صديقى الفريند

صديقى الفريند ،سعيد جدا اننى فى قائمتك الان بعد ان كنت "ان فريند"
بعد ان كنت شخص غامض لا تعرف سوى اسمى وميلادى من الانفروميشن
تضرب ضربتك على الاد
عن طريق الحظ ،عن طريق المعرفة المسبقة او عن طريق اصدقائك المشتركين
او لاننا تسامرنا كثيراً فى جروب واحد ،او اعجبتك بضع كلمات منسوبة لى

افتخر ان صفحتى الشخصية صارت الان عليها متابع جديد
بالتأكيد لن يحرق دمى وسيجاملنى بعدد من الايكات اللامتناهى على اى شئ
غالباً لن يقرأ ها للثقة السابقة او المتزايدة بكونى معرفة جديدة خالية من السوء
تنقر على ذلك "الاكونت " وبجابنه علامه خضراء صغيرة توحى انه الان  "اون لاين"
ولكن المشكلة كيف ستنبدأ
غالباً تكون رسميات مثل اى اتنين يتعرفون على بعضهم البعض
الا انها خالية من الصوت والصورة ،انت ستسعد بمعرفتى دون ان ارى وجهك
ودون ان استمع الى نبرة صوتك التى بالتأكيد لها دور
نكتفى فقط فى تمثيل بعضنا امام بعض بالحروف نائبة لنا عن كل الحواس
فقط حروف تتجمع من لوحة منفردة بكل حرف مع نفسه وبجانبه قرينه الابدى
تلعب اصابعك عليهم لتكوّن جملة ...

المشكله يا صديقى ان بعد فتره من الوقت ستشعر بالفتور
اينعم بإمكاننا الضحك الهيستيرى عبر حرف "الهاء" بشكل متكرر
الا اننى حتى الان لم استمع الى نوع ضحكتك التى هى عنوان لشخصيتك
للعلم فقط لكل شخص ضحكة مميزة تكمّل "الاستايل بتاعه" ..
لا تحلى مجالسته  والضحك معه الا بها
فما بالك بصفحه صغيرة جانبية(الشات)  كل ما عليها بضع حروف ورموز

سنفتقد الى بعضنا كثيراً لدرجة انك ستشعر بالملل بعد ما تسألنى عن حالى
فأقول لك "الحمد لله وانت " ..وترد لى نفس الجملة  مصاحبةً لابتسامة صفراء
 هى الراعى الرسمى لاى ابتسامة موجودة ولا تعرف ما المقصود بها بالظبط
هناك انواع كثيرة من الايموشن الذى تستطيع ان تعبر به عن حالتك
لها دور مهم فعلا ..تصور شخص ما يمزح معك ولم يضع ذلك الايموشن المضحك بجانبه
سيذهب عقلك بعيداً جداً عما يقصد، من الممكن ان تتسبب فى ازعاجك كثيراً

انحصرت معرفتنا بالناس وما بداخل خلايا عقولهم واشكالهم فى صورة البروفايل او الكوفر
غالباً يختارهم بعناية لانها ضمنياً تعبر عن ذاته
تعبر عن ميوله ومزاجه
وما يحب فى سطور قليلة او شير لبعض الكلمات والصور والفيديوهات
اذا كنت متحمساً له للغاية فلن تستطيع ان تكمل يومك الا به
بعض الناس تستخدمه للتجاره او الغالبية العظمى للترفية
حتى ان الهيئات الحكومية حتى تتصل بالناس لابد ان يكون لها "بيج" على اتصال مستمر بالحكومة !

المشكلة انها ابتعدت تماماً عن مضمون اختراعها
لم يكن يعلم "مارك" انها ستتفحل وتنتشر الى ذلك الحد
الى الوضع الذى لا يستطيع شاب او فتاة الاستغناء عنه والا يراه البعض "متخلّفاً " !!
الى ذلك الوضع الذى ترى ذلك الجيل منفصل تماماً
عن اى عادات او تقاليد تعلمها من الاسره والمجتمع
اصبح العديد محتكأ ببعضه ..
ان تعرف البعيد عنك فى قارة اخرى والمختلف معك سلوكياً وفكرياً
دون ان تفكر فى كمّ ذلك الاختلاف  والبعد الثقافى عنك
صار من عاداتك اليومية ان تتعرف على من يسوى ومايسواش !
ظناً منك انه شخص قد تجد عنده ما تحتاج اليه
صار العادى بتاعك هو مصاحبة ربعمائة صديق لا تعرف اكثر من نصفهم ما هو اسمه الثانى
ولا حقيقة أمره ولا كيف يعيش ولا حتى كيف يفكر
تشعر بالانبساط الشديد انك شخص مرموق والكثير يعجب بما تقول 
قد تكون محاولة لهدم ذلك الجدار الذى بناه المجتمع وذلك الانغلاق التى تربيت عليه
ولكن ايا كان الامر ..
فنحن على وشك الانفجار فعلاً اذا استمر ذلك فى حياتنا دون تغير !!