8 نوفمبر 2019

جزيرة مالاوان " الكافتيريا "

صورة ذات صلة

دخل الملاواني الي الكافتيريا مع ضيفه الذي ذهب مباشرة الي طاولة الساقي ولكن  الملاواني ابعده عنها واختار الجلوس علي طاولة نائية وبادر بالكلام دون حتي ان يطلب شيئاً وقال " حسناً ، مما رأيناه ان رئيس الجمهورية عندما يتولى ذلك المنصب هو بحاجه لشيئين ، اولاً الاستقرار وثانياً رضا الشعب
 
 كان الاستقرار لضمان الا يقام انقلاباً ما عليه يؤدي به الي السجن او مفارقة الحياة او النفي ، ورضا الشعب حتي لا تخرج ثورة عليه وتطالبه بالتنحي مما يؤدي به ايضاً الي السجن او النفي او ان يصير مكروهاُ بين الناس  وانت تعلم ماذا يعني ان يكرهك الناس في بلاد كهذه سيجعلون حياتك جحيماً بالمعني الحرفي  ! وحتي يضمن الا يحدث ذلك مطلقاً كان عليه ان يختار بين الطريق السهل والطريق الصعب ، كان الطريق السهل عبارة عن ضمان ولاء الجيش بحيث لا يحدث انقلاباً  وان يقمع الشعب حتي لا يخرج صوتاُ واحداً يقوي ان يعارض  صوت فقط وليس خروج للميادين حتي ، لأنه لن ينتظر الي ان تخرج الناس  ، هو يقمع من المصدر   وذلك بالطبع يتضمن ان يعطي للشرطة والجيش امتيازات عديدة تجعلهم راضيين عن الوضع وناكرين باقي الأمور وحتي لا يظهر كـ ديكتاتور امام بقية العالم  فهو يقوم ببعض الاشياء الأخري ، منها مثلأ  انه  كان دوماً يوجه الاعلام نحو ذكر محاسنه فقط وعدم ذكر المساوئ وان لم يكن هناك محاسن فيقوم برميّ مسؤولية تلك المساوئ الي شخص آخر  وذلك علي عبر الاعلام المقروء والمريء والمسموع  ، الشيء الاخر هو صناعة انجازات حتي لو لم تكن فعلياً انجازات ولكن يتم تصويرها وترويجها علي انها كذلك وتستخدم كدرع امام أي معارض يقول ان البلاد لم يتم فيها اي نجاح بعد "
ثم سكت عن الكلام قليلاً واخذ يفكر فبادره الضيف  بالسؤال " ها ؟  هل انتهيت ؟
 فأجاب  " لا هناك  شئ اخر متبقي

فقام الضيف بالرد " وما هو يا تري ؟ "  فأجاب الملاواني وكأنه كشف سر عظيم للتو  قائلاً  " صناعة عدو ! " ولكن قبل ان يتكلم طلب الضيف ان يشرب شيئاً حتي يستطيع ان يبتلع الكلام الذي يسمعه بلا توقف ، لم يبال الملاواني كثيراً واسترسل في الكلام مندفعاً  " صناعة العدو يا صديقي منذ قديم الازل ، الناس فقط لا تقراً ،  هي باختصار  وسيلة تجعل الشعوب تتغاضي عن ماهو سئ فى حياتها ومجتمعها لان هناك عدو اخر سيجعل حياتهم اسؤأ ، اذا لابد ان يتحملوا كل شئ فى سبيل محاربته ، حتي وان كنت فقيراً جائعاً مريضاً وعلي مشارف الموت ، هكذا كان يتم تصوير الموضوع للمواطن الملاواني دائماً ، وان الدولة تتحمل عبء دحر هذا العدو والذي يستنزف جميع مواردها فى سبيل ان تجعلك آمناً فى بيتك ، ولكن مع استمرار ذلك سنوات ادرك البعض ان ما يحدث هو ان هذا العدو ليس له وجود فعلياً ، وحتي وان وٌجد فهو لا يستحق كل هذه الدعاية عليه ، وانه يمكن ان يتوفر كل شئ للمواطن دون الحاجه لاستنزاف الموارد لأجل قضية كتلك ،  وكانت الريب في  انك ستجد ان هذا العدو لا ينتهي ابداً  وليس له وصف محدد بالرغم من الحكايات والبطولات والمآسي التي ذكرت حوله ، تراه دائماً فى الاعلام ووراء كل مسئول بداية من رئيس الجمهورية حتي مدير لشركة قطاع عام صغيرة وذلك فقط لكي يزيل من علي عاتقه مسؤولية اي قصور يحدث 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عنوان بلا عنوان

  مرهق للغاية، اشعر بالتوتر والخوف ، وكأن ثقل كبير علي راسي وجسدي، الوقت ضيق، دايما ليس هناك متسع لفعل ما يجب ، او مساحة للتعبير بحرية ، لا ...