10 أغسطس 2013

سياسات حزب العاطلين


إذا سألتم عن اكبر حزب فى البلاد الان ماهو فستجده حزب العاطلين
فهو يصل تعداد أعضاءه لاكبر من عشرة مليون
تقديم الالتحاق به لا يكلف اكثر من شهاده تخرج يتم وضعها على الحائط
واذا رغبت فى المشاركه فستذهب الى المقر الفرعى  لأقرب قهوه على الناصيه فى موطنك
 برنامجه معروف دائما وعلى حسب الاهواء والمزاج...
 ولكن هناك شيئأ متفق عليه بين الجميع وهو حالة الإحباط المعنوي
والتى تستنتج ممن خلال الاسلوب والكلام محل المناقشات والمواضيع
التى يجريها الشباب مع بعضهما البعض ويكتسب كلا مهما خبرة من سابقه
 ويبدأ فى تعليمه التفاعل فى المجتمع على اسس وبرامج هذا الحزب

 رسالتى هنا هى عرض ووضوح سؤال اتمنى الاجابه عليه وهو "في من كـــــــــان العيب "؟؟
 هل العيب فينا نحن الشباب ام فيمن صعنونا
 نعم ، كلمه صنعونا قد لا تليق ولكنها الحقيقة
ما نحن إلا صناعه نظام مجتمعى سياسى اقتصادى معيب
هل فكر احدكم فى مرة ماالذى ينقصنا عن شباب بقية الامم الاخرى..؟!!


التناقض كان سمة تدرس فى المناهج رغم الاعتراض الاخلاقى عليها
 الا انه كان يدرس فعليا فى الواقع بطريقه  يحس بها ويدركها كل شاب يتخرج من السجن الدراسى
 ليصطدم بأول عبرات تنفسه فى الحياة
 انها لم تكن هى التى قرأتها فى الكتب وليست هى التى كان يقولها أستاذنا العربى او حتى التاريخ والفلسفة
بل مجتمعا أخر يعجز فيه الكتاب صناعه رجال يتحملوا اعبائه ومكائده الكثيرة
التى تسعى لتحطيم كل من لا يمتلك المال او السلطه والنفوذ او حتى النسب والحسب
فمن يفكر ملياً لماذا حدثت الثوره ولماذا لقيت ترحيباً بداخل الناس
رغم انهم لم يكونوا فى ادراكهم ولو  بيوم واحد قبلها ..؟
 ذلك لان التحضير للثوره كان يتولد فى كل شاب يعيش الحياة
ويرى قيمة التناقض تطبق فى مناهج
وقطاعات الدوله المختلفه والمتخّلفة....

هل الان استطيع ان اقول ان حزب العاطلين سيمثل اختفاءً من الساحه السياسيه مع الحزب الوطنى
 أم ان جذوره ما زالت باقيه فى المجتمع طاحنه فيها كل من يدور فى عواصمها طالباً للوظيفه ..؟
الخطير فى الامر  الذى يدعو للتنبيه فيه هو التأسيس
عادةً اول كلمات تتفتح فى اعماق الاطفال هى التى تتحكم فى اذهانهم بعد ذلك
لا يعرف الطفل فى الحياة شئ الا عندما يرى مجتمعاً آخر غير  بيته
 يدعى بالمدرسه التى يؤثر فيه أكثر مما يؤثر الوالدين وأثبتت إحصائيات على ذلك
 هذا الجيل وما قبله عندما ذهب للحياة والتقى بأول ملامحها فى المدرسة
 كانت بين تلميذ صغير  ومعلم كبير بيده "العصا"
 وما على التلميذ غير الانصياع والطاعه
حتى وان لم يعرف اصول المعلومه التى يسمعها وذلك لرؤيته للمعلم بأنه رمز لا يخطئ

 لو نظرنا فى باطن الامر سنرى أن حياة المجتمع المصرى كانت طبقاً لما يحدث
 فهى مجموعه من التلاميذ وهم المواطنون
يفرض عليهم الالتزام بما يقوله ويفرضه لهم المعلم وهم الحكومه والنظام سابقاً
والا ستعترض طريقك العصا..!! ، هكذا تربينا
  بل اصبحت الحريه والديمقراطيه امراً جديدا !!
أمر لم يتعود عليه المجتمع بعد ومازالو يحاولون ان يجدوا معنى واضح لها دون فوضى
ولكن سياسه"العصا" والمعلم "المقدس " الذى لا ينبغى ان تكسر له أمراً او كلمةً
وكأنه مفوض من نبلاء العالم وحكمائهم ليلقنوك دروساً فى التعامل فى الحياة
جعلتك تدرس عالماً من الخوف والحفظ دون معرفه الاصل الذى تبنى عليه ما تأخذ
ومعاملة تشعر  فيها بأسوأ ما يمكن  تجعل  من الخوف
 أسلوب لك  فى التعامل والتخاطب والحوار مع المعلم
  فإن لم تنفذ ما اخذت وما أمُرت به فستكون العصا هى الشئ الذى يجب ان تتحداه فى عالمك الدراسى
  فــ..85 مليون تلميذ الذين يدرسون من الحكومه الواناً من المناهج التى لاتعلم اساساً لوضعها
 وان طلبت الحوار والتعارض فسيأخذك من يرجع عقلك الى الصواب
او بمعنى اوضح الى الحيط لتمشى بجواره
كانت هذه سياسه المجتمع المصرى قبل الثوره فلا تتعجب من كثرة اعداد المقاهى والجالسين عليها
 والتوافد الكبير عليها التى اصبحت البيت التانى لكل شاب يريد التنفس من عبث الحياة مع اصحابه
وشركائه فى الحزب العاطلى الديمقراطى الحر والذى به اكبر تجمع حزبى بلا قائد ولا رئيس ...

 فكما غيرت الثوره من النظم والحياة السياسيه يجدر بنا تغير سياسه العصا فى المدارس
وتقصيرها على المشاغبين فقط وليس على من يقول الراى والحريه
ليست حريه افعال ولكن حريه افكار التى ينتج منها جيلاً سيحمل الثوره على كتفيه الى عصر
إما للوراء بلا عوده او للتقدم للامام بلا عوده...

حتماً "العصا" تنفع وتلزم ولكن للخارجين فقط عن النهج والذين يتدارسون الفوضى فيما بينهم
ولكن الفوضى ليست نجماً يتبعه الانسان الضال ليهتدى به او طريقاً يقصده للوصل لهدفه
وإنما هروب معانى النظام من بنيانه وتدابيره من عقله وهيجان مشاعره وتداخل اموره
 الامر الذى يشبه وجود ارقام عشوائيه دون دليل لها
 فى قوائم ماليه لا تعرف لمن كانت من حساب والى من اصبحت 

جيلنا الحاضر تعلم الحريه وعلم الفرق بينها وبين التبعية والانقياد ورائها
لذا عليه ان يحسن لمن هو قادم من جيل لاحق... اتمنى ذلك

 


هناك تعليقان (2):

  1. نحتاج فعلا العصى
    لكل من لا يفكر
    و لكل من لا يتسأل
    و لكل من لا يبحث عن إجابة لأسئلته مهما كانت غريبه
    و لكل من يخبئ فكره و لا يناقشه
    و لكل من يجهل الفرق بين الحريه و العشوائيه و الفوضى
    رائع جداااااااا سلمت الأنامل

    ردحذف
    الردود
    1. تسلم يارب

      شكراً لمرورك الجميل
      ولتعليقك الرائع

      نورت ..:)

      حذف

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...