3 يناير 2020

كل شئ لا يجب ان يكون علي ما يرام !


الحياة اكثر تعقيداً مما تري ، وابسط مما نفكر ، ولكني لست هنا لاعطائك درساً في الحياة بل شيء ربما لمسته بنفسي ورغم ذلك لا اكف عنه ، عندما يثار جنوني نحو امر ما في حياتي اصير كالطفل اريده حالاً ولا تسعد نفسي ولا تهنأ الا بالحصول عليه ، واكون مستشيط غضباً ان لم يحدث ويهون علي امر الدنيا في تلك اللحظة واشعر ان الجميع اغبياء وقد اجتمعوا علي الا  يجعلوني احصل علي ما اريد ، ذلك ربما هو الشئ الوحيد المتبقي من اثر الطفولة ، مع الوقت أصبحت اقل عصبية ولكن هو نفس الامر يحدث ، ربما اكتم شعوري هذا بداخلي واخرجه في وقت آخر او في تصرف ما ليس امام الناس عموماً ولكن كثيرا ما اخرج عن السيطرة ، عندك مثلا زميل لي في العمل اريد منه شيئاً ماً في العمل نفسه وليس تعامل خاص ، اتعامل معه في البدء بنفس مستوي التفكير ،  مثلا عندما أقول شيئاً فسيفهم ان كذا كذا ضرورياً ان يحدث والا يتأخر تنفيذه ولكن رغم ذلك اتفاجئ بأنه بدلاً من ان  يبادرني بذلك اجد الوضع علي ماهو عليه
حسنا لم اقم بشرح الامر بوضوح ، فقط ان اطلعك علي الخطوط العريضة ، فبافتراض انك فهمت ما اعنيه ، ففي تلك اللحظة اشعر ببركان تلقائي ينفجر ، يندهشون طبعاً بردة فعلي تلك والبعض يقول لماذا انت غاضب هكذا ولكن يا جماعة الخير الانسان ميزه الله بالعقل ، ان لم تفهموا ما أقول منذ البداية اخبروني ، ولكن عندما اعود بعدها بقليل اشعر بالندم علي ذلك الغضب ، الحياة لا تستحق ان تنفعل وتغضب وتثور ، ان لم تتمالك نفسك في مثل تلك اللحظات فمتي اذاً
ايفترض ان الناس جميعهم في مثل عبقريتك مثلاً !!

في الحقيقة قس علي ذلك كل شيء ، هو مبدأ وجين وراثي لعين علي ما اظن ، ربما جدي الأكبر كان كذلك ، لا يتحكم في اللحظة ورده فعله دائماً تمثل مشكلة يصاحبها بعدها ندم شديد ، ولكن دعنا نتفائل فهناك علي الأقل في الأخير ندم شديد
وذلك يعني ضمير حي ، احياناً اشعر بالسخرية من نفسي عندما أتذكر انني ذو ضمير حي وذلك لانني لست جيداً بما يكفي هناك أشياء اخري في حياتي خفية لا تنم عن الضمير الحي وذلك ليس اعتراف ولكن هو نوع من عدم التفاخر بأشياء ادرك تماماً ان الشعور بها نوع من الزيف ان كنت تفهم ما اعنيه ، بإختصار انا لم اعد اريد رؤية نفسي بشكل مثالي مرة اخري
لان الحياة كانت نظرتها منذ وقت طويل جداً انها لابد وان تكون كذلك ، كل شيء يجب ان يكون علي ما يرام
وهذا خطأ شائع في معاجم اللغة ! ، الحياة أصلا ليست مثالية ، فكما قلت سابقاً هي متناقضة ، بالغة التعقيد ومسائلها بسيطة ولكن كوننا بشر نحب ان نعظم كل شيء حتي نشعر بقيمتنا او ربما هذا سلوك الانسان بشكل عام
طبعاً هناك أمور عظيمة أصلا خلقها الله ولكن ما احكي عنه هو الانسان نفسه وبحثه الدائم عن قيمته في أي شيء دون جدوي
اعلم ان معظم كلامي غامض وغير مفهوم ، ولكنه ايضاُ واضح شديد الوضوح ، الموضوع برمته متناقض
ذكرني بذلك مسرحية" شاهد ماشفش حاجة " عندما قال له القاضي "يا ابيض يا اسود اللون الرمادي لا انا مبحبوش"
هنا ادركت شعور سرحان عبدالبصير  " عادل امام " ، هو لا يدري ما الذي يفترض ان يكون ابيض ولا اسود بالتحديد هو يعيش كما العالم اجمع فى المنطقة الرمادية ، منطقة التناقض ، هناك ابيض واسود فى نفس ذات اللحظة !
لذلك فان كنت تشعر بانك كذلك فلا تقلق ، انت ربما تسير علي الدرب الصحيح وانت لا تدري ، لان بقبولك تناقضك هذا سينزاح عن كاهلك عبء كنت تحمله طوال عمرك ، عبء كان يدعي بان كل شيء يجب ان يكون علي ما يرام . 

ملحوظة مهمة : ستجد هنا تناقض شديد جداً بين السطور ، لا تقلق ، ان لم يعجبك ما اقول فاعتبره مجرد كلام
دمتم بخير ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...