18 أغسطس 2013

توقف النبض


جاءت مسرعة عندما رأت جثث كثيرة لمن كانوا فى مسيرته
فى لحظة ما توقفت انفاسها ولكنها عادت تكذب الخبر بينها وبين نفسها
ذلك اللعين الذى لا يتوقف عن سرد الاخبار على التليفزيون
والذى لا يشعر مطلقاً معنى تأثير كلمة واحدة على قلب أم او زوجة
تنتظر  ابنها وزوجها من رحلة خروج لا تعلم منه متى سيرجع
لعله لن يرجع بل ستذهبون انتم اليه ...

سادت دقيقة من الصمت الفاجع
 الذى لا تدرى اى الكلمات اقرب لوصف تلك اللحظة
عندما رأت اسماً مكتوباً على جدار المسجد يشبه كثيراً من اسم ولدها
تقربت بعينها للاسم ، تنطق كل حرف وبعده حرف لتتأكد انه ذلك الاسم نفسه
ذلك الاسم الذى كان فرحتها هى وزوجها الراحل منذ سنوات
اول العهد من رحمها ، اول النصيب من زواج حديث العهد
بعد عام ونصف اكتملت الاشهر التسعة لتصرخ بعلو الصوت والجهد
لتذهب بعدها لمستشفى حكومى متوسطة الجودة لتضع مولودها الاول
الابن البكر كما يقولون ، ذلك السند بعد وفاة ابيه
ذلك التى سهرت عليه رضيعاً ، صبرت عليه صبياً
 اعانته على تحمل مشقات الحياة حيث لم يكن يعمل وقتها ...
شجعته حين التحق بكليته التى تفتخر بها امام جاراتها وبقية نساء  العائله

فجأة انطقع الوريد عن ضخ الدماء وصارت الحياة تتساوى فى درجات الوانها
غطى الاسود على كل شئ وكإنه العمى ذاته
اختفت الاصوات المحيطة فجأة ، قل الازدحام تدريجياً من حولها
ليس فى دقات قلبها غير اسم وحيد تناديه لعله يسمع
لعله يشعر ولعله يجيب ،اين انت ومن فعل بك ذلك
لولا تذكرها بأيات الله دائماً لكانت النحيب واللطم هم ابطال اللحظة
اتوقف هنا عن سرد مابها لعجز الحروف عن وصف ما حدث
ولكنها فجأة بعد ليالى البكاء المريرة والدعاء له بالرحمة بلا نوم او راحة
شعرت ان شيئاً ما بقلبها قد حدث ،وشيئاً وشيئاً عندما سجدت فى صلاتها
وعند الدعاء بان يجمعها الله به قريباً ....توقف النبض


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...