10 يوليو 2013

القوة ثم الاتحاد وليس العكس ..




عمر طاهر.. الكاتب الذى ارفع له القبعه دائماً فى كل مقال وحرف وجملة يسطرها بقلمه
قرأت له ذات مرة موضوعاً كان من احدى المقالات فى كتاب يدعى "زمن الغم الجميل"
طريقته فى السرد مميزة للغاية ،تشعر بإنه دائما فى الالفاظ  "بيجيب التايهه"
تستقبل العقل الاشارات  قبل النظر فى البحث عن ما وراء موضوعاته
سواء كانت حيادية او منحازة لطرف ما ..
فهو عادةً لا ينحار بالدرجة الكبرى الا وان كان واثقاً من انحيازه بأنه على الطريق المستقيم
 وليس بعض الكتّاب الاخريين الذى يستهواهم انحيازهم فى المبالغة فى مقالاتهم عن الاخريين
 دون ان يوضحوا نقاط الضعف والقوة والتوازن الذى يجعل شخصية ما محل الموضوع
 لها سلبيات وايجابيات وليست كائناً فضائيا جاء ليغزو الارض !!
الكلام يبدو واضحاً وصريحاً ،هجومه ليس شخصياً بل موضوعياً ..
والموضوع الذى لفت انتباهى كان هو نفس الموضوع الذى كان فى رأسى منذ فتره طويلة
ولكن لم اكن بيدى التمكن والسيطره فى التعبير عنها وقتها
وكل ما فعلت هو التعبير بأسلوبى الذى كان  تقليدياً اكثر من اى شئ اخر
اسلوب يجعلك تعلم الفكرة ولكن لا يجعلك مشدوداً للقراءة لها ..
عموماً حالياً اود ان اذكر الفكرة مع الدعوات بإن اتمكن هذه المرة من الكتابة عنها بشكل حقيقى ..

مبدئياً قد يكون ما اقوله إعادة فقط لما تناوله الموضوع وقد اضيف شئ ما جديد..
ذلك ما ستراه من خلال ما تقرأ , الموضوع ببساطه يدعى "القوة ثم الاتحاد"
من هنا نفهم ان دوران القلم سيكون حول المشكله سياسياً واضف لذلك بعداً اجتماعياً ودينياً
لان على حد علمى بذلك الموضوع ، فهو مثل الشجرة التى تبلغ اغصانها الكثير من المجالات

مشكلاتنا منذ ان وعينا فى هذا الزمن هو سؤال
حتى الان ليس له اجابة نموذجية تساعدك على كتابتها فى سؤال ما فى امتحان ثانوية عامه على الاقل ..
بل سيكون على ما اظن الاجابة مفتوحة للطالب
بمعنى انه اى اجابة ستضمن الإجابة الصحيحة ..اى انه سؤال مجانى مثلما يقال ..
والسؤال هو ..لماذا لم يتحد العرب ويصحبوا قوة واحدة  بدلا من التفرقة التى عليها ...؟
ما الذى يا ترى يمنع حدوث تلك الخطوة
والتى يعتقد الكثير من العرب والمسلمين انها خطوة متأخره الحدوث نصف قرن على الاقل من الزمان ..؟
ما السبب الحقيقى وراء فشل تحالفات مثل التى كانت فى عهد عبد الناصر من قبل ؟!

بحكم دراستى المتواضعة فى التاريخ ..اذكر ان اخر اتحاد كان عليه العرب كان تحت قيادة عثمانية
والتى بحكم تدهورها على مر السنين اصبحت تابعة للنفوذ البريطانى الذى تحكّم فى كل شئ
وفى حياة المواطنين والعرب كافةً وذلك من اجل مصالحها فى المنطقة ..
تقريباً _والله اعلم_ مصر كانت بعيدة عن الانظار وذلك حتى قام محمد على بشن غارات تجاه الخليج
حينها بدأت تشعر انجلترا بخطورة  مصر فى اعتراض مصالحها مستقبلاً _جغرافياً_
والتى كانت تقع بين طريقها الى الهند (المستعمرة البريطانية) وبريطانيا نفسها
 عبر المضايق والبحار ، ولم يكن تقريباً _والله اعلم _ برضه ..
قد تمت عملية حفر قناة السويس و لا طرح الفكره ذاتها اساساً ..
ومن ثم بعدها جاء الاحتلال البريطانى بحوالى اربعين عاماً ربما اكثر او اقل
 وظلت مصر والدول العربية فى منطقة سوداء تاريخياً بداية من الخديوى توفيق
حتى تم الاستقلال فى القرن الماضى ..وحتى تم ذلك الاستقلال فكانت الموارد سواء البشرية
او غيرها فى البلاد كانت قد استنفذت تماماً او اصبحت غير صالحة للاستخدام من الاساس
لا اتكلم عن الموارد الطبيعية ..هناك شئ اهم يدعى "بناء الانسان"
ذلك المورد تناقص بشدة واصبح بناء الدولة يحتاج لجهود جبارة كى تظل فى تقدم
وذلك مالم يحدث الى الان ..
والسبب؟..لان الانسان العربى كان جائعاً للسلطة وللنفوذ ولكل شئ
ولم يكن يبحث على مصلحة بلاده كأقصى اهتمام او أولوية عظمى
 ذلك كان اغلبيتهم الا من رحم ربى

هنا سنصل بالتدريج للمشكلة الرئيسية .. وذلك بعرض مثال ما
اذا اردت ان تقوم ببناء منزل واشتريت الطوب والاسمنت وكل شئ يستلزم فى عملية البناء
ولكنك اكتشفت انها هشّه ولا تصلح
 واذا قمت بالنباء بها فإحتمال انهيار المنزل كبيراً بعد فتره من الوقت
 لقد قام المقاول بالغش وانت لم تسطيع ان تفعل له شئ
غير ذلك ..الحكومه تعلم انك الان تملك منزلاً ومن ثم ستدفع دون ان تستفيد
 ودون ان يكن لك بيت حقيقى فذلك ليس من شأنهم ... والخطأ خطأك من البداية
هكذا نحن .. نحتاج للمبادئ والقيم والاخلاق فى كل شئ وهى اصبحت معدومة تماماً
ذلك ليس على الصعيد العربى فقط انما العالمى ايضاً
وقد تتسآل اذا كانت المبادئ قد انتهت عصرها فكيف مازال العالم قائماً الى الان..؟!
بكل بساطة العالم يدعم بقوة ذلك الذى يسّد احتياجاته ومصالحة الشخصية بالمساهمة
قد تبدو الكلمات والخطابات رنّانه ولكن فى حقيقة الامر هناك دائماً ما يحدث خلف الكواليس
كواليس قد تجعلك تعرف ان شيئاً ما حدث ولكن دون معرفة السبب الحقيقى
اليس ذلك منتشراً بكثرة ..؟!

الفكرة هى ان محاولة قيام اى وحدة واتحاد بين الدول العربية حالياً ستكون جميعها مصابة بالفشل
وذلك لان يجب اولاً ان توجد القوة ومن ثم الاتحاد وليس العكس ...
فإذا قامت اتحاد فى ظل نظم ضعيفة او متفاوتة فلن يحدث غير ان ستتسع الثغرات
وتصبح حجم الفجوه اكبر واعمق وليس كما يظن البعض بانها ستتلاشى ..

اولاً يجب عليك بناء وطنك جيداً اياً كانت جنسيتك العربية
 وحينما تصل بلادك لمستوى القيادة ومواجهة ازماتها والتغلب عليها
 وتحمل مسؤلية حدوث اى مشاكل ، حينها ستتمكن فى ظل التحالفات والاتحادات
 بأن تواجه كافة المصاعب التى حتماً ستجدها ذات يوم وذلك ان حدث اصلاً ..
بمعنى اخر.. الجملة التى كتبها عمر طاهر فى نهاية المقال قائلاً..
"فالشيخ الذى فشل ابناؤه فى كسر جزمة العصِى فقبل ان يعلمهم
كان يجب عليه ان يعالجهم من الانيميا " !!.....


هناك تعليقان (2):

  1. فالشيخ الذى فشل ابناؤه فى كسر حزمة العصِى فقبل ان يعلمهم كان يجب عليه ان يعالجهم من الانيميا " !!
    هههههههه
    شابوه ليك ولعمر طاهر يا على
    جه الوقت إللى مش لازم ناخد كل إللى عرفناه بإنه أمر مسلّم بيه ونعالج الأفكار ونغير رؤيتنا للأمور .

    تسلم بجد مقالة رائعة ولازم تتنشر على مدى أوسع .

    ردحذف
  2. ربنا يخليكى يارب
    كلامك صحيح.. لازم نعرف دلوقت

    تسلمى يا فدوى :)

    ردحذف

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...