5 أغسطس 2013

عن الطفولة

طفولتى..الامر المبهم فى ذاكرتى الان ،احاول بجهد كبير تذكر اى شئ
محاوله لاستعادة شكل العالم من قبل ، قبل تلك الفتره التى مضيت من عمرى
وجعلتنى شخص آخر ،ربما تكون آخر ما اتوقعه عندما كنت طفلاً
يومياتى كطفل صغير لم تختلف عن بقية الاطفال بما هم فى نفس العمر
ذلك من حيث الاهتمامات ،الكرتون ..البلاى ستيشن.. الاتارى ..الكوره ...وغيرهم
واحيانا السفر الى عمتى فى تلك البلد التى ارتبط القطار بها بتلك الفتره من العمر
مازال القطار يعطينى نفس الاحساس لذلك ربما مازلت احب ان اذهب الى هناك كثيراً
الامر المختلف  الذى لم اكن الاحظه والذى اكتشفته بعد ذلك اننى كنت وحيداً
اعنى اننى من جعلت نفسى وحيدا ..دون قصد

لا اعلم ما الذى كان يجعلنى اغيب عن بقية الزملاء فى الدرس واذهب بعيداً عنهم
اجلس مختبأ خلف البيوت والاسوار  فى مكان واسع نسبياً

لا اعلم ما الذى كان يدفعنى للذهاب دائما هناك..ربما كنت اكتشف العالم
او كنت اصطنع المغامرات وحدى دون وجود احد معى لأمارس طفولتى الغريبة  
لا ادرى ما الذى كان يجعلنى اشعر بالغربة وسط الزملاء
لم اكن مرتاحاً ابداً وانا بينهم

وحتى لحظات الخروج من الدرس او المدرسة كنت اجاهد ان امشى وحدى

اينعم هناك البعض من الاصدقاء والتعارف
والسير معهم ذهاباً واياباً من وإلى الدورس وبعضها البعض
ولكنهم لم يكونوا يعرفون شيئاً عما بداخلى ابداً
كانوا يعتقدون امرين اثنين ..إما طيب ساذج ذا شخصيه ضعيفه ربما او "على جنب"
او إما مكتبر قليلاً حيث لا يحب ان يجلس ويتكلم مع احد كثيراً ...
كنت لا احب التحدث باللهجة الريفيه ابداً ،كنت اعتبرها شيئاً ملوش لازوم
كنت احب اللهجه السهله التى كنت اتميز بها احياناً والتى يطلقون عليها "بندرى"
تعرضت للسخرية ، اصبحت معتاداً عليها ،الى ان وصلت لمرحله

ان اشعر اننى فعلا لست من ذلك المكان ولست من هؤلاء الناس
ساعد على ذلك اننى لم اكن اتعامل مع الناس كثيراً ربما لا اتعامل اصلا
كان البيت يكفينى وعندما اخرج يكون لسبب ما !

انعزلت عن تلك الحياة تماماً ،من فى مثل عمرى كانوا يعرفون فى امور الفلاحه اكثر من معرفتى الان
كان اى تجمع بشرى لمنطقه ما يجعلنى اشعر بالتوتر وحتى الان لا اعلم السبب
ما الذى جعل خلفيتى عن الناس بهذا المنظر .لا اتذكر
كل ما اتذكره فعلا انه كان هناك اشخاص كنت انظر اليهم بانهم لا يستحقون الحياة
او البعد عنهم كان افضل كثيراً حيث كانت تربينى مثاليه _زيادة عن اللزوم_
لذلك فقد كنت مثالاً للطيبه والبراءه بين الاهل وانا صغير ، ترجم ذلك لقله وعى فيما بعد !
التجارب كانت بلا معنى لانها كانت اسلوب حياة
لم اكن افهم ان هناك مراحل لكل شئ تتغير فيها شكل الحياة
كل ما هنالك هو البحث دائما عن الشعور بالامان

الاحساس بتبادل الطيبة التى كنت ابحث عنها فيمن اعرفهم
كثيراً كان كل ما اردته هو البقاء بعيداً عن اعين الناس ..ربما الانطوائيه كانت اصلاً لى
غير ان الاجتماعيه اصبحت بدعة مبتكره حديثاً لكى اتماشى مع الحياة
ولكن الاصل هو الاكتفاء ببعض الناس الذين يمثلون المعانى الجميله لى وفقط
الجوانب التى تملأ حياة كل فرد ولست محتاجاً للبشر فى شئ آخر..
بإختصار كانت طفوله هادئه تماماً ولكن بداخلها بوادر انفجار !  


هناك تعليقان (2):

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...