
التى عشناها ، معتقدين فى انفسنا الحياة الابدية او على الاقل هناك شئ سيحدث عندما نموت
او ربما نأخذ من الدنيا كل ما نريد حتى يأتى الوقت الذى نقول فيه ... كفى
غالباً لن نقول ، سنظل لا نرى ، سنظل معتقدين ذلك الاعتقاد الابدى فى طبع الانسان ...
هناك دائما صعوبة فى ان نقبل تلك الحقيقة ، الصراحة نحن لا نفكر ولا نعطى لانفسنا فرصة للتفكير
عندما نمشى فى جنازة احدهم او نشهد دفنة لشخص ما ، نراه بزاوية جانبية ، مثل هؤلاء الذين يموتون
ليظهر البطل فى نهاية الرواية ، يعلن امام الجميع انه الابقى والاحق بالحياة ...
لماذا دائماً نظن ان من يبقى هو الافضل ؟!!
دائما ما كنت آتساءل فى نفسى ، لماذا يرتبط الموت بالحزن والاكتئاب والندم
لماذا لا نريد ان نعيش تجربته
ربما لانها التجربة الاخيرة ، وربما لانها غامضة وكثيراً ما سمعنا عنها بروح تشاؤمية
وعذاب سيحين موعده
عندما تأتى اللحظة التى سترى فيها وحدك ومن يشتركون معك فى نفس اللحظة .. ملائكة الموت
لماذا عندما نقرأ مثل تلك الكلمات ننسى كل جميل فى الحياة ، او نشعر بالحنين اليه عندما يقترب الموعد
لماذا الحياة مهمة لهذة الدرجة التى نكره فيها اى شئ مخالف لها
الجواب هو لاننا هكذا مقتنعين بحب الحياة
هل تعلم .. حب الحياة الحقيقى يتضمن حب كل شئ ، حتى تلك اللحظة التى تفارق فيها كل شئ
لحظة انفصال الروح عن الجسد ، عندما ينتهى ذلك المزيج الذى لا يعرف سره الا الله عز وجل
رجاء منى ، لا تشعر بالاستياء مما كتبت ، اتمنى ان تفكر مثلى فى هذا الامر ..
ان ترى كل شئ من الاعلى ، الصورة الكاملة التى تحتوى على الشئ ونقيضه ، ورغم تحفظى على ذلك النقيض
ليس كما يظن الناس ان الموت نقيض الحياة ، بل انها محطة من الضرورى ان نمر عليها لاستكمال الباقى
الاختلاف فى المظهر ، الشكل ، ولكن المضمون سيكون انت ، نفس الروح وذات الجسد
فقط سترى ما كان محجوباً عنك كل سنوات حياتك الماضية ، وستنظر لما عشت وكإنه مجرد هراء
وذلك لانك سترى ماهو اعظم وماهو اكبر وما لم يمكن فى امكانك ان تتخيله يوماً
وما يضحك ويبكى فى نفس الوقت ، ان سنوات عمرك التى تقضيها الان هى القلم الذى سيرسم ويكتب
ملامح ومعالم تلك الحياة التى تنتظرك بعد ذلك ، ورغم هذا لا نفهم ولا نستوعب ولا نفكر
نظن ان تلك الحياة هى الاكبر وهى النهاية التى لا نهاية بعدها
وان ساعة الموت هى اكثر الساعات التى لا نتمناها رغم علمنا المسبق بأنها ستأتى يوماً ..
الحقيقة ان ما تعيشه لا يمثل نسبة مما ستعيش ورغم هذا قد لا تهتم ، تغوص وتتسمر قدماك فى تلك الدنيا
يغيب العقل والوعى والتفكير ، ننظر فقط تحت اقدامنا ، ولا نريد ان ننظر يوماً لابعد من ذلك ..
لا نريد او لا نعرف .. ليس هناك فرق ، فى النهاية سترى بعينيك وسيشعر قلبك وستعرف بعقلك وسيوجد بأعماقك
كل ما اريد ان اقوله لك .. فقط عندما يحين المولى لك بموعد التجربة ... التجربة الاخيرة للحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق