18 فبراير 2014

القاهرة والدم !





لعلك ستوضع يوما فى موقف محرج امام اولادك عندما يسئلونك
ماالذى حدث فى عهدكم .. ما الذى فعلتموه .. ماذا كانت ملامح ذلك العصر
الذى اتيتم منه .. وتربينا على اساسه على ايديكم ..
ستقول بكر فخر " نحن من عملنا الثورة " ثم تطلق تنهيدة وتكمل " واضعناها "
اصبح الوطن  لقمة سائغة لحاكم عسكرى رغم ان الثورة نفسها  كانت ضد نفس العسكرى !
ستقول لم يكن بإيدينا شئ ، تشتتنا وتفرقنا ، وظن كل فرد فينا بإستطاعته تغير الكون
ولكن كل منا كان له اتجاه مختلف ، لم نحترم ذلك الاختلاف ، نشبت الحروب كلامياً وميدانياً
 ظهر من بيننا من يطلق علينا لفظ عملاء وخائنين ومن بعدهم كفار ضالين
كانت لعبة مصالح ، لم ينتبه احد ان الوطن خلال تلك الاعوام كان يضيع
الشئ الجيد من وجهة نظرى يا بنى كان عندما اكتشفت الحجم الحقيقى لهذا الوطن
لمن يسكنون فيه ، لم يتعلموا كفاية ولم تكن سمة التحضر ولا حتى التدين طبع فيه
جزء كان يريد الاستقرار والجزء الاخر انحرف به الطريق ، فى لحظة ما لم تعد للحقيقة وجود
صرنا كلنا مجرد كاذبين ، امتلاءت عقولنا بالشعارات الزائفة ، وانجرفنا مع تيار الضلال
الذى سبق وان رآيناه كاذباً ولكن لم نتصدى له وسرنا على خطاه ، كان اعلامنا بغير علام !


ستنادى القاهره يوما على كل ما ضاعوا هدرأ باسم الوطن ، وهم فقط كانوا ضحايا لفساد
لم ينتهى بسقوط نظام ، تلك القاعدة التى كنا نؤمن بها ، وجدنا ان ما حدث انك قمت بتبديل المناهج
الدراسية ولكن مازالت طريقة التلقين والحشو والدراسة مثلما هى ، والنتيجة كإن شئ لم يتغير
المنظومة الفاسدة عندما تريد ان تحدد موضعاُ لها من الاعراب سيكون المجتمع ذاته
ذلك الذى يروج الاشاعات دون معرفة الحقيقة ، وذلك الذى لا يعرف اصل الحكاية ويعمل مفتى الديار المصرية
بعد الظهيرة ، وذلك الذى يبدى اعجابة بكل شئ يقوله شخص ما حتى ولو فعل ذلك الشخص ما كان يرفضه بالامس
وذلك الذى لا يتقبل فكرة اختلافك فى الرأى وانه الصواب الاوحد والبقية مجرد عملاء يريدون هدم الوطن
متى سنفيق من هذا المسلسل الباهت الساذج الذى نحياه ..؟ ، متى سنعترف بالحقيقة المرّة
نعم ذهب مبارك ولكن اتضح فيما بعد ان كلنا مبارك ذاته بصفاته وبكل افكاره التى صنعها فى الشعب
لمدة ثلاثين عاماً .. وما سبقه من الحكام والذى تذكر كتب التاريخ انجازاتهم دون حتى النظر للجانب الاخر
الذى ساعد الوطن فى الرجوع للخلف ، فقط قم بمقارنة دوله مثل اليابان نهاية الحرب العالمية الثانية
وانظر ماذا تكون الان ، وللعلم بالشئ كانت مصر افضل بمراحل حينها .. اذا ماذا حدث ؟!!


القضية ببساطة القاهره ستظل طوال عمرها كذلك ، ليس الهدف الاساسى من وجودها للمواطنين
انما للمصالح ، يعيش فرعون لمدة من الزمن حتى ينتهى امره فلا تذق القاهرة طعماً للراحة
حتى يأتى فرعون آخر يكمل المسيرة ، والقاهرة تصدق وتنسى ما حدث بالامس
لديها ذاكرة سمكية ، بعد عدة سنوات فى نفس الاماكن سينسى الناس ماذا حدث ولماذا حدث
سيظلوا مستمعين ولا احد يجرؤ ان يتكلم ، الكلام عيب فى هذا الوطن ، الا فقط لما كان فى مصلحة النظام
لعلك تسأل اى نظام..؟ ، سأقول لك كل نظام بدءاً من محمد على حتى يومنا هذا !!
ماحدث للقاهرة فى الخامس والعشرين من يناير ليس الا بعض الغضب ازال رأس الثعبان
ولكن الثعبان استطاع بطريقة ما ان ينمو من جديد ،استطاع ان يبدل جلوده و يخدع الناس بكلماته
يخفى السم عنهم قليلاً ، يستخدمه لكل ما تطال له نفسه ان يقترب منه ، بينما الجميع حوله
مصفقين لما يفعل ، غير شاعرين ان هذا الرأس لن يقدم الا على لدغهم يوماً ...




هناك تعليقان (2):

  1. يا ضنايا وجع القلب ده ليس له مخرج...

    ردحذف
    الردود
    1. يعنى لبسنا خلاص يعنى .. طيب الامر لله

      منور يا فاروق :)

      حذف

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...