5 يناير 2020

عن ... نادي السيارات


لا اعلم ماهية الكلمات المناسبة لوصف تلك الحالة التي تعيشها حين تقرأ احداث زمن قديم لبلادك ،  يشعرني هذا برغبة فى دخول آلة الزمن والذهاب الي هناك ، ربما سأتعرف علي اجدادي وكيف كانت حياتهم وهل هم كما حكوا لي والدي والدتي واعمامي  ام هم فقط يريدون تجميل ما حدث لتبدو ازمانهم القديمة افضل من زمننا هذا
تجعلني تلك الحالة ايضاً بانني اريد الحديث اليهم لاخبرهم عما كان يجب ان يفعلوه لكي تمر ايامهم علي نحو جيد
لكي ينتبهوا لاحداث معينة لولاها لما كانت مصر كما هي الحال اليوم ، ولكن عندما تفكر قليلاً ستجد ان ما قد حدث فى ذلك الزمان في تشابه لما يحدث حاليا ،  نفس المناطق ، نفس السلوك ، نفس ردات الفعل المتشابهة مع ما يجري فى العالم ،  الناس نفسها متشابهين الي حد ما بما هم اليوم من افكار وطموحات الا من رحم ربي منهم
ستجد ما تغير فقط هو المسميات وطبعاً التطور التكنولوجي الذي ساهم ولم يسهم فى نفس الوقت ، لانه بالرغم من ذلك  مازات هناك اشياء كثيرة مازالت علي نفس شاكلة هذا الزمان القديم ، وان قمت بعمل تبديل لبعض المفرادات ربما ستنقلب الرواية من ذلك الزمن الي ما نعيشه الان ، عندك مثلا الملك يتم تغيره بالرئيس والحاشية بالوزرات والرعاع بالشعب ، اقرأ الرواية ثانية هل ستشعر بفارق ؟! هذه نقطة اولي ...

النقطة الثانية هي تأكيد اصيل بأن الانسان مهما علا شأنه او العكس  ،  ان كان اصيلاً وطيباً وسمحاً سواء انجليزي او امير او شخص عادي من العامة ذو مال او ليس لديه شئ فهذا لن يغير من كونه كذلك ، فإضفاء الطبقية فى الموضوع لن يغير من حقيقة الفرد لان طباعه الحقيقة ستظهر مهما حاول التزلف والتصرف علي نحو مغاير
الرواية جاءت بشخصيات من الناحيتين الطيب والشرير فى كل طبقة من تلك الطبقات وليس ذلك فحسب انما تلك الشخصيات هما اقرباء واخوة وابناء ، حيث البيئة الناشئة لهم واحدة ولكن سبحان الله هم ليسوا كذلك

النقطة الثالثة هي نقطة تعتبر حكمة يتم تداولها كثيراً منذ ان خلق الله آدم عليه السلام ، يتم سماعها من الناس
انت نفسك ربما قلتها لاحدهم يوماً ولكن اياً منا لا يستوعبها الا حينما  يقع فى المصائب او علي مشارف الموت
الحكمة مفادها انه لايوجد اي شئ سيبقي معك مما تحارب لكي تصل اليه وان كل هذا فى زوال ولن يبقي غير عملك فقط ، المال سيذهب والسلطة والجاه كذلك ، ربما تبيت غنيا الليله وتكون النهار الذي يليه فقيراً ، سعيداً ثم تصير حزيناً وهكذا ، ليس للدنيا موقف ثابت تجاه اى احد

النقطة الثالثة هي ان تراكم الظلم سيولد نوعين من الناس ، النوع الاول سيرضخ ويتكيف مع حالة من الزعر والخوف الشديد والسير بجانب الحائط اما النوع الثاني فسيقاوم بطريقته مهما كانت اساليبها فهي عادة ما تأخذ نفس ما يفعله الظلم ، كل ما هنالك تلك المقاومة ستحاول ان تذيق الجانب الظالم من ضلمه وتوقع به فى شر اعماله وتفضح ما يخفيه عن الناس ، هؤلاء الناس الذين بلا شك يعلمون كل شئ ولكن تأثير كشف الحقائق واظهارها للعامة تعطي لهم قوة ولو كانت فى انفسهم فقط ولا يقدرون بها علي مواجهة الظلم ولكن التاريخ يقول ان الجانب الظالم حينها يبدأ فى عده التنازلي وربما يوماً يصبح من رضخ فى السابق اكثر عداءً ومقاومة من هذا الذي كان يقاوم سابقاً اذا انكسر حاجز الخوف

فى النهاية ، كنت اتمني فقط من كاتب الرواية ان يكمل الرواية ، واكمالها من وجهة نظري فى ان يذهب الي نهاية الخط ، فى ان يعرفنا نهاية كل فرد وشخصية من ابطال الرواية ، ولكن كاتب الرواية انتهي لهذا الحد وصار للقارئ نهايته الخاصة التي عاصرها اجدادنا وربما لحقها بعض من ابائنا الذين مازال البعض منهم حياً بيننا الي الان ..




نتيجة بحث الصور عن نادي السيارات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...