20 أغسطس 2013

رســالة الـى ولـدى


عليك ان تعلم يا ولدى اننى عشت فى زمن لم يحياه جدك 
ولا اجدادك السابقون ولا من كانوا قبلهم ..
عالمى يتلخص  فى كلمتين .. الدم والضلال
قوم يقتلون ويبيحون الدماء على الطرق والكبارى والميادين
وقوم يأيدون ذلك بكل فخر وسكينة وأمل 
لا ادرى يا ولدى كيف اصف لك الوضع 
فأنا من عشت تلك الفتره لست بأعلم منك فيها 
تركنى الله احيا لتلك اللحظة التى ارسل فيها جوابى اليك
لعلك تقرأوه وقد رحلت عن الدنيا او مازلت باقياً فيها
بعد ان رحلوا من هم خيّارنا عن هذا العالم حينئذ 
توقفت القلوب عن الاحساس وكثر الزيف والباطل على السنة الناس
اصبح معدل الكذب يفوق معدل الكلمات ذاته 
صار اسلوباً للحياة ،صارت صناعة وفكرة ومنهج لبعض الناس
هؤلاء يا ولدى من استكثروا على الوطن ان ينام يوماً بغير حزن فيها
بغير صرخه ام او بكاء زوجة او انكسار طفل برئ او تحول انسان الى وحش منتقم
الى شئ لا يسعى سوى الانتقام يوماً ممن تسببوا فى رحيل ذويه واحباءه

آآه يا ولدى، احترت كيف سأكتب واصف لك وانا الشاهد الذى لم يفهم شيئاً
اخر التوقعات لدى كانت  نتيجة سياسة قذرة وسعى للسلطه وحكم زائف
على حساب من سبقوه فيها 
ولكى لا يقع فى فخ الديكتاتور فقد اخذ تفويضاً من الشعب ليفعل ما يريد
اى ان كل الناس الذى تراهم فى الشوارع والبيوت مجرمون !!
نعم ، الساكت عن الحق ، الناشر لباطل ، الذى يسفك الدماء والموافق عليه
كل هولاء ليس بعيداً على الله ان يبتليهم بذل سنين طوال 
بفرعون اخر يفعل بهم مالم يستطيع ذلك الفرعون السابق ان يفعله

اعتذر اليك يا ولدى اننى كنت سبباً فى مجيئك فى هذا العالم
فى وطن كهذا ، فى بلد كتلك التى لا اعلم اذا خرجت بصوتى يوماً معارضاً ماذا سيحدث لى 
لو كان الانتحار حلالاً لطالبتك بفعله ولكنت اول الفاعلين !
سيصير شعرك شيباً قبل موعدة ، ستضطر ان تبلغ قبل اوانك
قد تمحى فتره الطفولة بمعانيها البريئة 
لتنظر لذلك العالم بواقعية او لدقة اللفظ بوحشية !

الان انا على هاوية الخطر ، لم يعد فى روحى ادنى شك اننا نعيش فى حجيم
قد تتخيل بعد ان تسمع عن ذلك الزمن اننا فى حرب واننى لا اجد مسكناً يؤينى
او طعام وشراب ينقذونى من الجوع والعطش ولكن كلا
نحن نعيش فى بيوتنا كالفئران بعد ان تم فرض حظراً ليس ليلاً فقط بل والنهار
لا تتعجب ، من منا يستطيع ان يقضى مصالحه فى فوضى كهذه
قد تجد من يقتلك لمجرد انك صادفت شارعاً كان فيه مسيرات
او شخصاً اثناء قتله جاءت الرصاصه بداخلك انت
او اشتبه فيك باعتقال او  اقل تقدير  تم توجيه  قذف وسب عليك 
او شجار بينك وبين من يعارضك فى الرأى انتهى بغرز سكيناً بداخلك
او مجموعة قامت بتشهيم عظامك او  قاموا بسلب ما معك 
وان سألتنى اين الامن حينئذ..؟
فلا تصرخ وتموت قهراً اذا فوجئت ان كل من يفعل ذلك هو من كان مفترضاً ان يحيمك
الم اقل لك اننا فى حجيم يا ولدى ؟! 
ليتك ماجئت لترى هذا العالم، من يعلم؟! قد يكون زمنكم افضل منا
قد لا تسمحون لاعلام قذر بإن يقتل بكم العقل و الانسانية  
قد لا تسمحون لانفسكم بأن تجعلوا حاكمكم فرعوناً تمجدونه 
قد لا تسمحون لبعضكم بان اختلاف الرأى فيما بينكم يعد جريمة للوطن !!
لعلكم تصيرون افضل منا وتفعلون مالم نستطيع ان نفعله نحن ...




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...