فى طريقى للعودة كانت الامطار شديدة ، احب هذه الاجواء ، اشعر بها شعور احمد عز فى ملاكى اسكندرية
ولكن للاسف لم يكن يرافقنى غادة عادل انما كلب لونه اقرب للون الفضة ، فى مكان ما
وجدته يمشى بجوارى ، فى بداية الامر ظننته سيقوم بالنباح والعويل لاكتشافه شخصاً يسير بعد منتصف الليل
وحده فى طريق مظلم ، الا انه ظل يسير دون ان يخرج منه اى صوت
وكانت من ضمن المشاكل التى تعوق حركتى اثناء السير وجود كلاب على الطريق ، لذلك لم ارتاح له وقتها
وظللت قلقاً اتصنع اننى اتحدث الى شخص ما ، ادرك ان ذلك تفعله عندما تقابل ذئباً وليس كلب !!
ولكن ما حدث هو اننى اضطرت لذلك لكى اخفف من التوتر الذة اصابنى ، واتخيل اننى اتكلم
كنوع من الونس لنفسى ، قد تجده جنون ، ولكن الموقف كان يتطلب فعل ذلك
فلم اكن ابداً بى علاقة حميدة مع اى كلب قابلته منذ كنت صغيراً
الغريب انه ظل يرافقنى ولا اعرف ماذا يريد ، ولماذا كلب مثله لا يختبئ من الامطار مثلما يفعلون من هم مثله
معلوماتى عن الكلاب انها لا تحب الشتاء ، اليس كذلك ؟! ، وانها تنبح بلا توقف
هذا ما اراه اثناء طريق العودة ، لم اجد تلك الكلاب التى تفزعنى فى كل مره كلما اقترب من البيت
الا ان ذلك الكلب لم ينبح ولن يبحث عن مأمن للاختباء فيه ، فقط ظل يمشى بجانبى واحيانا ورائى
يقف عندما تمر سيارة ما واذهب للجانب الاخر ثم بعدها اجده ورائى مرة اخرى
فى احد المرات التى ادير وجهى فيها للخلف اثناء سيره معى التفت فجأة لاجده ورائى مباشرة ، شعرت للحظة بالفزع
وانها لحظة مناسبة للانقضاض علىّ بالنسبة له ، ولكنى وجدته ايضاً قد فزع من حركتى ، رأيت ذلك من تراجعه
للخلف مرة واحده ، وظل السؤال بداخلى يرن بصوت اقوى ، ماذا يريد هذا الكلب منى ؟!
هل ألف السير معى .. ام يرانى شخصاً لطيفاً سأعطية شئ يأكله ..؟!
الكلاب عموماً لا تفعل ذلك الا لآمرين .. اما ان تكون قد توليت تربيته منذ وقت طويل
او معك شيئاً يحبه فيتبعك للمكان الذى سترميه اليه ليأكل مثلا
الا انه اول مره يرانى فيها ، وبالطبع لم يرى فى يدى شيئاً ليسير خلفى وبجانبى لكى ارميه
اذا .. لماذا يسير معى هذا الكلب فى طريق مظلم واجواء عصيبة كالتى كنت فيها .. لا اعلم !!
كنت قد ارتحت له فى النهاية ، بل كنت اريد لو كان يفهم لغه البشر ان يسير معى لنهاية الطريق
على الاقل سيحمينى من اى شئ يتعرض لى ، او على الاقل لن تجرؤ الكلاب هناك من الاقتراب منى
وكنت اراهن نفسى كل مره اذا التفت للخلف فلن اراه ، وقد حدث الا اننى فوجئت اننى لم ارى جيداً
فكان يسير خلفى فى منتصف الطريق ، وعلامات التعجب تقفز من رأسى على اصراره بل وعلى وقوفه فى عز المطر
فى النهاية عندما دخلت منطقه اخرى يوجد بها منعطف لطريق اخر لم اجده
تقريبا كانت حدود تلك المنطقه النهاية بالنسبة له ، الا اننى برغم كل شئ كنت اريد شيئاً واحدا اخيرا
وهو ان اشكره ، وتمنيت لو اعطيته شيئاً ياكله معى بعد هذا المشوار !
لا اعلم اذا تطلب الامر ان اسير فى هذا الطريق مرة اخرى ، هل سأجده ام لا ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق