كل صباح كنت اذهب الى ذلك "الكُشك" لاشترى الجريدة قديماً
كان يجب ان آتى اليه ذاهباً الى طريقى للجامعة او ارسالى لطلب ما
او حتى عائداً فى بعض الاحيان قبل العصر ..
اقطع مسافات طويله لكى اصل اليه
وادعوا الله الا تكون الجريدة المطلوبة قد نفذت منها الاعداد
كان فى العادة لى خطة بديلة لجريدة اخرى احبها ايضاً
هناك فى درج المكتب ستجد الكثير من الصحف المختزنة بلا سبب
سوى انها تجسد تلك الفتره التالية بعد الثورة مباشرة وعدد قد لا يذكر قبيل الثورة ربما
ولكننى احتفظت بها وبما قيل فيها من بعض الكتّاب المفضلين لى
العنواين .. الاخبار التى كانت حينها ساخنة .. تلك الحالة من الهوس بعد كل ثورة تحدث فى اى عالم
تلك الكلمات الحماسية الملهبة التى تجعلك ترى الوطن فى لحظة ما قادم على غد مشرق
غير مبالى بالعراقيل الموجودة او التى كنت تتحدث عنها طيلة سنواتك الماضيه
كلما ارادات ان تسحب والدتى صحيفة لتقوم بتغطية شئ
او عندما يكون هناك عزومه لشخص ما .. اتبنى موقفاً به الكثير من الصرامة
محذراً لاى فرد ان يمد يده الى ذلك الدولاب الصغير مرة اخرى
بالنسبة لى هى منطقة محظورة .. احتفظ بها عادة بكل ما لا اريد ان اتركه على المكتب
اشياء خاصة واشياء مثل تلك الجرائد مخافة ان يقوم بإقتناصها احد لغرض ما
كان الهواء نقياً فى تلك الاصبحة .. كان رؤية الجريدة وكإنك حصلت على شئ مفيد حقاً
كانت هيئة الجريدة وهى ممدة على الطاولة مغرياً لى بعض الشئ
حينها كنت ابدأ فى القراءه او الاهتمام شيئاً فشيئاً بها
كنت احاول ان اكتب بنفس الاسلوب المكتوب .. استنبط افكاراً جديده
او يكون عوناً لى فى ايجاد طريق لفكرة ما متخمرة فى عقلى منذ فترة
اتابع .. ادقق .. اجد النسخة الالكترونية منها واقوم بنشرها على الفيس بوك
اتناقش بها حينما يكون ذكرها يعزز من موقف ما اريد اثباته
حالة من تلك الحالات التى تشعر ان حياتك وان فرغت ذات يوم من المتع
ستبقى الجريدة وحدها كافية تنتظرك فى ذلك الكَشك البعيد عن الانظار قليلاً
واذا استيقظت باكراً ستجدها ولكن بسعر يزيد الربع قليلاً
تجد تلك السيدة العجوز الحاملة للجرائد وتذهب بعيداً على اول الكوبرى
ليجدها امثالى ويلتقط الصحيفة موفراً ذلك المشوار عند ذلك الكُشك البعيد
حياة الجريدة هى الصورة المثالية لى لعمل اريد ان يقرأءه الناس لى ذات يوم
وانظر الى الناس وانتظر تعليقاتهم الصوتية او الكتابية سواء بالحُسن او الاستهجان
ان اعرض ما اريد على مرأى ومسمع من الناس ..
ان تخلد كلماتى فى سجل الارشيف بعد ذلك وتحفر فى دواليب القرّاء مثلما كنت افعل ...
أثرت أشجاني يا علي!
ردحذفالجورنال كان شئ يومي أساسي في فترة من فترات حياتي، وكان في بعض الأعداد بأحتفظ بيها لأن كان فيها أخبار عن أحداث معينة او مقالات لكتاب معينين، وكل الاعداد دي عندي.
حتى إنك فكرتني بعم جميل الله يرحمه، وبالكشك الخشبي إللي كان بيقعد فيه، كنت وأنا رايح عنده كأني رايح لمغارة على بابا وهأشوف فيها كنوز عمري ما شفتها. أكيد هأكتب عنه ندوينة بإذن الله.
أكيد هيجي يوم الناس تقرأ لك فيه من خلال النافذة التي تتمناها. لكن اللي عاوزك تعرفه إن في ناس دلوقت حافظة كلامك في أرشيف فكرها :)
جميل اننا نفتكر حاجات زى دى .. جميل لما نحس اننا بنحتفظ بشئ مالوش معنى او سبب غير جوانا بس
حذفوربنا يخليك ع ذوقك ويكرمك ع تشجيعك .. شكراً غزيراً يا ابو حميد .. نورتنى :) :)
وبعدين اللى محفوظ فى عقول الناس ليك نصيب فيه كبير .. ودا متأكد منه :)