30 سبتمبر 2019

بلادي يا ام البلاد

موطني ، بلاد العذاب  ،  لم يمر عهد بها الا وفيها شئ يعكر صفوها ، مليئة بقصص الظلم والاستعباد
 سواء كانت من الخارج او للاسف فى الداخل ، لفترة طويلة من الزمن مٌنِعت بلادي من الكلام
 يعتبر فيها شيئاً محرماً بالرغم انه لا نص فيها ولا قانون يحرم ذلك ، بمرور الوقت صارت رفاهية
 وبمرور الوقت صار الناس لا يصدقون من يتحدث وصاروا لا يثقون حتي اصبح الكلام لا يحرك ساكناً
 فقد احتموا فى شوارع المدينة ونجوع القري ، يكفيهم قوت يومهم ، احلامهم البسيطة ، طموحاتهم
التي لا تتعدي سقف خندق محاط بالالغام ، ورغم كل ذلك تراهم كالاسود عندما تتصادف لحظات بعينها
يخرجون فيها من جحورهم ليصبحوا فجأة هم الغزاه ، هم القوه ، وتتعجب اين كان هذا الامر طوال هذه السنوات
  ولكن عندما تقرأ التاريخ ستتذكر جيداً ان ذلك هو الطابع الغالب ، نعم هم اغلب الوقت صامتون
 كرجل طيب صابر علي اذي جاره الذي لا يرتاح له بال حتي يؤذيه ، ولكن عند طفح الكيل يتحول
 كثرة الصبر الي مخزون قوة يطيح بكل من قام بأذيته يوماً ، تتذكر ماذا فعلوا ايام الاحتلال وايام النكسة
وايام الثورات التي قد تري بينها فترات طويلة متباعدة ولكن فى كل مرة تزداد وتنمو وينمو الوعي تدريجياً
 البلاد لا تقوم بين ليله وضحاها وان كنت متأخراً خير من الا تقوم ابداً ، فعدو بلادي احمق
 لا يعلم ان كلما يشد عليهم هو هكذا يعلمهم حيلة جديدة ، ممر اخر للخروج

بلادي يا ام البلاد والتي استبشرت بها خيراً منذ سنوات عندما اسقطت نظاماً يأس العالم من سقوطه يوماً
ولكن  بعد ذلك اسقطها الوعي ، لا بأس ، العلام ليس سهلاً ، بناء الاوطان ليس هيناً ، لكي يصح جسد انسان
لابد من تحمل عذاب علاجه وفشل الطرق مرة تلو الاخري ولكن يوماً سينجو ،  ربما ليس الان
 ربما جيلنا هذا لن يشهد ذلك  وحتي ان سقط كل شئ امامنا فلن يستطيع اى انسان اي يمحوا التاريخ
 ليس التاريخ الذي تراه فى اوراق المناهج ،  بل الذي يخرج من صدور الناس ، وكما خرج هذا الجيل يوماً
 سيخرج بعده اجيال ، وبالرغم من ما نعانيه الا انه عندما يتحدثون عن الشرارة الاولي
 سيذكرون هذا الجيل يوماً انه اراد ان يتنفض ، اراد ان يكسر هيمنة العجزة الذين تحكموا فى كل شئ
هم الان يقفون وعلي وجوههم ابتسامة بلهاء  وتناسوا ان اكبر هزيمة لهم
انهم سيتم ذكرهم بسخط فى كل مرة يتحدثون فيها عنهم . 

22 سبتمبر 2019

بين التظاهر والتخفي


نتيجة بحث الصور عن ‪in between happy and sad painting‬‏

بين التظاهر والتخفي ، تكمن الامور وعكسها ، تظاهر بالمرح ، بالسعادة ، بان كل شي علي ما يرام
 ليس هناك ما يعكر صفوك وبين اخفاء الامور الاخري التي تجعل منامك معظم الوقت شئ مستحيلاً
و تتسأل متي ستتنهي تلك الحالة من التناقض ، سواء بان تكون فى جميع حالاتك سعيداً
 او تعلن وفاة الحياة داخلك


تتحلي بالصبر والصمت ، الالم والكتمان ، الدموع الخفية عن عيون الاخريين ، والتي تكتم نحيبها
خشية ان يسمعها احد ، تحدثك نفسك ان الله معك ، يسمعك ، يعلم بحالك ، فقط اصبر
 سيكون كل شئ علي ما يرام لاحقاً

تحدثك نفسك بالجلد وبأن تكون رجلاً ، لا تظهر ضعفك امام احد ، ولكن عندما يأتي اخر اليوم تقول لها
نعم ذلك ليس اختيارياً انا مجبر علي ذلك


تحدثك نفسك بأن امضيت عمرك في السراء ، لماذا لا تتحمل الضراء في البقية ؟!
مثلك عاني كثيراً ، لا تتخيل انك وحدك فى العالم ، فقط امض فى حياتك ، ليكن ما يكون
الحياة لا تقف علي احد ولا علي شئ ، وحتي انت لن تقف عليك
فاقول لها : نعم صحيح ، ولكني لم افقد احد بعينه انا فقدت الحياة ذاتها ! ، والغريب انني مازلت اتنفس
 فاهدر الهواء وقلبي يدق بلا طائل  ثم استغفر الله لقولي ذلك ، انا فقط لا اعلم الحكمة فى بقائي 

وماذا بقي لي لاحياه ، ان كنت لا استطيع فعل شئ او حتي مجرد الحديث ، انا لست جباناً او ...
 ربما اكون كذلك اذا ما جردنا الحقيقة عن اي ظروف  ولهذا فإنني لا استحق ان اظل اتنفس
  فلعل ذلك الهواء ينفع غيري


تحدثني نفسي : ولكنك لست متحكماً فى حياتك ولا فى قدرك
 واقول لها : نعم ولكن ايضاً لست متحكماً فى  قلبي والمي وفقداني لنفسي وللحياة داخلي
 انا لست متحكماً فى اي شئ علي الاطلاق !

فتصمت نفسي واصمت معها وتشعر بان الوقت يمضي وصدرك يضيق وتشعر بالتعب الشديد
وفي نفس الوقت لا يغمض لك جفن ، 
بل تظل هكذا وكأن الحياة تدور وتدور وتدور .....
 بين التظاهر بانني اريد الحياة واعمل لاجلها امام الناس والتخفي من حقيقة انني لم اعد اريد شئ فيها حرفياً
ولا أبالي وهنا تكمن القضية ، 
القضية التي اتمني ان يحكم لي الله فيها بما يريده ، ان كنت سأرتاح
 او حتي بقائي فى الحياة معذباً


نعم يا ربي انا استحق ولا انكر ذلك ، بل انني استحي ان اطلب منك ، سأظل صامتاً وصابراً الي ان تتوفاني
ولكن لي رجاء حينها

ان تسامحني والا تجعل هناك عذاباً بعدها ... 


15 سبتمبر 2019

ليله الوصول - مذكرات




عندما دخلت تلك الكتيبة كنا ليلاً ، تقريبا بعد السابعة بقليل وكنت مستاء للغاية، لم تكن كما تصورت، كنا في الليل ولم استطع الرؤية جيدا لان النضارة او الذي بقي منها لم يعد يصلح ان تري منه اي شئ فكنت امسك بيد زميلي القادم معى من نفس مركز التدريب (الشاب القاهري) ، سأل الصول من يستطيع الكتابة بخط جميل فرفعت يدي وسأل مره اخري من يستطيع العمل علي الكمبيوتر فرفعت يدي مرة اخري ، ثم اخد اسمي واسم من قام برفع يده معي ثم مضينا للداخل بعد التفتيش والملاحظات من الظابط الموجود حينها والذي لم اكن استمع حقاً لما يقول وليس لأني مستهتر ولكن حقاً اذني كان سمعها ضعيفاً ( سمع ونظر ماشاء الله ) !! تخيل معي كم الدعوات التي طالت ذلك المغفور له من قام بالتوقيع علي خانة لائق وتسبب بدخولي للجيش !! المهم بعد ذلك تم ايقافنا طابور و كانت هناك رغبة ملحة فى الذهاب الي الحمام وبسبب عدم الرؤية شعرت كأنما ندور فى نفس المكان ولم اعد أعلم الشمال من الجنوب او الشرق من الغرب ، فقط اتبع من يسير أمامى حتى وان ذهب الي اعلي جبل وقفز من هناك ، وبعدما اهتديت اخيراً لطريق الحمام شعرت ان مشكلة وصولي له كانت بسيطة مقارنةً بما وجدت فيه !! ( هنا لا استطيع الشرح ، اعذرني )


بعد ذلك اشار الشاويش علينا بالذهاب للعشاء اولاً فامسكت بيد زميلي لكي اسير معه ، وكان العشاء عبارة عن فول وعدس، وهما غالبا العشاء الرسمى في كل المعسكرات، الفارق فقط أن الفول والعدس لتبرئة الذمة وحفظا للاذواق كانا كأنما تم خلطهما مع اكسيد المنجنيز او سادس اوكسيد البوتاسيوم فصار طعمه هكذا! وسألت زميلي هذا وقلت : هو دا الاكل اللى هانقضي بيه بقيت الخدمه هنا ؟ و ضحكنا من الحسرة التي المت بنا ( كل كل حد لاقي ، امال فاكر هنا هتاكل ايه ) وعندما عدنا صعدنا لكي نتسلم الدولاب والسرير الخاص لكل شخص وكانت هناك ازمه فى ايجاد اي منهم او يكون صالحاً للاستخدام الادمي ولكن ما كان يشغل بالي حقاً انني كنت اتمنى ان تمضي الليله باي شكل فالشعور السائد وقتها كأنما تم اختطافى لمكان يعلم الله وحده ماذا ينتظرني فيه.... 





قسمات وجهك

  أحبك وكم احب قسمات وجهك ، تشعرني بان شيئاً داخلي قد فر ، وقد ملكتيه انتِ   شيء يدعي القلب لم أعبئ اين ذهب بل بالأحرى اين استقر ، هناك   ...