17 أغسطس 2013

صناعة الكذب



النظم الديكتاتورية التى لا تقدر على السيطرة على الناس الا بالحديد والنار
 وان وجد فى ذلك صعوبة فيلجأ الى السلاح البديل وهو صناعة الكذب
صناعة احترافية تعتمد بالدرجة الاولى على جهاز اخطر من اى جهاز اخر فى العالم
بإمكانه اذا وجد فرصته ليكون اخطر من السلاح النووى ذاته وبأقل الخسائر الممكنه
الا وهو جهاز الاعلام ...
يعتمد على المصداقية والتعاطف مع الجهل لدى الناس
يبث حقائق مقطوعة ويحرف الكلام لموضع آخر حيث ترى فى النهاية
انهم استطاعوا ان يزينوا لعقول الناس ما تحب ان تسمع لا مايجب ان تسمع

مثل السم اللذيذ الذى تشعر بتذوقه بلذة تجعلك طواعية تاكل منه
دون ادنى شك فى كونه سم قاتل وان لحظات اقدامك عليه هى اخر اللحظات
تستنزف اعصابك وتفكيرك لتجد نفسك فى النهاية محاصر  لبعض المذيعين
الذين تبدوا على وجوههم علامات التأثر لما يقولون
او باستخدام مخارج الحروف التى تجعلك ضمنياً تؤكد على الحدث بداخلك
دون ادنى شك فى التفكير  هل هو صادق ام لا ...

لعبة كاملة الاتجاهات ،دقيقة فى نقل الحدث بصورة معينة
صورة تجعل هؤلاء المستسلمون المسحوبون من اذانهم يؤيدونها بأعماقهم
بل هو نفسه قد يعتبر اداة من ادواتهم ليبث هو الاخر لمن لم يسعفه الحظ
ويرى ما يحدث على شاشات التليفزيون
هؤلاء الناس كثيرون جداً ، لا يفقهوا شيئاً غير السمع ونقل الكلام
لا تعلم كيف يثقون فى التليفزيون ام يجدونه الملجأ الوحيد لمعرفة ما يحدث
مشفقون جداً حين يفاجأون ذات يوم ان الواقع غير ما كان يقال !
 تشعر  حتى منه ان اجداده واصوله قد نشأت على صدى الاقمار الصناعية
لشدة تعلق اذانهم بالاكاذيب على انها الحقيقة المطلقة التى يجب تصديقها !!

حقيقة جهاز الاعلام ماهو الا تابع لمن يحكم اليوم
تجد مئات المونتاجات والفربكة والالسنه المستعدة للخدمة
ستجد من يتكلم وكأنه المناضل الذى اتى ليبصم للعالم كم هو النظام عادلاً
كم هو آميناً .. وان كل ما يجرى خاطئاً فى البلاد ما هو الا اشياء خارجية
اعداء متربصون بهم ..يخربون البلاد ويلصقون التهم ويهتفون بالتضليل
سيوهمك الاعلام فى التشكيك فى ذاتك نفسها
سيؤكد لك فى كل مرة انك تحتاج دكتور نفسى لكى تحدد من جديد هويتك
بطريقة ما ..يجعلك سلاحاً نائماً للنظام فى وقت الحاجة
يكفى على الاقل انه سيطالبك فى وقت الخطر بالصمت المطبق على رؤية الخطأ
حينها سيبكون اليك طالبين المغفرة على كذبهم لك
وان لا تنسى حسنتاتهم التى تشفع لهم عندك
حينها سيكون من الغباء لو صدقتهم مرة اخرى وذلك مايحدث الان !!




هناك 6 تعليقات:

  1. الردود
    1. لا..نكسر تبعيتنا ليه ونفكر ..

      اسعدنى مرورك ..شكراً :))

      حذف
  2. الردود
    1. شكراً يا فندم
      نورتى المدونه..شكراً جزيلاً :))

      حذف

  3. جميل تناولك للموضوع ده يا علي خاصة إن الإعلام ربما اللاعب الأكثر مهارة في صناعة نبض وتوجهات الشارع.
    فالإعلام ترسانة قصف عقول، من قديم الأزل حاولوا خداعنا أن الإعلام ينقل نبض الشارع وهو في الحقيقة مهمته الأساسية صناعة نبض الشارع وتوجهه ودفع خطواته للمكان الذي يريده، أيا ما كانت الوسيلة في تنفيذ ذلك، كنشر أكاذيب أو تلفيق أحداث..إلخ
    ربما واحدة من أدوار الإعلام الموجه-وأنا لا أظن أن هناك أبداً ما يسمى إعلام محايد- هو إستخدام سياسة القطيع بشكل نفسي، فالمعتاد أن الإنسان لا يحب أن يكون وحده في طريق وبقية البشر في طريق، وهنا يأتي دور الإعلام في إقناعه بأن كل البشر في هذا الإتجاه فلما تسير أنت وحيد في إتجاهك هذا؟!
    ويكون ذلك بإستخدام طرق متعددة، ربما أشهرها هو إظهار رموز مجتمعية في كافة المجالات-فن، رياضة، دين، ثقافة..إلخ- وإظهار دعمهم لموقف ما مما يجر الإنسان العادي نفسيا لإتباع نفس الموقف على أساس أن هذا النجم يعرف أكثر فهو الأقدر على إختيار الصحيح فيجب أن اختار نفس إختياره..إلخ.
    لاشك أن أسلحة الإعلام هذه تأتي ثمارها مع كثيرين، ولكن أيضا بلا شك فهناك فئات تتابع كل شئ ولا تصدق كل شئ، إذا يبقى لها تحليلها القائم على خبرتها الحياتية الواقعية، وعلى خبرتها المستمدة من القراءة ومطالعة التاريخ وما إلى ذلك.
    .

    ردحذف
    الردود
    1. منور المدونه يا ابو حميد
      كلامك اضافه للموضوع بصراحه مش مجرد تعليق

      بالاضافه انه بيتناول جزء سيتم ذكره فى مواضيع جايه
      بإذن الله .. ادعي انت وربنا يكرم :))

      دمت بخير دائماً :))

      حذف

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...