بعد انقطاعه عن ذلك المكان لسنوات طويله لا يكاد يتذكر اخر مره ذهب الى هناك
ذكريات كثيرة حدث لها نوع من التشويه واللخطبه ، يشعر بإشياء كثيرة ولكن لا يتذكر
شيئا منها ، هناك صوت ينادية ، هناك احساس يجعله يدقق النظر فى كل شئ
(ماالذى لا اتذكره هنا وفى نفس الوقت ينادينى بداخلى )
مضى سنوات بعيدا لحياة اخرى تفتحت معالمها، استطاع الواقع ان ينسيه قليلاً
او يجعل لعقله نوعا من الغموض فى ذاكرته ، بدأ حينها بان يعيش مجددا ومع من اراد
بعد ذلك ممن ابدله الله فيها بالخير ، ولكن الاحساس بداخله عباره عن دمعه مختزنه
ولا يعرف مصدرها من اين؟ ، قد يكون حادث اليم او ذكرى ووداع صعب او فشل كبير
او جرح عميق ام نكسه فى شئ ، حقاً لا يعلم..
ولكنه يشعر فقط بأن هناك شيئا دفنته الايام ليؤوى بعيداً ، ولكن شعوره تجاهه ظل متيقظاً
ولكن لم تكن بتلك الاثاره التى تدفعه الاكتشافها فى ذلك المكان ، مضى فى الطرقات ينظر وينتظر
لاى شئ قد يذكره بذلك ، بأى شئ ، ولكن مضى الوقت وانتهت اللحظات وهمّ بالعودة
دون ان يعرف طريق العوده ..كان عباره عن ألغاز ، حواسه كانت تعمل بشكل سريع
كان يسمع اصوات ويرى كتابات على الحوائط ورسومات على الطرقات ، وعبارات على الجدران
ترمز لمرحله بعيده حينما كان فى اول الشباب ، وأثناء سيره ارهقه التعب ،جلس على دكة الانتظار ..
لا يعرف انتظار ماذا ولكنه جلس وحسب ... واثناء التفاته رأى شيئا استفز ذاكرته بشده
طفلين ..كانا يتبادلان رساله بينهما ، اعطى الصبي للفتاه ورقة صغيره ثم ذهبت باهتمام الى
مكان ما لتقرأها ، ابتسمت ثم كتبت كلمات اخرى عليها ووضعتها بجانبه
ثم سارت بخطوات مسرعه الى مكان ما كانت ، وعندما فتح الصبى الورقه ، وراى ما فيها
نظر بإبتسامه اليها وإستحياء منها اليه بنظرة هى الاخرى ، تذكر حينها تلك الابتسامه عندما
كان يمشى طويلا ليتسلم رساله ما من البريد والتى كان بنتظرها بشده ، كان ما يوجد فى الرسالة
بالنسبة اليه كنز كبير ، تذكر اشتياقه لذلك الاحساس ، وكأنك فى الطريق للحصول على جائزة كبرى
ستجعل الايام طعم مختلف واحساس نادرا ان يتحقق ذات يوم ، تذكر شغفه المستمر لكتابة
اى شئ ينال الاعجاب ليذهب مسرعاً لارساله ، وتذكر كم كانت الساعات بطيئة عندما كان
ينتظر الصباح ليرسلها .. ذلك المكان كان شاهداً بقدومه من بعيد ..
ليرى ذلك العالم الذى اكتشفه وارتبط به بأجمل المعانى التى رحلت بعد ذلك
قد يكون قد رحلت عن المكان ولكن ليس عن قلبه ، هناك ارتباط شرطى بتلك الذكريات
بذلك المكان .. ، الروح والمعنى الذى شعرهم منهم جعل لذلك المكان معنى أخر
يؤلم فى كثير من الاوقات ، كانت رحله صعبه على نفسه ، ولكنه اكتشف امراً هاماً ..
ان ليس لهم هناك علاقه بالمكان ولا يجب ان يكون ، الا انه ظل يتذكر تلك الدمعه المحترقة التى يشعر بها
عندما يتذكرها والتى استودع رسائلها فى منأى بعيداً فى ادراجه ، خوفاً من ان يتذكر ..
ولكنها كانت اجمل ذكرى ، الحزن فقط انها ارتبطت فى النهاية بوداع مؤلم ، بوداع لم يتحقق الا
من طرف واحد ولا يعرف هل كان يشعر به الطرف الآخر ام انه نسى وعاش ايامه وكأن لم يكن
هناك شئ ، لا رسائل كانت حاملة لمعانى ولا كلمات تعبر عنها ، هو فقط كان ...
يتمنى لو فعل اى شئ ليمسح تلك الدمعه من عيونها، والتى ظلت حية بداخله الى الآن ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق