خلقنا ضعاف ، تلك الفطرة البشرية التى تجعلك فى امس الحاجه ليد تساعدك عندما تشعر بالسقوط
عندما تدرك انه لا يتبقى لك الا قشه لن تمنحك غير الامل ، لن تفيدك كثيراً غير ابتسامة غريق
بوجود شئ ينقذه ، حتى لو كان يعلم فى صميم نفسه انها لن تجدى نفعاً ...
أخذت تلك الفترة فى إذاقتة الوان متعددة من الحرمان ، جعلته كمن هو فاقد لاهله وذوية ، ولا يوجد
امرئ على وجة الارض الا ويتبرأ منه ، يتخلى عنه ، يشعره وكأنه منبوذ
تزاد الدنيا ضيقاً ، تصغر عيناك فلا ترى اى اهداف ولا طموحات ، لا تستطيع بعدها ان ترى النور
يصيبك العمى ، تتبع قلبك الواهن فقط ، ولا تدرك انه هو الاخر اعمى !!
فى هذا العمر بين السادسة عشر والسابعة عشر كانت نوافذ الحياة بالنسبة اليه قليلة ، محدودة
المساحة التى تتخطاها قدماه قد لا تتعدى ثلاث مناطق
المنزل ، ذلك المكان العالى ، وحينما يذهب الى دروسه ، لم تكن هى الاخرى الا مكانين او ثلاث
كان يخشى الا يذهب فى طريق غير ماهو معتاد عليه ، كان تائه بجانب تيهه فى الحياة نفسها
قتل الدافع الا من بعض الاجزاء التى مازلت تنطق بروحه ، يستدعى الامل بين الحين والاخر
ولكنه ليس هنا ، غادر منذ اخر مرة كان موجوداً فيها ، تقريبا الصيف الماضى ، حينما انكسر كل شئ
كان خائفاً ، عيناه تفضحاه دائماً ، رغم ان الجبن ليس من صفاته ، ولكنه صار مع الوقت جباناً
بل اكثر جبناً كلما مرت الايام ، والتى تشبه فى مرورها حفرة تتسع اكثر عمقاً عن ذى قبل ..
لم يعد يعلم كم من الوقت قد فات ، ولم يعد ينتبه قليلاً لماهو قادم ، يشعر بأمنية واحدة يريد دائما
ان تحدث ، ان يغمض عيناه ، وتظل هكذا ثم يفتحها ويجد ذلك العام قد انتهى ، زال ورحل مع الراحلين
انقضى ، وتركه وشأنه ، ليأخذ انفاسه المتلاحقة التى لا لم يكن يكاد يشعر بها من الاساس
كانت نتائج فشله فى كل شئ هى الكابوس الذى شعر انه استيقظ فجأة عليه وكإنه كان غارقاً فى النوم
لفترة لا يعلمها ، كانت احلام يقظته هى عنوانها ، كان الامل النقى الصافى المقبل على الحياة
مازال فى اوج لمعانة ، يعكس اشعة الشمس ويخطف بريق القمر ، كان وهجاً وسراجاً يتهدى به بداخله
ولكن بدون وعى ، اصطدم ، انهار ، مضى على الحافة لتجد قدماه الهواء بعدها فيسقط
مثل الصخور التى تأتى من اعلى الجبال ، قد تراها قوية ولكن ان تصطدم بالارض وتصير فتات
ما تبقى منها قد يصلح ليكون صخرة اخرى ، اما البقية فصارت كالتراب ..
جزء من قصة " قصة طويلة "
هذا أنا مؤكد :(
ردحذف:)
حذفدعواتك تكمل القصه ، نورت يا برنس :)