20 يوليو 2013

حكاية قصيرة




وصل ابى فى الركعة الثانية رغم كوننا خرجنا فى نفس التوقيت
كنا ذاهبين لصلاة الفجر للمسجد.اسرعت انا بينما تركت ابى ورائى
لا اعلم ..هل شعرت بتأنيب الضمير مثلا على  تجاوزه ورائى
ام ان هذه مشكلته وحده ..
المشكلة اننى شعرت بأن كان من الواجب ان امشى معه
حتى لو لم نلحق بالصلاة من الاساس ..ولكن لم احسبها هكذا ..!

ابى ركبتية توجعه يومياً بسبب السير والمجهود فى المشاوير
هو عادةّ يقضيها مواصلات ويريح باله ولكن بعض الاوقات يمشى او يقف كثيراً
هو يستطيع السير والوقوف ولكن ليس لوقت طويل خصوصاً فى الصلاة
لذلك عادة ما يصلّى فى البيت جالساً بينما نادر جداً ان تجده كذلك فى المسجد
لا يحب الجلوس الا اذا ..جاب آخره

الحوداث التى مر بها مع سنوات حياته كانت سبباً مؤثراً
اتذكر حادثة منهم جيداُ .. واتذكر ايضاً يوم ان جاء من اصابه بزياره اعتذار
وكم كنا نخشى ان تكتشف جدتى انه هنا !!
كانت قد اقسمت يميناً اذا ما رأته لتجعل منه فضيحة كبرى
رغم المبالغة الا اننى اراها الان كان لديها حق
فذلك إبنها الكبير وعكازاً  لديها وسندها فى تلك الدنيا التى تعذبت فيها كثيراً

فكرت اثناء الصلاة ان سيأتى يوم يفعل ابنى معى ما فعلت
سيتخطّانى بسرعته بينما اشكوا  بصمت عن ضعف فى ركبتى
سأتذكر ذلك الوقت حينما كنت شباباً ،حينما كانت تحملى قدماى الى ما اريد
كم كنت عاشقاً للسير مسافات طويلة رغم ان كان جسدى مليئاُ بالدهون
كم كان المشى هى الرياضة الوحيدة التى كنت امارسها حيئذ ..
بل كانت هى المحرك الذى كان يجعلنى اتحرك من الاساس دون تشحير  مستمر !!

وصل ابى وانتظر حتى نقوم للركعه الثانية بجانبى
 حيث لم يكن هناك غير مكان واحد وينتهى الصف من الجانب الايمن
 ولا اعلم لماذا تلك الصدفه التى تجعله جانبى بينما اُلقِى السلام لانهاء الصلاة
اذ يقوم هو لإتمام ركعته الفائته ..
 رغم الدعوات الكثيرة التى نقف لاجلها
بعد الركوع  وقبل السجود
فى ذلك الجزء الذى يقال عنده" ربنا ولك الحمد" الا انه ظل واقفاً
 اتمنى عندما اصبح مثله يوماً ألا اتذمر فى البيت بحجة ان قدمى تؤلمنى...





هناك تعليقان (2):

  1. الردود
    1. اللهم آمين يارب العالمين
      شكراً جزيلاً لحضرتك
      شرفت المدونه ..اسعدنى مرورك
      دمت بخير ..:)

      حذف

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...