14 يوليو 2013

الحلم الصغير




منذ زمن بعيد كان كل احلامى التى اتمناها ان تتحقق يوماً ما عسكرية
فكرة كونى ضابط من القوات المسلحة امراً يستحق ان تفعل اى شئ لاجله
ولكن نأتى بالذكر ان شخصيتى او ظروفى المحيطة لم تكن مساعدة ابداً
على حد علمى ..كان يتطلب اشياء كثيرة مثل الواسطه او دفع مبالغ طائله
او على المستوى الشخصى بالحصول على بطولات مثلا
كان تقريبا جزء كبير من الوقت ممكن ان اتصرف فيه وترك البقية على الله
ولكن ما ان دخلت مرحلة الثانوية العامة وانقلب كل شئ على منحدر صلب !
لماذا..؟!، لسبب اكمل على ما كان موجوداً... "العمّلية"

اكتشفوا ثقباً فى الاذن .ليس مجرد ثقب بل عدم وجود "طبلة" من اساسه
هنا بدأت المشاكل ...
اخد وقت كان من المفترض ان يكون دراسياً لذلك تأخرت كثيراً
لم تعد تمارين "الكاراتية" واللياقة البدنية  امراً محبوباً بل صار متجنباً
الشعور بالدوخة والتعب والتعرض لافساد العملية والجلوس فى المنزل
وبعيداً عن الشمس والهواء والارغام على الحقن والادوية وزيادة الوزن
وفى لحظة ما ادركت تماماً ان تحقيق ذلك الحلم يوماً اصبح مستحيل !

كانت والدتى وانا رضيع تتركنى فتره  حيث حسبما قالت "غضِبت" من الرضاعه منها
فأتت لى بــ"البذاذة" وتعّوت عليها ومع الوقت بدأ بتساقط قطرات اللبن فى الاذن
مع عوامل الهواء والشمس والماء تآكلت الطبلة تماماً
 قد تسبب ذلك  ايضاً بإنه لم يعد لى مناعة قوية ضد الامراض
طفولتى الهادئة اصلا لم تكن تتخيل انها ستؤول يوماً الى حياة عسكرية
ذلك من حيث الطباع الا ان هناك اموراً كنت افعلها دائماً ...

حين يأتى العيد كنت اشترى بالعيدية اسلحة بلاسيكية خصوصاً التى تحتاج لتصويب
كان النشان فن اريد اتقانه بحرفية ..
علمنى شخص ما نظرياً كيف استخدم السلاح الآلى
ولكن كلماته كانت تصلح لاستخدام البلاستيك دون الحاجه لتطبيق عملى
وبالفعل .. اصبحت مدمن نشان ،لاى هدف ولاى مرمى
 من اسفل ومن اعلى الاسطح والمنازل
اخفى السلاح البلاسيتكى بطريقة ما عبر تفكيكه لقطع صغيره ثم اصل الى الموقع
بعدها اقوم بالتركيب والاستعداد واختيار الهدف و....يتم التنفيذ

احياناً كثيرة اشتاق ان احمل ذلك السلاح البلاستيكى مرة اخرى
هو الان قد تم تحطيمه و اريد شراء غيره والتجربة  عليه واضيف اليه ما اريد
الا ان نظرات الناس لى قد يشبوها نوعاً من الريبة
كإنى مازلت طفلاً اهوى اللعب !
ولكن حقيقة الامر هى كانت امنية اعيش الحلم فيها كل يوم
 وحتى بعد العمّلية كنت مازلت استخدمه
الى ان آتى اليوم الذى لم يعد هناك مجالاً للعب مرة اخرى
حينها كنت اتمنى ان اكون قد انتقلت من مرحلة اللعب الى التدريب الواقعى
وذلك للاسف مالم يحدث يوماً !!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...