7 يناير 2020

فى سبيل من ستحارب ؟


انا من الجيل الذي لم يشهد حروباً ، نراها في الأفلام ونشاهدها كوثائقيات ، اصبحنا علي دراية بتفاصيل تلك الحروب اكثر مما خاص تلك الحروب ذاتها وكان في نفسي سؤال ، هل الجنود كانوا يعلمون الصورة الكاملة لاي حرب يخوضوها
ام اهم مجرد بيادق تم نقلها لمواقع الحرب وأصدرت لهم الأوامر بالاشباك فقط
يعني في سبيل ماذا ترك الجندي حياته وذهب ليحمل بندقتيه ويصوبها تجاه العدو ، والعدو بالمناسبة ليس كيان ثابت
فهي تقال عليك ايضاً من جانب ما تسميه انت العدو !
كانت لدي ازمة مع التاريخ العصر الحديث للحروب والتي كانت منذ بداية اعتبار مصر ولاية من ضمن ولايات السلطنة العثمانية   أي فترات الفاطميين والايوبيين والمماليك والتي وان كانت فترات دامية ولكن كان فيها جهاد حقيقي وليس في سبيل المصالح والملوك فقط   وتلاها الحربين العالميتين  وتلك الازمة كانت عبارة عن سؤال
 لماذا كنا نشترك دائما في حروب لا ناقة لنا بها ولا جمل الا اللهم بعض الحروب التي كانت مصيرية مثل حرب 48 وحرب 56  وحرب 73 ، ستقل هناك حرباً  استقطعتها عمدا بينهما ، سأقول لك انها لم تكن حرباً بل سقوط وانهيار ، لأننا في الحقيقة انسحبنا من قبل حتي ان نحارب !

في فترات العثمانيين الأخيرة والتي صارت فيها الدولة العثمانية كمثل أي امبراطورية تتحكم في الدول التي تفرض سيطرتها عليها وذلك خلافاً طبعاً للفترات الاولي لها والتي كانت تشهد فتح إسلامي وكانت جهاد بمعني الكلمة ولكن في فتراتها الأخيرة والتي كان حينها محمد علي باشا والي مصر ، اصبح هناك ما يسمي بالجيش المصري ، وكانوا عبارة عن فلاحيين فقط وربما كانوا كخدمات وليسوا حتي جنود يحملون السلاح ، وعلي مدار تلك الفترة وحتي الحرب العالمية الثانية كنا نحارب من اجل لا شيء ، العالم كله يدور الضرب في بعضه ولا احد يهتم بتلك الدولة التي كانت تحت سيطرة الاحتلال الإنجليزي  ، كانت حرب 73 هي الحرب الاولي والأخيرة لمصر في التاريخ الحديث  التي كان فيها الجندي المصري كاملاً من حيث الروح والقتال والهدف والصراع ، لسنا طرفاً مجاوراً ولسنا خدم يستعان بهم في الخطوط الخلفية ولسنا حلفاء نحارب لاجل قضايا اخري ولسنا فئران تجارب تطير من فوق رؤسنا الطائرات والصواريخ والقذائف دون ان نستطيع حماية انفسنا منها

الان وقد اصبحنا في القرن الواحد والعشرين ، واصبحنا منفتحين علي العالم اجمع وصار الجميع يعرف كل شيء
عندما تحارب فانت بالتأكيد علي يقين بما يجري ، ولست قاصراً كذلك ، فعندما تقرر الحرب فاجلس مع نفسك وأسألها
 سؤلاً ،  لمن سأحارب ؟ لمن سأقتل ولمن سيهدر دمي لاجله ؟
فأبحث اولاً عن الحقيقة حتي ولو كانت في باطن الأرض وتم دفنها علي بعد اميال وقرر بعد ذلك
ان كانت في صالح دينك وبلادك فاستعن بالله واما النصر واما الشهادة ، وان وجدتها غير ذلك فإن تموت باي طريقة اخري  اشرف من ان تموت في معركة لست فيها مع جانب الحق ، لماذا أقول ذلك
لانك يا عزيزي عندما تموت وتحاسب لن يأتي احد ويدافع عنك ويجيب بدلا منك ، بل انت وحدك ستجيب علي نفس السؤال ، لماذا كنت تحارب وفى سبيل من ؟ ولكن حينها لن تجد هناك فرصة لاعادة التفكير او العودة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...