فيما مضى منذ حوالى القرن الماضى كان العالم عبارة عن قوى عظمى متعددة تتشكل جميعها فى منطقة واحدة
غربية من العالم يطلق عليها حالياً الاتحاد الاوروبى ، لم تكن اوروبا متحدة فيما قبل ، كانت تحتوى على كمية تشرد
عالية المستوى فى الوقت الذى كانت الخلافة الاسلامية نتشر دعوتها فى اقطار العالم الى ان وصلت للأندلس (اسبانيا والبرتغال)
حالياً ، كانت التجربة الاولى بينهم فى صد التوسع الاسلامى حينها ، تحديداً فى معركة تسمى "بلاط الشهداء"
قامت ونشأت بعدها بما يعرف بفرسان الصليب ، ثم على مرور السنوات واضمحلال الخلافة الاسلامية وبعدها الاندلس
طُرِد المسلمون من هناك فى اخر مواقعها وهى غرناطة
قامت فيما بعد الحروب الصليبية ، الهدف كان واضحاً ، الاستيلاء على الشرق وثرواته مع نزعة موجودة منذ القدم
بإضطهاد المسلمين ، القرن الماضى كان ملئ بالاستعماء ، لا توجد دولة عربية واحدة قد نجت منه بعد الحرب العالمية
الثانية باستثناء السعودية التى كان يحكمها الشريف حسين الذى ساعد الحلفاء للقضاء على الدولة العثمانية
آخر الدول الاسلامية ، املاً فى ان يصبح هو الخليفة فيما بعد ، ولكن كل الوعود التى قطعتها بريطانيا له مقابل مساندته
لم يتم الوفاء بها بالطبع ، خاصةَ بعد تقسيم الوطن العربى وافريقيا الى مستعمرات تضاف لملكية الحلفاء بعد انتصارهم
فى الحرب العالمية الاولى
الدولة ربما الوحيدة التى لم تحظى بمستعمرات فى هذا التوقيت رغم قوتها كانت المانيا ، يرجع ذلك لهزيمتها فى الحرب
بينما ايطاليا كان لها نصيب محدود متمثل فى ليبيا ، بالرغم من فقرها المدقع آن ذاك ، ولكنه سباق كما تعلمون
اشبه بتقسيم ثروة للورثة الجدد فى العالم ، وايطاليا كانت بمثابة الابن الاصغر الذى تبقى له الفتات
بالطبع هناك اتفاقات بينهم جميعاً على ذلك ، حتى لا يطمع البعض فى ما يناله الاخر !
بعدما استولت بريطانيا على الجزء الشرقى ماعدا فلسطين التى كان مزودجة الاحتلال باسم " الحماية الدولية "
وتدريجياً صارت لبريطانيا وحدها ثم لليهود ، بينما فرنسا على الجزء الغربى بدايةً من تونس وبالطبع هناك غيرها غير عربية
بإفريقيا والقارات الاخرى ، سيطرة العالم فى هذا الوقت كانت فى يد الاكثر نفوذ وقوة بريطانيا ، وصل لحد قول
الامبراطورية التى لا يغيب عنها الشمس من كثرة المناطق التى كانت تابعه لها
معها فرنسا والمانيا التى قامت بعد ذلك وايطاليا اكثر الدول شهرة فى اوروبا ، حدث الصراع مرة اخرى فى الحرب العالمية الثانية
ادى الى اختفائهم جميعاً عن السيطرة العالمية ، وكان وقتها هناك نجمين قد بدؤا فى الظهور ولكنهم كانوا يمارسون سياسة العزلة
عن العالم (امريكا .. روسيا ) ، الثنائى العدائى على مر التاريخ ، ادت نتائج الحرب العالمية الثانية الى ابرازهم كقوى عظمى
ثنائية بعد ذلك ، وصراعاتهم فى الحرب الباردة ، ثم تفكك الاتحاد السوفيتى لتبقى امريكا الاقوى والاكبر سياسياً وعسكرياً
الفارق فى هذا العصر ان مصدر القوة اصبحت لا توزن عسكرياً فقط ، والا لكانت الكرة الارضية تحت السيطرة المباشرة لامريكا
تلعمت امريكا الدرس جيداً واصبحت تابعية العالم لها بمساسية بعض الدول واشتراك المصالح للبعض
والقوة الاقتصادية والاعلام من جانب وتحكمها فى الامم المتحدة ومجلس الامن
وفرض قوتها والضغط على الجزء المتبقى عسكرياً..
نحن نتكلم عن فارق قرن او اثنين من الزمان يفصلنا عن كل هؤلاء .... هنا ينتهى الدرس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق