3 ديسمبر 2013

السؤال الثانى (قصة قصيرة)


- حضرتك انا جت هنا لسبب
- ايه هو
 - عشان اعرف انا مين !!

قبل اللقاء الاول بعشرة ايام ...
فى الصباح ، استقلال المواصلات العامة، التوكتوك   ، الميكروباص ، الهواء الكريه الذى عندما يصل لانفك
فى الزحام تبدأ اعصابك فى الهيجان تدريجياً

وتجد نفسك عصبياً تجاه اى احد ، لذلك لم يعد يكن لديه غير مواجهه كل ذلك (القرف) من وجهه نظر
ه
 سوى الصمت
ملاذه الوحيد، النظر الى شباك العربية والتعمق كثيراً ، التأليف الذهنى فى رأسة الى ان تركن السيارة
 وينزل منها متجهاً الى المجمع الجديد..

 ينزل من السيارة ، تتبخر وتتصاعد الابخره مكونة سحابة حول عينيه فى محاولة للرجوع مجددا الى الواقع
كيف سينتهى يومه..؟ مالذى عليه ان يفعله ..؟ ، هل يمكنه اضافة شئ جديد ام الامر سينتهى اليوم
 كالروتين المعتاد ، الاثارة هى ان يبقى متماسكاً ، هادئاً ، واثقاً فى خطواته ، مسيطراً الى حد ما
 على تلك الجروح السلبية والثغرات التى يأتى منها

كل ما لا يريحه عصبياً .. نوع من الاسئلة ، الفلاش الباك ، شئ لا يمكن وصفه
شئ يجعل لديك حاسة الاحساس فى تصاعد مستمر  فى نبضات القلب اذا شعر بشئ ما
شئ يدور حوله ، يشير اليه ، يجعله فى المرمى دائما ، مرمى النشان ، و…. طاااخ !
 (نوع من الصراع النفسى )
صعد السلم تلو  السلم ، انفاسه فى حراره تتصاعد ، يلعن فى نفسه من تجرأ على بناء هذة السلالم بهذا الشكل
لماذا لا تكون مرتبطه ببعضها البعض فى صعود مباشر
لماذا ندور اتجاهاتنا وتقف قدمينا لحظات وتسترخى ثم الصعود مرة اخرى ، اشبه بمدرب الاحماء الذى يجعلك
تستريح
فقط ثوان معدودة لاجل تمرين اصعب قادم
عموماً هو اعتاد ذلك الامر ، وان كان مازال فى نفسه يلعن هذا المهندس الذى صمم والمقاول الذى اشرف على البناء
وهؤلاء العمال الذين ساهموا فى البناء ، وبالمرة الالات التى تستخدم  حتى اصغر مسطرين تم العمل به ! 
يصل الى الدور الرابع او الخامس وايام اخرى الى الثانى ، بين الصعود والنزول ، يميناً ويساراً حتى يستقر
ويمدد زراعيه امامه على اللوح  الخشبي العريض  الذى يفصله عن فراغ ممتد اذا حاول اجتيازه
 سينتهى امره مع بالسقوط فى بركه دماء فى الدور الاو
ل ! 
- صباح الفل
- صباح النو
ر
- الدكتور مجاش لسه ؟
- لا جه بس قايلنا عشر دقايق وتدخل
وا
- شريف مجاش
- كانوا هنا وطلعوا شويه وجايين تانى عالطول 
كانت تلك هى سمر ، احدى الزميلات ، فى بداية العام تكاد لا تأتى ، لا تحب البهدله على الوجه العام  بمختلف الصياغات
التى يمكنك النطق بها ، بهدله المواصلات ، بهدله الوقوف بين المحاضرات ، بهدلة الغاء محاضرة بعد ان اتت خصيصاً لها من الشرق الادنى منذ بلاد باكستان واوزباكستان !!
 
لا تعود الا بفائدة للمنهج الدراسى وان كان تصوير بعض الاوراق ، يجب ان تشعر ان قدومها فيه بعض من الافادة لها
حتى وان كان القسم كله منهك و ينام حولها من التعب ، حدث ذلك مرة العام السابق
ولكن الان  تحسنت بعض الشئ فى شخصيتها  ، بل تحسنت كثيراً ، ربما ازادت ثقه فى نفسها هذا العام
 ربما لانه العام الدراسى  الاخير ومسك الختام
 
سمر فتاة واقعية جداً ، لا تهتم كاى فتاه اخرى بتلك العلاقات الرومانسية ، تعرف ان من الصواب الا تقوم بالتجربة
فارسها المنتظر كإى انسان يأتى لبيتها ويطلب يدها ، تحسبها بواقعية ، كيف ستعيش ...
احياناً تبدو انطوائية بعض الشئ واحياناً تحب التعامل كثيراً مع الجميع ، تعلم مصلحتها جيداً
الجانب الايجابى بها يتفوق على الجانب السلبى ، بها نوع من الانانية ولكن مثل الاطفال الصغار على اشيائهم
والجانب الايجابى هى انها كريمة جداً ، لا تبخل اثناء كلامك معها بما تعرفه  ، ان كنت جائعاً تعطيك بعض ما تأكل
كذلك ان كنت عطشاً ، ترى العالم بنوع من البساطة ، غالباً لا توجع عقلها بكل المشاكل والازمات التى تسمع عنها
بسيطة وان كان بعض من العمق البسيط ، يظهر عليها الحزن بسهوله كما يظهر علامات الفرحة ..
هذا من الظاهر .. ما تحتويه بداخلها هى بالكاد لا اعرفه ..
 
أتت من بعيد فتاه اخرى ، اكثر طولا وامتلاءاً عن سمر ، تدعى غالية
غالية  من ذلك النوع من الفتيات التى ربما لا تعرف عنها شئ سوى انها تحب ان تضحك دائما
وتساعد الجميع بلا استثناء ، لا تبخل علينا بتلك الكورسات المهمة او بعض الاوراق التى يأتى منها الامتحان
يشيد بها الجميع بالجدعنة ، شخصيتها جريئة بعض الشئ ، اجتماعية جداً ، ومع ذلك قد لا تعرف عنها شئ
من الداخل ، ذلك العالم الذى لا يعرفه احد الا القليل ، القليل جداً فى الواقع ..
غالباً سيكون عالم مضاد بما تظهره ، ربما الكثير من الالم ، الاشفاق على نفسها من بعض ما تعرفهم ممن يستغلونها
لا  تعطى الثقه فى التعامل الا  لمن هم من وجهه نظرها  يستحقون ..
 

بينها وبين سمر تنافس شرس ، عميق ، ترتفع الصيحات من كل جانب ، من سيسبق من ؟!
هل سمعت عن فيلم الزوجة الثانية من قبل
؟!
هل تعرف ماذا كانت تفعل مرات العمدة عندما تريد ان تغيظ الزوجة الجديدة ؟!
او القليل من النقار الدائم بين توم وجيرى ، هكذا هو الامر ، من التى ستفوز على الاخرى..

الفريق الاخضر  يهتفون غالية غالية غالية  ، والفريق الاحمر  سمر سمر سمر
تبدأ المنافسة منذ بداية العام ، بكل مراحلها وتصفياتها ونقاط القوة والدراما المتلاحقة على المشاهدين
وفى الاخير  ينتهى بتفوق سمر  بطلوعها الثانية على القسم بينما غالية  الثالثة او الثانية مكرر حسبما تقول
تمر الايام والسنه الرابعة تأتى ونراهم احباء يتبادلون التهانى والشيبسى والبسكويت والضحكات الشبه صامته من سمر
مع بعض الابتسام الممزوج بوجه يشير لصاحبته بالدم الخفيف  (غالية ) .
 بينهما تلاته فتيات اخريات فى القسم ذاته .... قسم الاقتصاد
بينما الشباب .. هو مازال يقف وحده الان قادماً اليه شريف يسلم عليه كالمعتاد ، يحضتنه بشئ من الاجلال
ثم مادداً يده الى هؤلاء الذين اتوا معه من الخارج ، يبدوا عليهم التعب من المشوار
 

- كنتوا فين يا بنى

- كنا بنصور-
- تصوروا  ايه
 - جزء م الكتاب اداهولنا الدكتور قبل ما نبدأ المحاضرة قالنا هانشتغل عليه -
- طب مفيش نسخه فاضله
- لا صورنا على عدد الموجودين بس ، مانتا ماكنتش لسه جيت ، دايما تيجى متأخر  كدهو  -
ثم نطق احد الشباب قائلا له
 - روح صور انت بقه  عشان هندخل
  ممكن تلاقيه طالع بينده علينا دلوقت..
اتجه الى شريف وطلب منه ان يأتى معه فأجابه بانفاس متقطعه بالانهاك من المشوار
 راسماً ابتسامته العريضة

فسحب ذارعه وقال له
 – عايز فى موضو
ع
موضوع ايه  خليه بعد المحاضرة -
- لا هاقولك عليه عبال ما نصور ونجى يالا بسرعه
- عالطول تاعبنى معاك كدهو ، امرى لله

بعد مشوار السلالم كالمعتاد والنظر بحسرة على الاسانسير

من باب المبنى فى اتجاه بوابة المجمع ثم مسافة حتى الوصول الى المكتبه التى يريد تصوير الاوراق بها
بدأ شريف بالكلام
- ادينا طلعنا اهو قولى بقه ايه الموضوع
- اشار عليه ان يهدأ قليلاً حتى نخرج من البوابة
فرد عليه مسرعاً
-ماهو مخدش معانا اهو اتكلم بقه

- زيادة احتياط
- احتياط ايه ، انت هاتقولى معلومات سرية ولا ايه
- حاجه زى كده
 -
 ياراجل ، مش تقولى انك شغال فى المخابرات .. قالها مازحاً
-خفيف انت .. مخابرات ايه يا قديم
، دى حاجه ماينفعش حد يعرفها  
-ليه ادهم صبرى
.. قالها وهو يواصل الضحك
 -لا اصبر وانت تعرف
- صبرنا ياسيدى 
مشيا قليلاً الى ان وصلا الى خارج البوابة ثم استوقفه وقال
عايز اقولك على حاجه خطيرة -
- قول بس خلص بسرعه واحنا ماشين المحاضرة زمانها بدءت -
انا شاكك فيا -
- شاكك فى مين ؟! ، ازاى ؟! ، طلعت حاجه تانيه غير انك راجل ولا ايه  -
- بص ، ام الاستظراف دا  اللى هايخيلنى اغير رأى وغلطان انى كلمتك اصلا -
- خلاص خلاص كمل ، شكلك هادوينا فى داهيه -
انا بس اللى هاروح ، بس لو ماسكتش هاخليك تروح معايا
خلاص ياعم سكتنا اهه ، قول شكلك عامل مصيبة
- انا...
- انت ايه
مش عارف
انت موقفنى هنا وكنا زمنا خلصنا تصوير  والمحاضرة بدءت والدكتور بيشتم فينا دلوقت عشان تقولى مش عارف !!
- يا بنى ادم افهم .. ماهى دى المشكله .. انا مش عارف
- مش عارف ايه بالظبط
- انا .. مش عارف .. انا !!
 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...