27 يناير 2021

موعد

  الحلم الغريب هو حلم لا تتوقع ان يأتي اليك ، ولكن هذة هي عادة الاحلام والا مالذي يفصل بين كونها احلام
وبين الواقع ؟! ، ولكننا نتحدث هنا عن حلم غريب بالفعل قد لا تتوقع ان يحدث حتي ضمن كونه حلم ، ان تقابل احد ما
لا تعرفه وتعرفه في نفس الوقت  تشعر كأن بينك وبينه محادثات ومواقف سابقة ولكن لا تعلم اين ومتي
ولا تعلم من هو بالتحديد ، كل ما تعلمه انها امرأة عجوز حنونه للغاية ، مثل اولئك العجائز التي تراهم فى الافلام الاجنبية
يتحدثون الي احفادهم قبل ذهابهم للحرب ، وبالطبع فهي تتحدث الانجليزية ولكن المدهش فى الامر انني وجدت نفسي
 اتحدث بنفس اللغة بل وبنفس الجودة فى الحديث وانا الذي قضيت عمري بأكمله احاول ان اتحدث بالانجليزية
جملة كاملة دون خطأ ! ، اتقان غريب تشعر معه وكأن الحلم قد جعلك رجلاً ولدت فى بلاد الغرب وقضيت عمراً هناك 
 ادري ان ربما لدي انجليزية جيدة عندما اكون وحدي واتخيل انني اتحدث الي احدهم او ربما استطيع الترجمة كتابياً
 بعض الشئ  ولكن ليست لدرجة وكأنها لغتك الام ،  في حياتي الحقيقة ربما لغتي الام نفسها والتي هي مختلفة تماماً
 لا اتحدثها بهذا الشكل ! 

المهم انني كنت ذاهباً فى رحلة ما ، موعد مع شخص عزيز للغاية او هروب او محاولة لتفريغ بعض الهموم بالتنقل
 لمكان اخر ، لا ادري بالظبط اين كنت اتوجه ، في العادة محطة قطار ثم القطار نفسه دون ان اصل ابداً لتلك الوجهة
التي سافرت لأجلها ، وكان الرحلة كانت فقط هي القطار ، رغبة السفر والتنقل والهروب من كل الاماكن التي وقعت
عليها الذكريات وجعلتها جزءاً مما سبق ، بل وجعلت عقلي فى تذكر مستمر  كلما تقع عيني علي احداهما
 بقصد او بدون قصد  ، احدهم قال لي ان المرأة العجوز الحنونة فى احلام يمكن تفسيرها علي انها احتياج ، فيقوم عقلك
 بتصوير الشئ الذي يمثله فى عينيك والذي ربما رآيته يوماً فى اي مكان او مشهد محفور بداخل اللاوعي
وتأثرت به من قبل فقام بإستدعاؤه 
 كنت ماض في طريقي ومثل كل الاشخاص القريبين من قلبي اقابلهم فى تقاطع ما فى حياتي لم اكن قد استعديت له
 بما فيه الكفاية لاقابلهم فيه ورأيتها وقمت بالتحية والسير بجانبها وكأننا نعرف بعضنا منذ دهر
ثم قامت بسؤالي الي اين تذهب ؟
فى الحقيقة لقد بكيت .. دون انذار سابق او وجود ما يستدعي ، فقط بعض الكلمات معها وانهرت بالبكاء وعندما لاحظت
 انني ربما بكائي قد يكون سبب لها ضيقاً قمت بالاعتذار ولكن الرد من جانبها كان يستدعي البكاء اكثر 
 ليس حزناً بقدر ما هو امتنان ،  لقد نظرت إلي نظرة لا انساها ابداً  ، نظرة العارف بحالك والذي يشعر بما فيك 
 نظرة تجعل جميع مشاعرك قد قررت الخروج من اعماقك  وصارت مفهومة واستوعبها اخيراً شخص آخر
بكل ماعانيها وابعادها ثم قالت " تأسف علي ماذا يا بني ، ليس من المفترض ان تعتذر من الاساس "
 ربما هي جملة عادية ولكن طريقتها فى القاءها ونظراتها جعلت كل كلمة تحمل معني اعمق بكثير من مجرد رد للاسف 
  اكملت طريقي للمقابلة دون اعلم كالمعتاد من سأقابل واين ؟ ولكن كان المؤكد انه كان شخص له علاقة بالبكاء
 الذي صار منذ قليل  ، ربما لم اعرف من هو بالتحديد ولكن هناك شئ فى القلب استطاع ان يخبرني ثم ...
 شعور بالندم بإستيقاظي الان !!  














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قسمات وجهك

  أحبك وكم احب قسمات وجهك ، تشعرني بان شيئاً داخلي قد فر ، وقد ملكتيه انتِ   شيء يدعي القلب لم أعبئ اين ذهب بل بالأحرى اين استقر ، هناك   ...