ماء واحدة ، شعور ذبل فيه اوراق الشجر ، وماتت الزهور ، ومجموعة البشر الذين يعيشون داخلك اعلنت وفاتهم منذ فترة من الزمن ، ببطء تكتمل فيه لحظات غلق بوابة اخر آمل بين عينيك بشكل نهائى ، لا يوجد مستقبل ولا تهتم بالحاضر  ، انما فقط ما حدث فى الماضى وما ترتب عليه هو الضوء الاخضر لانتهاء حياتك بيديك انت ، مرحلة الرفض التام لكل شئ ، مرحلة لا تميز فيها بين ورقة ملقاه فى صفائح القمامة وشيك بمليون جنيهاً ، الاثنان سيان فى تلك اللحظة ، تختزل ما تبقى من ارادة فى عمل شئ آخير ، قد تشعر بالانتصار انك ستفعله وتشعر بالهزيمة انه سبب فى القضاء عليك

لا يمكن ان تفهم شخصية المنتحر فى لحظاته الاخيرة ، لو حدثته عن الامل والتفاؤل ربما اتخذ قراراً آخر بإنهاء حياتك اولاً قبل حياته ، يظن ان ضميره هكذا سيرتاح ، او ما حدث له فى حياته سيموت معه ، او سيوجد حل للمشكلة التى بها ، ولكنه لا يدرى انها اكبر خدعة فى حياته ان يقوم بإنهائها بنفسه ، لا يعلم ما ينتظره ، او على الارجح لا يدركه ، يقوم بحساب جزء يريد ان يراه فقط ويترك الباقى خلف ظهره ، لذلك يكون المنتحر انانياً فى قراره ، لانه فى اسوأ حالاته لا يفكر الا فى نفسه فقط 
لذلك يستحق فعلاً دون ان يشعر بأن يكون منتحر ! ، يتصور انه على صواب وهو فى قمة مراتب الخطأ ، انه الفشل بعينه
الفشل فى اكبر فكرة يعيش لاجلها الانسان ، اعلان صريح برفض الهدية التى انعمها عليه الخالق ، كما يتضمن هذا الاعلان التنازل عن رحمته ، خسارة كل شئ ، وذلك فقط بسبب استسلامه فى لحظة ما جعلته يرى الكون مجرد هراء لا يستحق
او هو من لا يستحق ان يظل فيه
من وجهه نظره هو لا يساوى الا بضعه انفاس اذا انقطعت ، ودقات قلب اذا توقفت ، وعقل يفكر اذا استراح ، تلك المعادلة الثلاثية وبعدها .. سينتهى كل شئ بسلام ، اذا هى النهاية ... فليكن !!
الانتحار هى العملية الوحيدة التى قد لا تتطلب جهداً نفسياً فى تنفيذها ، او ربما العكس ، تظل الحواس كلها فى يقظة تامة
والقلب يدق اكثر من المعتاد ، لانها فى طريقها ليقوم عامل المصنع بوقف الآلآت وإطفاء الانوار وغلق البوابة للمرة الاخيرة


منذ سنوات مضت اذكر بعضاً مما حدث فيها ، كنت ابكى بحرقه ، كانت عادة لى فى كل عام فى مثل هذا التوقيت
الا ان هذا العام كان به حمل ثقيل لا اقوى على احتماله وكانت بى الكثير من المشاعر التى قد توصف بالضياع او الاحباط
 وكنا فى الليل ، صعدت  الى البناية ثم اعلى السطح واغرورقت عينى بالدموع ، بات العالم لى حينئذ لا احد ، لا شئ ، ثم النظر
 الى اسفل ، انظر بتمعن اكثر ، ثم انظر حولى ، اكتشفت اننى وحدى ولا احد هناك يرانى ، فكرت ان لم تصلح تلك الطريقة  هناك على الجانب المقابل اسلاك كهربية ذات تيار شديد ، فقط لمسة واحدة كفيلة لتنفيذ المطلوب ، مازالت عينى ترى ما امامها عبارة عن ضباب ، امسح الدموع ، تأتى غيرها ، تبقت فقط لحظة التنفيذ ، تخمرت الفكرة فى رأسى اكثر
تقدمت قليلاً ، نظرت حولى نظرة خاطفة  ، وهممت ان ...................

قسمات وجهك

  أحبك وكم احب قسمات وجهك ، تشعرني بان شيئاً داخلي قد فر ، وقد ملكتيه انتِ   شيء يدعي القلب لم أعبئ اين ذهب بل بالأحرى اين استقر ، هناك   ...