عندما انقطعت الكهرباء

عندما انقطعت الكهرباء انقطع كل شئ .. المياة المتدفقة من المواتير 

جميع الاجهزة الكهربائية بالمنزل والصيدليات والمعامل والطرق 

اصبحت لا تعرف من ذلك الشخص الذى يتحدث اليك الا من خلال صوته

انطقع تواصلك مع العالم عبر الايميلات والحسابات الالكترونية 

ببساطة . تعايشت بنفس تلك الروح التى كان يحيى بها اجدادك السابقين

فى تلك الايام والليالى المظلمة قبل ان تصل الكهرباء او يتم اختراعها من الاساس

الا انك اصبحت الان فى تكاسل عن احضار لمبه جاز او شراء شمع 

لانك لم تعد تقتنع بفاعلياتهم وسط كل هذة اللمبات الموفرة والغير موفرة 

الملونه والبيضاء على حد سواء التى تملاً ارجاء المنزل وفناءه والشارع المطل علية 

اصبحت ايضاً لا تعرف للنوم طعماً الا بصعوبة 

تقف المروحة عن الدوران وعن الهواء المندفع منها 

وعن التكييف الذى تعود جسدك عليه ببرودته او اعتداله 

اصبحت درجة حرارة الغرفة امراً يجب ان تتعود عليه من الان فصاعداً

وان تتحمل كمية من الحرارة لا بأس بها ومن العرق الغزير لكى تنام

اصبح الاستحمام فى الليالى الباردة بالماء الساخن امراً لم يعد له وجود

عليك اذاً ان تقوم بتسخين المياه على البوتاجاز  مثلما كانوا يفعلون قديماً 

او تقرر وامرك لله ان تذهب برجليك الى المياة الباردة 

التى تجلد جسدك اثناء نزولها عليك ....

تسب وتغضب هؤلاء القائمين باعمالهم على المحطات الكهربائية 

يصبح رقم المحطة الأقرب اليك بمثابة خط مشغول دائماً لتجنب مكالماتك 

حول ما السبب فى انقطاع الكهرباء ..

او سيل من الشتائم من البعض مثلما يحب ان يفعل لينفث عن غضبة 

وان كنت هادئاً عاقلاً فيكفى انك نحسبن عليه فقط ..

تكون فى قلق دائم ..فى كل لحظة امام اى جهاز تتابعه 

هل سينقطع الكهرباء ام لا..

تأتى بخاطرك اكتشافاً لا تعرف لماذا لم يمر على عقول هؤلاء من يعملون فى قطاع الكهرباء 

وهو .. ان يقوموا بإبلاغ الناس بأنه سيتم قطع الكهرباء منذ الساعة الفلانية الى وقت محدد

او هناك عطل ونأسف على ازعاجكم بالاضطرار الى قطع الكهرباء لاصلاحه

ثم ما تلبث ان تتذكر انك فى مصر .. اى اخبط دماغك وحسب فى اقرب حيطة 

لذلك فاستأذنكم الان خوفاً فى اى لحظة من انقطاع الكهرباء 

فيزول كل ما كتبت  الى الريح !!.. الى اللقاء ..